في الوقت الذي يشدد فيه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني على أنه ضد اي تصعيد قومي أو طائفي أرسل احدى مستشاريه ليدعو شخصا منع من دخول بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية لأسباب لها علاقة بالحث على الكره والتحريض الطائفي والديني.
وتتزامن هذه الدعوة مع وجود تقارير تتحدث عن جهد قطري يهدف الى ابعاد قادة الكردعن الشيعة، وفتح باب التعاون والتنسيق بينهم وبين الجماعات الاسلامية السنية وعلى رأسهم حركة الاخوان المسلمين، الذين يتمتعون بعلاقات مميزة مع قطر.
فحتى الإمارات أمرت بمنع دخول القرضاوي إلى أراضيها واتهم بأنه يسعى لمشروع يهدف إلى إحداث بلبلة،ولم ينسى العالم تهديدات قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان بملاحقته قضائيا.
فهل دعوة شخص مكروه من قبل ملايين العراقيين يساهم في التصعيد أم التسوية وتأكيد الاخاء العراقي؟
لايمكن اعتبار هذه الدعوة خارج باب المناكفة مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فالأرتماء في أحضان دول تكره الشعب العراقي تأكيد للأزمات.
ثم ان برزاني أحد أكثر الرجال مسؤولية عن مصير العراق, كذلك فأن البرزاني هو في موقع المرجع بالنسبة لشعبه أو فلنقل لجمهور عريض جدا من العراقيين كيف يرسل دعوة لشخص قد تنشر نيران الفتنة بسببه لتلتهم الاخضر واليابس في كردستان وسائر انحاء العراق؟!
انها لمفارقة ان ترسل دعوة لشخص مثل قرضاوي فهل نسى البرزاني مواقفه المعادية للعراقييين ووصف قرضاوي للثوار الكرد أثناء أنعقاد مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في أسطنبول في 2010 بوصف غير لائق بتاريخ الكرد.
للأسف يبدو ان البرزاني قد فقد البوصلة بعد ان كان يمسك بها ويوجه بقية الساسة نحوها وبات البرزاني اليوم هو بحاجة الى من يقوده الى الاتجاه الصحيح.
ففي شأن هذه الدعوة لا يمكن لأحد أن يعتبرها ضمن ما يخدم المصلحة العراقية العليا ويحقق السلم الأهلي و الخير للبلاد والنفع للعباد.
على البرزاني ان يدرك ان اي دعوة من هذا القبيل هي بمثابة صب الزيت على النار وهو بتجربته الصادقة الغنية وبمعرفته بالرجال والأحوال وبحسه الوطني الصادق،لا يمكن أن يخطيء في الأساسيات،خصوصا أن العراق يمر بمرحلة حساسة فلسنا بحاجة لزيت نصبه على النيران بل لماء بارد. ولزيت نتقاسمه كشعب مازال فيه من هو بحاجة لكل هذا الجهد والمال الذي ينفق هنا وهناك.
كاتب صحافي عراقي
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات