سلسلة الانفجارات في لبنان انتقلت الى مربع ٨ آذار وتحديدا حزب الله، وفور وقوع الحادث ذهب بعض المحللين الى اتهام الجيش السوري الحر بالاعتداء... ما يجده اي مراقب ومتتبع للاحداث، منطقياً بعد مشاركة حزب الله ميدانياً في الحرب السورية، وتهديد الجيش السوري الحر بالرد، وكأنه اليوم ينتقم من حزب الله في معقله بعد أن هزمه الحزب في معقله.

وهذا يعيدنا بالذاكرة الى سلسلة الانفجارات التي كان يعيش لبنان على وقعها والتي كانت تستهدف شخصيات سياسية من فريق ١٤ آذار، وكان فرقاء ٨ آذار في مأمن منها. يومها كانت سوريا غير منقسمة بين مؤيد ومعارض للنظام الغاضب على فريق ١٤ آذار الذي وقف في وجهه وأخرجه من لبنان.

أما الآن فتغيرت المعادلة وأصبح في سوريا من هو غاضب على فريق ٨ آذار وتحديداً حزب الله. البعض يذهب الى توجيه أصابع الاتهام الى اسرائيل، سواء بأمس الاغتيالات في فريق ١٤ آذار أو يوم التفجيرات في فريق ٨ آذار، وجسدها لبيّس لأي تهم، فلا أحد يختلف بالرأي أن هذا العدو الغاصب يمكن أن يفعل أي شيء. ولكن لما كانت الاستهدافات الاجرامية محصورة بكارهي النظام السوري في لبنان قبل غضب الجيش المنشّق على حزب الله، والآن أصبحت المنطقة التي تعّد الأكثر تحصيناً أمنياً عرضة للاختراق، في وقت تعتبر هذه المنطقة مقصداً سكنياً للسوريين؟ نفس سيناريو أمس الاغتيالات يعود اليوم مع اختلاف الطرف، واختلاف زنة العبوة وحجم أضرارها. الهدف واحد اللبنانيون. من يسمع قصص المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية يشعر بحجم الاجرام الذي يترّبى عليه أبناء النظام، فهو لا يرحم ولا يشفق متى حقد، والآن أصبح الجيش منشقاً واختلف اعداؤه. طبعاً هذا لا يشمل كل السوريين حتى لا يحصل لغطاً..

استهدافات لبنان المتجددة تطرح تساؤلاً للبنانيين سواء من هذه الفئة أو تلك، ماذا طال لبنان من الاصطفاف تصفيقاً ودعماً لفرقاء في سوريا؟ ماذا نالنا من حرب سوريا على أرضنا سوى زعزعة أمن اللبنانيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم، الا وهو الأمان وعدم الخوف من الموت هنا أو هناك، على الطرقات؟ اوليس أجدى بالفرقاء السياسيين الالتفات الى لبناننا المتهالك والاهتمام بمصير شعبه بدل تجييشه وشحنه من مبدأ من ليس معنا في الموقف من سوريا فهو ضدنا وقد يكون أصبح الوصف أخطر هو عدونا! متى سيعون؟ متى وينقدوا هذا البلاد من الركام الذي حولوه اليه؟ ومتى سيعي اللبنانيون أن أمنهم يأتيهم من تكاتفهم مع بعضهم البعض وليس بالاصطفاف ضد بعضهم.. يكفي الشارع غضباً ويكفي الشباب حقداً ويكفي الأطفال رعباً!