أول ملاحظة لي على اداء الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، تتعلق بشبكة ملفوظات يستخدمها بدراية او دون دراية، توحي بالدروشة وغاندية باهتة لم يعد لها موقع بين الوحوش الضارية التي تفترس لحم ودماء شعبنا..هذه الطريقة في الاداء والخطاب اعطت العصابة الأسدية نصرا على حساب الثورة دون أي مقابل..بالطبع ليس المهم لقاءه مع سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، حيث تصر روسيا على تطبيق اتفاق جنيف بشأن انتقال سياسي تبنته مجموعة الاتصال في يونيو/حزيران 2012، وهو لا يتضمن أي إشارة إلى احتمال تنحي الأسد عن السلطة.
رغم ذلك نقول ان هذا اللقاء ربما يكون مفيدا لسبب ان روسيا دولة عظمى ولها مصالح على مستوى العالم يمكن زحزحتها هنا او هناك، تتقدم هنا وتتراجع هناك..اللقاء بلافروف ليس تنازلا..لكن أن يلتقي بوزير الخارجية الايرانية- في اجتماع استمر 45 دقيقة على هامش مؤتمر موينخ للامن، وصرح الخطيب بعدها لرويترز quot;اتفقنا على ضرورة إيجاد حل لإنهاء معاناة الشعب السوريquot;- بلا ثمن ودون اية زحزحة في الموقف الايراني المشارك في قتل شعبنا فهذا تنازل واضح، وانتصار للعصبة الأسدية، مهما حاولنا تغليفه في حسابات السياسية وموازين القوى على الارض، والتي تشير على ان يكون السيد الخطيب اكثر تشددا في مطالبه وحركته ولقاءاته الدولية والاقليمية،وهنا يحضرني سؤال للسيد الخطيب ولقادة الائتلاف المعارض quot; بناء على أي معطى تم اللقاء بالوزير الايراني؟
وما الجديد في الموقف الايراني؟ أم أنه بازار الدروشة الدمشقي المفتوح على مصراعيه..وكي لا يبدأ جماعة الحل السياسي بشتمنا نقول لسنا ضد التفاوض ولا ضد الحوار حتى مع اي طرف طالما فيه خدمة للثورة وتقوية لمركزها، والذي يجب أن يكون بناء على معطيات ملموسة وقرارات واضحة، وليس هروبا للامام في بلع طعم مقولة الحل السياسي بناء على اتفاق جنيف ودون قرار دولي واضح وداعم. حتى لانبقى في دائرة الشك، السيد معاذ الخطيب ومعه شلة الائتلاف يرفضون التدخل الدولي كما صرح الشيخ معاذ مرارا وتكرارا، وصرح أيضا انه مع الحل السياسي، حسنا الحل السياسي يتضمن طرفين لا حل سياسي دون الطرف الآخر..والذي هو في المحصلة العصابة الأسدية سواء اعترف مناصري الحل السياسي ام لا..كان اتفاق جنيف طعما للمعارضة من أجل اضفاء الشرعية على حالة الصوملة ورفض التدخل لدعم الثورة السورية..وتم بلع الطعم بسهولة من قبل قيادة الائتلاف، ودون مقابل يذكر ولا حتى تجديد جوزات سفر قيادات الائتلاف!
نكتة- لو كنت ارى ان العصابة الأسدية لديها ادنى قبول بتفاوض أو حوار لكنت اعلنت ذلك على رؤوس الاشهاد ودون لف ودوران.. وقلت لنذهب نحو التفاوض والحوار. لكن الدم والتدمير ماض على قدم وساق، كان الاجدى بالشيخ معاذ ودعاة الحل السلمي أن يطلبوا: وقف القتل من قبل العصابة الأسدية فورا ودون شروط، اطلاق سراح المعتقلين وعودة المهجرين والنازحين لبيوتهم، ويوقف الجيش الحر وقوى الثورة عملياته بالتناسب مع ذلك، وبعدها يجري الحديث عن حل سياسي، ولتكن ايران جزء من الدول الراعية طالما أننا بلعنا طعم اللقاء بمسؤوليها، هذا الحد الادنى لأية مبادرة سياسية، تريد اللقاء برموز النظامquot; التي لم تتلطخ ايديهم بالدماءquot; وهذه نكتة ثانية..لا بل نتفاوض مع من تلطخت ايديهم بدماء شعبنا لأنهم هم الطرف صاحب القرار..عندها يكون هنالك تغير ملموس في الارضية التي يتم بناء عليها التفاوض..أما رمي الاحاديث هنا وهناك لارضاء هذا الطرف او ذاك، فهو لا يخدم الثورة في شيئ.
التعليقات