ومن التقاليد المعروفة عند الاعظمية أنها تحتفل بذكرى المولد النبوي في أحتفال سنوي عند أبو حنيفة quot;رضquot; وهذا حق أنساني وديني لاغبار عليه طالما لايؤثر على الاخرين، وبدون مقدمات وبدون لف ودوران وكمواطن عراقي بودي أن أسال لماذا يتم الاحتفال بهذه الذكرى النبوية العربية العطرة عند ابو حنيفة quot;رضquot; وهو فارسي الاصل والجذور وليس عربي المنبع، ممكن تفهم ذلك اذا حدث في بلد لايوجد فيه مراقد مقدسة ل أل بيت النبوة العربية وأئمتهم المعصومين quot;ع quot; لكن المفارقة في مدينة ترفع شعارات القومية العربية منذ عقود طويلة وحتى يومنا هذا! ومن باب الجغرافية القريبة وعبر جسر الائمة حيث مرقد الامام موسى بن جعفر الكاظم quot;عquot; وهو أمام يمثل العروبة النقية ويمثل الاسلام يجوهره وهو حفيد خاتم الانبياء العربي quot;صquot; وهو أبن بنت رسول الله وأبن أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب quot;عquot;، فهل يوجد هوية او عنوان أكبر وأنقى للعروبة او حتى للقومية العربية الصحيحة من هذا العنوان !! ناهيك أن والد الامام الكاظم هو الامام جعفر الصادق quot;عquot; معلم ومدرس ابو حنيفة نفسه !! فلماذا ترك الاصل والذهاب الى غيره، كم سيكون كبيرا وعظيما لو عبرت حشود الاعظمية جسر الائمة مشيا على الاقدام للاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند أحد أحفاده حيث مرقد الامام موسى بن جعفر الكاظم وكم ستكون الصورة مشعة للحاضر والتاريخ العراقي والعربي والاسلامي لو خرجت جموع الكاظمية لاسقبال العابرين عند الجسر وثم الاتجاه سويا للاحتفال حيث مرقد الامام العربي حفيد النبي العربي.أنه حلم عراقي واقعي ليس مستحيل لكنه صعب جدا طالما خيوط التحكم بالبعض مازالت خارج الحدود وطالما بقيت القومية العربية مجرد مطية للوصول الى كرسي الحكم.
تتعطر أيامنا هذه بذكرى ولادة نبينا العربي الأمين محمد بن عبد الله quot;صquot; خاتم الانبياء ونبي الرحمة العربي الصادق الأمين. وماأحوج أمتنا العربية ومعها الاسلامية في عصرنا الكالح الحالي بالرجوع الى سيرة هذه النبوة النقية وجذورها الاصيلة وفروعها الباسقة المستحقة.
الاعظمية مدينة عراقية تقع في جانب الرصافة من بغداد العاصمة ولايفصلها عن مدينة الكاظمية المقدسة في الكرخ الا مئات الامتار حيث العرض السابق لنهر دجلة المرسوم بجسر الائمة. والاعظمية عرفت تاريخيا بتوجهها القومي وخاصة رموز البعث وهذه ليست سبة أو شتيمة أو تنابز بل هي واقع تاريخي تتسم به المدينة وأهلها يفتخرون به، وقد تكون مشاهد صدام حسين في ساعاته الاخيرة وهو يلوذ بالفرار في التاسع من نيسان 2003 وأصراره على الحضور الى الاعظمية والوقوف على سيارته للتوليح لاهلها وتوديعهم دليل صارخ على موقع المدينة التاريخي في هذا الاتجاه مع الاخذ بنظر الاعتبار أن صدام وكما بينت الاحداث فيما بعد كان قد بات في هذه المدينة يومين بعد سقوط بغداد بيد قوات التحالف قبل أن ينطلق حيث العوجة في تكريت. والقومية في بلداننا العربية مصيبة مزمنة ومطية نشيطة للتمسك بالحكم الديكتاتوري يضاف الى هذه السمات سمة خاصة بالوضع العراقي الداخلي حيث حكم الاقلية يكون متطرف في قوميته لاقصى الدرجات ليس دفاعا عن القدس وتحرريها او اي من القضايا الاخرى للقومية العربية بل للتغطية على حكم الاقلية ولتبرير أقصاء الاكثرية العراقية العربية الساحقة. ومن باب الذكر اذا كانت سمة أهالي الاعظمية بالقوميين فأن أهالي الكاظمية سمتهم العروبيين والفرق شاسع وكبير بين المفهومين لو تم وضعه في ميزان السياسة والتاريخ القريب والبعيد على حد سواء.
يتردد الكثيرون من الخوض في بعض الامور بصوت عالٍ أما خوفآ من تلقي تهمة الطائفية والتي أصبحت لعبة لمن لايملك الحجة او متراس يخفي خلفه أجندات تمثل الطائفية نفسها وباعلى درجاتها وبجوهرها ومضمونها الحقيقي.لكن مثل هذه السوق وأدواتها المكشوفة يجب ان لاتكون ستار حجب عن الافكار الانسانية بل العكس يجب ان تكون حافزآ للوعي الذي يصر الكثيرون ويعملون بجد لتغيبه عن عامة الناس لغايات ومقاصد مكشوفة.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات