أثار تصريح الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية زوبعة ليست قليلة داخل صفوف المعارضة وغيرها، حيث صرح quot;إنني أعلن بأنني مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو إسطنبول.quot; لكنه اشترط quot;إطلاق سراح مئة وستين ألف معتقل من السجون وأولها النساء ومعتقلي المخابرات الجوية وسجن صيدنايا والإيعاز إلى كل سفارات النظام بمنح جميع السوريين الذين انتهت جوازاتهم جوازات جديدة أو تمديدها سنتين على الأقل.quot;

هذه الزوبعة والتي طالت التعرض للرجل بشكل شخصي احيانا ومرفوض طبعا، تشير إلى حالة الصوملة القائمة على الارضquot; السورنةquot;. وليست تعبيرا عن خبرة سياسية او عدم خبرة للشيخ معاذ، وإنها ليست تعبيرا عن أن هذا رأيه الشخصي أم رأي الائتلاف؟ كما أنها لا تشير أيضا إلى كونها محاولة لسحب البساط من تحت أرجل العصابة الأسدية أمام الرأي العام، وإن كان هذا مطلوبا دوما وباساليب متعددة. التفاوض جزء اساسي من أية ثورة في العالم، والتكتيك السياسي خاصة في التعاطي مع الاعلام والنظام الدولي ليس اقل شأنا، خاصة في ظل ثورة يراد الغدر بها من أطراف النظام الدولي والاقليمي..إنها مسيرة النظام الدولي مع الثورة منذ انطلاقها في حوران قبل اقل من عامين، مسيرة يراد انهاءها بعبارةquot; الثورة المغدورةquot; بعد اخمادها..حيث لم تستطع العصابة الأسدية القيام بذلك رغم كل ما ترتكبه من جرائم وتدمير بنيوي للبلد..فكان لابد للنظام الدولي غير القابل لميلاد الحرية في سورية، أن يقوم بكل ما يمتلكه من الاعيب وقوى تفوق مقدرة الثورة السورية كما يعتقد القائمون عليه، من أجل ادخال الشعب السوري في نفقquot; الثورة المغدورةquot; وإعادة احياء الديكتاتورية لحكم هذا الشعب، أو البقاء في حالة السورنة السائدة حاليا..السورنة هي ببساطة وضمن هذا السياق تعني غياب التمثيل السيادي سياسيا وقانونيا وعسكريا للثورة والمعبر عن رأي اكثرية الشعب السوري وقواه. بات لدينا أمراء حرب سياسيا وعسكريا وماليا وهذه هي الصوملة بإشراف النظام الدولي والاقليمي..

والعصابة الأسدية ليست هي صاحبة الفضل في ذلك، والتخلص منها هو أهون الطرق للوصول لسورية حرة رغم كل السورنة. هذه بداهة تنبع اولا وأخيرا من وجود هذه العصابة أصلا وليس لأسباب أخرى تاريخية لاحقة.. انبثاق وجودها العضوي في النظام الدولي والاقليمي بعد عام 1967 لنهب سورية وحكمها بطريقة المافيا..لن يأتي لسورية أسوأ من هذه العصابة.الاسلام السياسي الذي لايؤمن بالديمقراطية من السهل التخلص منه ديمقراطيا وهذا ما تشير له تجارب الربيع العربي، وليس العكس كما يحاول هذا النظام الدولي المشارك في قتل الشعب السوري ايهامنا جميعا..التفاوض بناء على وجود التمثيل السياسي والعسكري السيادي والذي يعبر عن وحدة الدولة والمصير أمر مشروع سياسيا للوصول لاهدافنا في هذه الزحمة من الجريمة والدم السوري. من سبب هذه الزوبعة في الواقع امراء السياسة في المعارضة كلها على اختلاف تلاوينها. امراء السياسة هؤلاء يتنقلون من تشكيل معارض لآخر بنفس البذلات الرسمية، وبنفس البنى الدماغية!! اضيف لهم الآن أمراء الحرب والمال..كل ذلك لحماية النظام الدولي والغرب وعلى رأسه امريكا من التدخل الانساني لصالح الشعب السوري. الزوبعة هنا انتشرت في صفوف الثورة منذ جنيف ومنذ تخلي المجلس الوطني عن وظيفته الاساس وهي العمل على تأمين التدخل الانساني لحماية الشعب السوري من العصابة الأسدية..جنيف عقد من اجلquot; خذني جيتكquot; تفاوض تحاورquot; وهات وخوذquot; حتى الوصول للثورة المغدورة..هنا سبب الزوبعة وهنا يمكن التحدث عن عدم خبرة هذا الشخص او ذاك.