أخفق مجلس الأمن الدولي للمرة الثالثة في اتخاذ القرارات المطلوبة، لردع النظام السوري من الاستمرار في جرائمه، بعد أن أدت ممارسة كل من روسيا والصين لحق النقض quot;الفيتوquot; الخميس (19/07) إلى منع المجلس من اعتماد مشروع قرار، يندرج تحت الفصل السابع ويفرض عقوبات على النظام في حال واصل عمليات القتل والقصف المروعة التي يقوم بها. لقد جاء الفيتو الروسي الصيني بعد انقضاء ثلاثة أشهر على خطة كوفي عنان، التي شهدت استشهاد قرابة خمسة آلاف مدني سوري، حيث ارتكب النظام مجازر دموية في الحولة والقبير والتريمسة والسيدة زينب في دمشق وعدد من القرى والبلدات راح ضحيتها المئات، وشنّ عمليات قصف وحشية ضد المناطق المأهولة مستخدماً المدفعية الثقيلة والدبابات والطائرات، ولم تنجح الآلية التي اعتمدتها الأمم المتحدة في منع النظام من ارتكاب المزيد من عمليات القتل. أخطأت المعارضة السورية خطأ قاتلا كنا قد نبهنا له منذ بداية الثورة، عندما اعتقد بعض منها أن لدى الروس حل سياسي ما، أو سيناريو ما لانتقال سلمي للسلطة..الفيتو الجديد يؤكد المرة تلو المرة هذه الحقيقة..الروس اكثر من يدركون أن أي حل سياسي يغير من طبيعة النظام الحاكم في سورية، لن يكون في مصلحتهم، وكنت قد كتبت مرارا وتكرارا، أن الروس يرفضوا ورفضوا أن يكون آل الأسد جزء من النظام لفترة انتقالية، يتساوون مع غيرهم في الاجزاء الأخرى في تقرير مستقبل سورية لفترة انتقالية..
هذا كان بعد أقل من عام على انطلاق الثورة...فمابالكم الآن بعدما اصبحت الايادي الروسية تماما كالايادي الايرانية، موغلة في دماء شعبنا السوري؟ مشكلتنا في الواقع الاساسية ليس مع الروس في أن يغيروا موقفهم أم لا، لأنهم لن يغيروه...بل تكمن مشكلتنا أننا حتى اللحظة لم نضع استراتيجية واضحة للتعامل مع المجتمع الدولي وخاصة المساند للثورة السورية، أقله المساند خطابيا..كي لا نقول أن المساندة كما تمناها الشعب السوري..
كانت المسألة غاية في البساطة، عندما حدثت اولى المجازر في ثورتنا السلمية على يد العصابة الأسدية في حوران ومطالبة شعبنا المجتمع الدولي بالتدخل، كانت شرعية أعطيت للمعارضة السورية كي تذهب في بناء استراتيجية واضحة حول هذا المطلب الشعبي..
وبالتالي نستطيع من خلالها تحميل المسؤولية لهذا المجتمع الدولي أنه ترك شعبنا يذبح دون أية حجة يستخدمها..ندرك أن موضوع تدخل الدول الكبرى، ليس مرتبطا بمطلب هذه المعارضة أو تلك، لكنه مرتبط بمصالح هذه الدول ورؤيتها..لكن ليس من حق أحد من المعارضة السورية، أن يتخلى عن مطالب الثورة، ويدخل في معمعة توحيد المعارضة، أو معمعة اعطاء ضمانات لهذا المجتمع الدولي، بل وضع استراتيجية واضحة مبنية على مطالب الثورة تلك..والاصرار عندما لاتحقق هذه الدول مطلب شعبنا على تحميلها المسؤولية وفضحها أمام الرأي العام في مجتمعاتها..مشكلة أخرى واجهتها مع غيري وهم أقلية في الواقع قبل الثورة، وحتى بعد الثورة بأشهر، مع هذه المعارضة وهي الموقف من حزب الله والمشروع الايراني..وهي أن هذا الحزب ليس سوى أداة طائفية تستخدمها إيران في النفوذ السياسي..وهذا سقفه..كنا نواجه معارضة شرسة لهذا الرأي أكثر مما يعارضون النظام نفسه...
وهؤلاء هم الآن من يقفون ويتلاعبون برفض مطلب التدخل الدولي.. الذي لم يتحقق ولن يتحقق في المدى المنظور..لاعتبارات تحدثنا عنها كثيرا، لكن واجبنا نحن أن نقدم هذا المطلب منذ اليوم الأول الذي طالب به الثوار على الارض..قبل الفيتو الروسي بيومين خرج علينا حسن نصر الله بخطاب لينعي شهداءه وهم آصف شوكت ومن كان معه فيما يسمى بخلية الأزمة..
الخطاب لا يحتاج لتعليق أكثر من هذه الفتوى النصر الألهية...لكي نرى أين يقف ضمير هذا الحزب دينيا وسياسيا.
التعليقات