اذكر عندما تفاقمت الاحتجاجات العالمية ضد اعمال التعذيب اللاإنسانية التي كانت تمارس في سجون إيران في ثمانينيات القرن الماضي، تدخل قاضي القضاة في نظام ولاية الفقيه rdquo;آية اللهrdquo; موسوي أردبيلي وصرخ في خطبة الجمعة قائلا: laquo;إنهم يتهموننا بأنا نعذب في السجون، ألا تعرفون أن التعذيب حرام في الاسلام؟!!raquo;. وكان هذا الملا الدجال يريد بذلك أن يوحي للمستمع أنه لأن التعذيب حرام في الاسلام إذن لا يوجد هناك تعذيب في سجون نظام ولاية الفقيه.
والآن الجميع يعرف أن هذا النظام ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالدين الاسلامي الحنيف، واذن في تلك السنوات السوداء بقيت الكثير من جرائم هذا النظام الدكتاتوري مستورة، وكم من فتيان وشباب مؤيدون لمنظمة مجاهدي خلق فقدوا ارواحهم تحت التعذيب بسبب بيع جريدة laquo;مجاهدraquo; الناطقة باسم المنظمة فقط، دون أن يكون هناك اسم او اي أثر لاحد منهم. غير ان العالم اليوم يعرف بأكمله أن التعذيب في سجون نظام ولاية الفقيه امر لا يختلف فيه اثنان وانه قد اصبح من الثوابت. وممارسات التعذيب الوحشية ضد المعتقلين في مظاهرات 2009 وبداية 2010 واغتصاب الفتيات وحتى الفتيان في سجن laquo;كهريزكraquo; بطهران، حيث كشفت بفضل عصر الاتصالات بشكل واسع، لم يترك المجال لكي تدعي الديكتاتورية الدينية الارهابية الحاكمة في إيران بأنها تنتمي ولو بشكل جزئي للاسلام.
والآن وبعد هذه المقدمة، دعونا نلقي نظرة على حوار لـlaquo;علي اكبر صالحيraquo; وزير خارجية نظام ولاية الفقيه مع جريدة laquo;ورلد باليسي جورنالraquo; الاميركية. يقول وزير خارجية الملالي: laquo;إن جناب المرشد الأعلى (ويقصد خامنئي الولي الفقيه) حرم انتاج السلاح النووي والاستفادة منهraquo;. ثم يتابع بالقول: laquo;إن الحكومة الآن ملزمة بهذه الفتوىraquo;، مشيرا الى أنه وعلى حد تعبيره laquo;هناك البعض في الغرب يعتبر هذه الوثيقة، وثيقة دينيةraquo; يطرح موضوعا باعتباره تنازلا أو laquo;منحةraquo; في المفاوضات المحتملة المقبلة مع البلدان الغربية، الامر الذي يجعل حتى الدجاج المشوي ينكب ضاحكا في طبق الطعام حيث يقول: laquo;نحن جاهزون لتحويل فتوى الزعيم (خامنئي) إلى وثيقة rdquo;سكولارrdquo; (علمانية) لفهم ما يثير قلق الغربraquo; وأنه laquo;ممكن أن نحول هذه الفتوى إلى وثيقة قانونية رسمية في الأمم المتحدةraquo;.
الا إنه ولأن هذه التمهيدات تبقى دون أي تأثير يظهر رامين مهمانzwnj;برست المتحدث باسم الخارجية الايرانية ليقول في خبر بثته أسوشيتدبرس في 15 يناير الحالي ويقول مستعطفا: laquo;على الغرب أن يدرك أهمية فتوى آية الله علي خامنئي للجمهورية الإسلامية وإن هذا الحكم يجب أن يضع حدا للجدل حول بحث طهران السلاح النوويraquo;.
دجل نظام ولاية الفقيه وبفتوى خامنئي يريد أن يشجع المساومين في الغرب وينهي الأزمة النووية مع الغرب التي في ثقافة الملالي يسميها بـ laquo;بالجدلraquo;.
ولكن أين صلب الموضوع؟ نظام ولاية الفقيه يعيش في أزمات مستعصية وليس له طريق لا إلى الإمام ولا إلى الخلف. وهو يعرف جيدا انه وفيما يتعلق بالأزمة النووية بشكل خاص لو تراجع في هذا الملف فان ذلك سيؤدي إلى إنهياره، ولو لم يتراجع فعليه أن يتحمل حربا قادمة ستؤدي لا محالة إلى إسقاطه.. إذن هذا النظام يريد كسب الوقت بعروض دجالة كـ laquo;فتوى خامنئيraquo; سالفة الذكر فيما هو يستمر في انتاج القنبلة النووية ويواصل استفزاز العالم بها ظنا منه ان حكمه سيستمر بضعة أيام اكثر.
صحيح، ان المجتمع الدولي اتخذ في العام الماضي خطوات لفرض عقوبات على حكم الملالي، الا ان على العالم وخاصة العالم العربي الآن الوقوف الى جانب الشعب الايراني وlaquo;ان يساعده في اسقاط الديكتاتورية القائمة على التطرفraquo; كما أكدت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية.
* خبير إستراتيجي إيراني
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات