السلام عليكم
أكتب لكم و بلدنا يمر بأزمة حادة تهدد حتى وجوده، وقام سيادتكم بتصريحات عدة حول هذه الأزمة.كان منها مؤخر حول أحتمالات المسارات الأربع للوضع في لعراق وأختصرها
-إجراء أنتخابات مبكرة
2- الجلوس الى طاولة الحوار للوصول الى حل للأزمة الحالية وعلى أساس الدستور
3-تأزم الوضع لدرجة الأقتتال الطائفي
4- تأزم الوضع مما يؤدي الى تقسيم العراق
وأن سيادتكم يفضل العمل من خلال المسار الأول أو المسار الثاني و ترفضون المسار الثالث والرابع
أجد نفسي معكم وأن ما تطمحون اليه هو ما يتطلع اليه الشعب العراقي الذي عاش منذ الأطاحة بالنظام السابق الى يومنا هذا، يمر من أزمة الى أزمة تليها، وأصبحت المراوحة هي سيدة الموقف في العراق و المراوحة تعني التخلف.لا أود في خطابي هذا اليكم ألدخول في تفاصيل التخلف على مختلف الأصعدة، أطمح أن أركزعلى ما هو أساس البلاء.
أذا أخذتم المسار الأول بأجراء أنتخابات مبكرة، فهذا قد لا يحل المشاكل والعقد لأن ما قد تأت به الأنتخابات على الغالب سوف يكون مشابه لما هو عليه الوضع الحالي والمشكلة الأساسية و أم العقد ليست انتخابية وعملياتية بل هي مشكل في التأسيس، معظم الأحزاب في العراق أحزاب فئوية : طائفية او قومية و ليست وطنية،( وأعني عضوية و برامج لكل العراقيين،) ولذا عندما تتكلمون عن حكم الأغلبية يعني هذه الأغلبية الطائفية او القومية سوف تقود البلاد وبذا تفقد الحكومة صفتها الوطنية و تتحول الى حكومة الفئة ونبقى في نفس المأزق، لقد فشلت حكومات التوافق لأنها بنيت على أساس المحاصصة و هذه بعيدة كل البعد عن أسس المواطنة،والسؤال ما الحل؟
يجب إعادة النظر في ألأسس التي قامت عليها الأحزاب و جمودها على حالها و فشلها في التطور مح أحتياجات البلد، أُخاطبكم وأنتم في قيادة حزب الدعوة لأعادة النظر في تشكيلة الحزب وبرنامج الحزب ليتحول من حزب طائفي الى حزب وطني أي بمعنى شمول كافة مكونات الشعب العراقي وليس الطائفة الشيعية الجعفرية فقط
وما ينطبق على حزبكم ودعوتي له ينطبق على الأحزاب الفئوية الأخرى.
قد يقول البعض أن هذه أضغاث أحلام، ولكن واقع الحياة في دول عدة تم تجاوز الفئوية التي قامت عليها الأحزاب للتحول الى أحزاب لكل المواطنين، عندما شعرت تلك الأحزاب و قياداتها ضرورة الخروج من ضيق الأفق الفئوي لتنفتح على كل المواطنين، في البعض من هذه الدول لم يعد الدين او القومية، أو العمل يذكر في جوازات سفرها المواطنة فقط و هذه راوندا مع كل المذابح الفئوية التي عاشتها أستطاعت التخلص من الماضي السيء وتبني وطنها
2- أذا اردنا مناقشة مسار الثاني وهو الجلوس ألى طاولة الحوار، فهذا ليس بالأمر الجديد وقد جلستم ساعات وأيام الى طاولة الحوار ولم ينتج من ذلك سوى التكرار للمشا كل والخلافات والسبب في اعتقادي يعود لعدم وضوح الأسس التي يجري الحوار حولها وأمل أن لا أكون مخطئا أن ما كان يجري من حوار كان على أسس ثانوي وليست جوهرية و بقيتم تبتعدون عن الحوار الأساسي خوفا من ألأنفطار والتمزق
أحوار الأساسي يجب أن يكون حول مبدأ الحوار.
أية دولة للعراق.....دولة المكونات أم دولة المواطنة.
وضع الدستور العراقي كما لا يخفى على أحد من قبل تحالف الأحزاب الطائفية الشيعية مع الأحزاب القومية الكوردية، وجاء الطابع العام له بالتفاصيل دولة مكونات ولا أود أن أدخل بالتفاصيل هنا فهي تطول الى عشرات الصحائف و لكن تصر يحات رئيس الجمهورية أشارت في العديد من المرات ألى كونها دولة المكونات
وفي التطبيق العملي و عدم الحوار مع الطرف الأخر حول الموضوع تريدون فرض دولة المواطنة كلاما على الأقل (ننتظر التطبيق العملي )، ولذا أصبح من الضروري أن يجري الحوار حول أية دولة للعراق مع الأطراف الأخرى التي ساهمت بفعالية في كتابة الدستور، ومن ثم الدخول بالتفاصيل لتعديل الدستورليصبح دستور دولة المواطنة وليس دستور المكونات.
سيادة الرئيس
أنتم في واقع الصدارة والمسؤولية وقد قبلتم بها ومن الضروري أعطاء هذه المسؤولية حقها ليس من باب التفضل بل من باب الواجب، من موقعكم تستطيعون العمل سلميا لبناء العراق، كل العراق والسلبية والخصام سوف يجر العراق الى ما لا يحمد عليه.والتهديد بأستعمال القوى لا يخدم حل المشاكل بل قد يؤدي الى منزلقات تحرق الأخضر واليابس.
هناك أجراءات تمهيدية يمكن القيام بها للتهدئة أولا ولكن من الضروري جدا وضع حد لأستمرار الأزمات من خلال الموقف الجريئ لlsquo;ادة النظر في ما جرى خلال السنوات العشر الماضية و معالجة الأمور الأساسية في بناء العراق.
أتمنى لكم الموفقية رئيسا للوزراء خدمة العراق و شعبه.
المواطن
فاروق رضاعة
التعليقات