كررت كثيراً و مراراً... وأكرر مرة أخرى: يمكن للكرد تحمل الكثير، ولكن شيء واحد لا يمكن تحمل تبعاته بالتأكيد، وهو العمل مع الأصوليين الإسلاميين. يجب أن لا يحدث هذا بأي شكل من الأشكال. في محافظة الحسكة المتعددة الأديان حيث يعيش المسيحيون جنبا إلى جنب مع الكرد، بدأ المتمردون الأصوليون من المعارضة السورية هناك بمهاجمة المسيحيين، والتضييق عليهم واختطافهم وبل اغتصاب النساء المسيحيات... هناك احتمال قوي جداً أن يظهر في محافظة الحسكة وضع مشابه للوضع في الموصل العراقية.... حيث تمت عمليات تهجير وقتل وذبح بشعة ضد المسيحيين هناك (كذلك الإيزيديين...)، وفي كل مرة كان السياسيون العراقيون مثل أثيل النجيفي وأسامة النجيفي وصالح المطلك وطارق الهاشمي يتهمون في أحاديثهم مع الصحافة الأوربية الكرد العراقيين (وشخص رئيس اقليم كردستان العراق السيد مسعود بارزاني) بالوقوف وراء الاعتداءات على المسيحيين في الموصل... إن القيادة الكردية العراقية تعلم بهذا جيداً... وقد تم توثيق جميع هذه الأقاويل للساسة العراقيين...
ولذلك... ليس من الغريب أن يقوم السيد نواف البشير وغيره من quot;العرب السنةquot; من أزلام حزب البعث البغيض وسياسيو quot;المعارضةquot; الآخرين القيام بنفس المهمة البشعة واتهام الحركة الوطنية الكردية (ليس من المهم ان كان هؤلاء quot;آبوجيينquot; أو quot;برزانيينquot;). وستقوم مراكز القرار ضمن سياسة تركيا المعادية للكرد بتنسيق هذه العمليات... لديها خبرة في هذا المجال...
وللأسف قد يقوم بعض المسيحيين وخاصة من داخل (المجلس الوطني السوري) بالانضمام إلى هذه اللعبة القذرة... تماماً مثلما حصل في الموصل... كما قلت كل هذا موثوق بشكل جيد....
هذا سبب آخر يجب أن يدفع الكرد الى رفض أي شكل من أشكال التعاون مع الإخوان المسلمين والجهاديين... يجب أن لا يٌسمح لهم أبداً في أن يكون لهم موطىء قدم في المناطق ذات الأكثرية الكردية. في هذا الصدد هناك من الكرد من يطالب المسيحيين وغيرهم quot;بتحديد موقفهم من العصابات الجهادية وان ينضموا لصفوف قوات الحماية الكردية المدافعة عن هذه الأرض التشاركية...quot; من الممكن مطالبة المسيحيين بهذا، ولكن القرار يبقى قرارهم، متى وبأي شكل سيحددون مشاركتهم... أذكر هنا بطبيعة مشاركة الكرد فيما يسمى بالثورة السورية... المسيحيون هم الحلقة الأضعف في المجتمع السوري وفي الجزيرة السورية...
من ناحية أخرى على quot;الأكثرية الكرديةquot; أن تثبت بأنها تعلمت من التاريخ البعيد والقريب ولن تعيد اضطهاد المكون المسيحي (كلدان/سريان/آشوريين وأرمن) كما فعلت في الماضي... هذا ما يطلبه الكرد أيضاً وبحق من quot;الأكثرية العربيةquot;... هذا بالإضافة إلى وجود مخاوف عند المسيحيين من أن الكرد قد يبدؤون في أية لحظة بمحاربة بعضهم البعض كما فعلوها ويفعلون دائماً... لذا يجب أن تتكون عند المكون المسيحي الثقة بأن الكرد قوة يمكن الاعتماد عليها....
أخيراً يجب أن لا نخدع أنفسنا بشعارات quot;الجيش السوري الحرquot;... إنه جيش طائفي إلى حد كبير كالجيش النظامي بل وأبشع منه وذلك بسبب سيطرة تركيا و تنظيمات quot;القاعدةquot; على كثير من وحداته....
في الظروف الجديدة ليس هناك أية صلة بين سياسة ونهج المعارضة الإسلامية الهدامة وبين النضال المشروع ضد ديكتاتورية البعث البغيضة... يمكن للكرد خوض نضالهم وعليهم خوضه ضد ديكتاتورية البعث البغيضة على طريقتهم الخاصة وليس بأساليب جماعة الإخوان المسلمين وبأساليب الجهاديين القادمين من الأنبار وبيشاور....
التعليقات