لم يعد مفيدا الحديث عن الثورة السورية دون الاعترافquot; أن النظام الدولي القائم قد أدخلنا في مرحلة الصوملة وفق الخاصيات السوريةquot; السورنةquot; لا يهم كثيرا الآن الحديث عن دور المعارضة بكل تياراتها في ذلك وخاصة الاسلاميين والقوميين واليساريين. كانوا نسخة جزئية عن أيديولوجيي العصابة الأسدية الحاكمة في تعاطيهم مع هذا النظام الدولي. حيث تمازج الشعارات والقناعات الايديولوجية والتمصلح الذي توزع وانتشر في بنية الثورة موزعا عناصره الفاسدة سياسيا على هذه البنية، وساهم في الوصول إلى الفساد المالي في احيان اخرى، لن نتحدث عنها الآن لأنها ستأتي في حينها، الفساد السياسي ليس مرتبطا بالفساد المالي ولا يعنيني هذا الارتباط، بل اتحدث عن فساد الاداء السياسي لهذا التمصلح المعارضاتي والمثقفاتي حتى في حالات اقل..ولأن مثقفي سورية ومعارضتها التقليدية لم يكن لديهم مساهمة في انطلاق الثورة في حوران- محاولة بعضهم طمس تاريخ انطلاق الثورة في حوران 18آذار 2011 لكي يبرز ان لهذه المعارضة ومثقفيها دورا في انطلاق هذه الثورة وهذا لم يكن- كل هؤلاء لم يكن لديهم وضوح بالحد الادنى للاجابة عن سؤال بسيط جدا وهوquot; كيف يمكن اسقاط العصابة الاسدية؟ حيث اتضح لهم أن هذه العصابة تمتلك خيارا واحدا الكل ينظر حوله، ويقوم بدور ابو العريف نظريا.. وهو الخيار الامني التدميري والمجرم والمبني على عوامل الجميع يعرفها..والكل يكثفها في عبارةquot; إما الأسد او نحرق البلد في تحريض طائفي ممنهجquot; سواء كانت الثورة سلمية او مسلحة، ففي السلمية كان الخيار قتل المدنيين وفي العسكرية قتل المدنيين والعسكريين وتدمير البلد..النتيجة تحولت هذه الكوكبة لعنصر تكميلي للاستراتيجية الدولية في صوملة البلد، وهذا ما تريده العصابة الأسدية وحاملها الدولي روسيا والصين والاقليمي إسرائيل وإيران وحكومة العراق..اضافة إلى استراتيجية امريكية مبنية على المعطى الاسرائيلي اولا رغم انها استراتيجية مفتوحة وليست مغلقة على العصابة الأسدية كالاستراتيجية الروسية. الاستراتيجية الامريكية المفتوحة والمدعومة اوروبيا بشكل كبير، تركت منافذ للثورة لكي تدعم حضورها حتى حدود السورنة وليس حتى حدود الانتصار..فاستفادت الثورة السورية من هذه المنافذ...ولاتزال هذه المعارضة التقليدية ومثقفيها لا يمتلكون الاجابة عن سؤال كيف يمكن اسقاط العصابة الأسدية وفق المعطيات القائمة على الارض الآن؟

استطاع النظام الدولي الالتفاف بالتعاون مع هذه المعارضة على مطلب التدخل الانساني الدولي، وجعله مطلبا مستحيلا،ومحاصرة الشعب السوري في خانة اسموها الاعتماد على الذات! والتوجه إلى المحرض الاسلامي بكل شبكاته المغروسة استخباراتيا في المنطقة منذ عقود..الذي توج بجبهة النصرة واستطالات تواجدها المافوق سوري..فلا يزال علمها أسود.

استطاع النظام الدولي هذا من اظهار عجز التيارات الليبرالية واليسارية والقومية، وتركوها تلتحق إما بالاستراتيجية الروسية- هيئة التنسيق وملحقاتها- او بالاستراتيجية المفتوحة دون دعم دولي لها المجلس الوطني.. وجاء الائتلاف الوطني محاولة للجمع بين الاستراتيجيتين من أجل ترك نفقا سياسيا واحدا للشعب السوري المحاصر في دماءه وهو جنيف كاتفاق يكثف خيار الصوملة..وكي تترك ساحة العسكرة للتيارات الاسلامية..التي هي اساسا ترفض التدخل الدولي ودون رفع الغطاء كليا قانونيا وسياسيا عن العصابة الأسدية حتى تأخذ الصوملة السورية مداها الكامل..والآن نحن فيها..وهي مرجعيتنا!! فكيف نخرج منها مع سقوط العصابة الأسدية؟ هذا هو السؤال المطلوب الاجابة عنه الآن قبل المضي في سياسة الهروب إلى الامام، والتي تتيح للنظام الدولي مزيدا من الهروب من مشاركته في الجريمة بحق شعبنا..