ستة أشهر من عمر هذه الثورة السورية التي ستؤرخ لتاريخ المنطقة من جديد وككل مرة في تاريخ هذه المنطقة..ستة أشهر وهم يملأون الصحف والاعلام أن حلب ودمشق لم تتحركا في الثورة..الآن بعد مرور سنة ونصف السنة على الثورة التي يسجل فيها شعبنا، اساطيره اليومية النابعة من تفاصيله اليومية، في مقاومة هذه العصابة من شذاذ الآفاق، ومقاومة ما يحاك حقيقة بحق شعبنا من أجل اجهاض ثورته العظيمة هذه.. الشعب السوري غير العالم الآن..العالم لن يكون ولن يعود كما كان قبل انطلاق الثورة من حوران، قبل عام ونصف تقريبا مهما كانت النتائج..لأن الدم السوري سال...ويسقي في دمشق ارض الياسمين.. وتخرج حلب نصرة لدمشق لتعيد التوأمة لسياقها الطبيعي التي حاولت هذه العصابة المافيوزية..أن توزع سورية بانفاس شقاقية كريهة وحاقدة وليئمة وطائفية وبلا أي حد أدنى من الأخلاق..عندما تتحدث عن حي الميدان وباب سريجة والحريقة والمهاجرين والمزة وركن الدين..وعندما تتحدث عن احياء التضامن والقدم والعسالي والحجر الاسود وكفرسوسة وقدسيا ووادي المشاريع.. فإنك تتحدث عن مناطق يسكنها اكثر من مليوني ونصف المليون سوري...فمابالك عندما تضيف لهذه الاسماء مخيم فلسطين، مخيم فلسطين الذي يقطنه اكثر من مليون فلسطيني سوري وسوري فلسطيني..لا تميز بينهم، وعدم التمييز بينهم حاولت العصابة الأسدية شرخه أكثر من عدة مرات منذ مجزرة تل الزعتر1975، لكنها فشلت رغم وجود كم من عملاء المخابرات السورية، ممن يسمون أنفسهم مقاومة فلسطينية وليس أحمد جبريل سوى مثال قزم عما اتحدث عنه هنا...عندما يمتزج في المخيم الدم السوري بالفلسطيني ليس لأن هنالك شعبين بل لأن هنالك شعب واحد..يزرع الياسمين..

بعد عام ونصف دمشق تشهد الآن رفع آخر ورقة توت عن تلك الجريمة العالمية المنظمة التي تمارس بحق شعبنا..إن صمت العالم لايقل تواطؤا مع الجريمة، من موقف روسيا وإيران..لم تمارس البشرية عهرا في تاريخها الانساني كما تمارسه اليوم..إنها تريد وأد الياسمين...دمشق تنزح إلى دمشق..هكذا كانت دمشق البارحة 15.07.2012 دمشق تنزح من هذا الحي ليفتح فيها بيوت حي آخر...تحت وابل من القصف على أحياءها تلك..

الثورة ماضية...وشلال الدم هذا الذي افتتح ناصية التاريخ من اوسع ابوابها..لن يذهب هدرا...وستستعيد دمشق ياسمينها..مهما حاولوا أو فعلوا...أهو حقد التاريخ على دمشق؟

من يسكت عن محاولة وأد الياسمين لايحق له شم رائحته...سواء كان سوري المولد..او من أية جنسية كانت... لكن دمشق قبلة السماحة والتعايش الذي تغنى به الاب باولوا..قبل ان تطرده العصابة الأسدية من سورية وليتحول إلى سفير للياسمين في العالم..دمشق قررت أن تحكم نفسها...وهذا قرار نهائي لارجعة عنه...من ينتمي لدمشق يعرف عماذا اتحدث...كل الامبراطوريات عبر التاريخ مرت من دمشق، لأن أهلها أهل ياسمين ولم يكونوا يوما أهل حرب...

إذا لم تعلن البشرية موقفا نوعيا مساندا للياسمين...فإنها ستحمل عارا لن تمحيه من تاريخها مهما عطرته بكل العطور الصناعية...فالياسمين اول عطر بالعالم صدرت دمشق رائحته للعالم اجمع...دمشق النظافة التي عرفت العالم على الصابون ورائحته...دمشق التي حاولت عصابات الأسد تحويلها إلى مرتع لكل انواع العهر والفساد..لكنهم نسوا أن الياسمين لايموت...إنهم شذاذ آفاق...وليسوا من سورية في شيئ....إنها سورية.

قصف احياء دمشق بالهاون والمروحيات...والعالم صامت....ستقلع دمشق كل هذا الشوك الذي احاط بياسمينها طال الوقت أم قصر...إنها دمشق الياسمين وهي من علمتكم تأسيس العواصم والحواضر..