طبقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يكون مجلس الأمن الدولي هو المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين،ومن أهم واجباته هو وقف النزاعات المسلحة بين دول العالم،ولها السلطة القانونية الملزمة على الدول الأعضاء بالإنصياع لقراراته، وخاصة أثناء نشوب القتال والحرب بين الدول.وفي غفلة من الزمن وبنتيجة إنتصار جبهة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية إمتلكت أربعة دول منتصرة في تلك الحرب حق النقض quot; الفيتوquot; أضيفت إليهم الصين لتكون الدولة الخامسة في مجلس الأمن من يحق لهم نقض قرارات المجلس. وعبر تاريخ هذا المجلس شاهدنا في الكثبير من النزاعات والحروب التي تقع في العديد بين الدول، والحروب الأهلية داخل بعض الدول التي تتصف بالدكتاتورية والإستبداد وقوف روسيا دائما بجانب تلك الدكتاتوريات ورفض قرارات المجلس الداعمة الى إقرار السلام وإنهاء تلك الحروب، وفي معظم الحالات كانت الشعوب المضطهدة والمقموعة هي التي تدفع ضريبة الدم جراء هذه المواقف الروسية، وآخرها ما حصل بالنسبة السوريا،رغم أن من صلب واجبات الدول المالكة لحق الفيتو على إعتبارها الأخ الأكبر أن تحرص على سلامة وأمن الأخ الأصغر، وهو في معظم الحالات الشعوب المقموعة بيد الدكتاتوريات.

فروسيا التي عجزت منذ إنطلاق الثورة الصناعية في أوروبا عن مجاراة بقية دول هذه القارة بتحقيق التقدم بصناعاتها غير العسكرية، أصبحت تعاني من عقدة التفوق الغربي ومن الإنفتاح الديمقراطي والإنساني لهذه الدول على قضايا الديمقراطية ودعم حريات شعوب وأمم العالم، فبما أن صناعاتها الأساسية تتركز على إنتاج أشد أنواع الأسلحة فتكا بالشعوب، فإن السوق الرائج بالنسبة لها هو في الدول التي تشهد النزاعات والحروب.. وبما أن الحكومات الروسية المتعاقبة كانت وما زالت أسيرة الثقافة الستالينية التي قضت على ملايين الروس وغيرهم من شعوب العالم، فإن الجانب الإنساني في قضايا النزاعات تحتل دائما ذيل قائمة الإهتمامات لهذه الدولة التي كانت سيارات ( لادا ) و( الموسكوفيتش) مفخرة صناعاتها المدنية والتي كانت تباع بأسعار كيلوات من التمر، والحمدلله أن الشعوب الحالية حتى التي مازالت تحت خط الفقر المدقع قد إستغنت عن تلك الصناعة الروسية المهترئة.

الموقف المستميت من النظام الروسي للدفاع عن أحد أعتى وأشرس الدكتاتوريات المتبقية على وجه الأرض بعد صدام حسين وهو نظام المجرم القاتل بشار الأسد، يستدعي وقفة تأمل ليس من دول العالم، التي أخطأت حين أعطت حق النقض لقرارات الأمم الى دولة لا قيمة عندها لحياة الإنسان بل لحياة شعوب بأكملها،بل تستدعي وقفة من جميع الشعوب والأمم في العالم لرفع صوتها باالمطالبة بطرد هذه الدولة المنبوذة من الأمم المتحدة، أو على الأقل سحب حقها من إستخدام الفيتو داخل مجلس الأمن الذي واجبه الأساسي هو إقرار السلم والأمن العالميين، وهما ما تمتنع روسيا عن تحقيقهما في أرجاء العالم. فروسيا بمواقفها المخزية والمشينة تشارك النظام الأسدي القاتل في الإجرام بحق الشعب السوري، وأن كل قطرة دم أريقت منذ بدء الثورة السورية ولحد اليوم تتحمل هذه الدولة اللامبالية بقيم الإنسانية وبمباديء السلام وحقوق الإنسان مسؤوليتها القانونية، لأن قاتلا مجرما مثل بشار الأسد لم يكن يتجرأ على تحدي العالم والإيغال بجرائمه لولا تلك المواقف الروسية الداعمة له في الأمم المتحدة..

فمثلما هو الحال بالنسبة للموظف في الحكومة أو حتى الصانع العامل لدى صاحب مطعم إذا لم يقم بالواجبات الملقاة على عاتقه فإنه بسرح أو يفصل من الخدمة، لأن العمل أو الوظيفة هما عقد تراضي بين العامل ورب العمل، وبما أن الأمم المتحدة تمثل كما هو مبين من إسمها أمم العالم،وبما أن روسيا تمتنع عن القيام بواجبياتها وتخل بوظيفتها الأساسية وهي الدفاع عن السلم والأمن الدوليين فمن المفترض أن تطرد أو على الأقل تجرد من حق التفرد بإفشال جهود دول العالم أثناء الأزمات والحروب.

أما الصين التي ركبت أيضا العربة الروسية السائرة بالضد من التيار الدولي الجارف الداعم للشعب السوري، فهي بدورها لا تستحق أن يكون لها حق إستخدام الفيتو بمجلس الأمن، لأنها بدورها تدعم الإرهاب الأسدي، في وقت يفترض أن تتنبه الى خسارة الأسواق العربية وهي التي خرجت توا التبني أسس صنماعة بدأت تغزو العالم بها.

هذه دعوة للوقوف بوجه الغطرسة الروسية والصينية فيما يتعلق بدعم نظام قاتل في سوريا التي ستكون لا محالة مقبرة لتطلعات روسيا التوسعية في المنطقة، والتي ستقبر أيضا أحلام الصينيين بغزو الأسواق العربية،وهذه دعوة دعوة متكررة لمقاطعة البضائع والصناعات الروسية والصينية لكي يرتدع هذان البلدان من مواقفهما المخزية والمشينة التي لا تستقيم أبدا مع المهمة الكبرى الملقاة على عاتقهما كدوليتين كببيرتين تحتلان مقعدين دائميين في مجلس الأمن الدولي.

لطالما دعت روسيا والصين في المحافل الدولية الى عدم التدخل العسكري في سوريا، وبررتا ذلك بأن ما يحدث في سوريا شأن داخلي يفترض أن يقرره الشعب السوري، ولكن الغباء الروسي والإنخداع الصيني يتعاميان عن أن الشعب السوري قد إتخذ قراره مسبقا عندما فجر إنتفاضته السلمية التي واجهها النظام بالحديد والنار، وأن لجوء الثوار أخيرا الى السلاح كان تحت ضغط الدفاع عن الشعب، وأن هذا الشعب قد أفهم العالم بوضوح رفضه لهذا النظام المجرم عببر ثورة بطولية نادرة إستمرت لما يقرب من سنة نيف دون إنقطاع، فمتى يفهم الروس والصينيون أن النظام الأسدي قد إنتهى الى الأبد وأن الباقي هو الشعب مهما غلت التضحيات وطالت أيام المواجهة التي باتت أقرب من قاب قوسين أو أدنى من كنس نظام بشار الأسد ومن معه من الحلفاء الروس والصينيين.quot; فأما الزبد فيذهب جفاء، أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرضquot;.

[email protected]