منذ إندلاع الأزمة في سوريا شهر مارس 2011، والتي أفرزت الضعف والتدهور الوضع الأمني وعدم الأستقرار في المجتمع السوري، وإنتشار الفوضى وتفكك مؤسسات الدولة، فأستفادت من هذا الوضع العناصر الإرهابية &والتي أطلقت على نفسها الدولة الإسلامية في العراق والشام المختصرة بداعش والتي أنبثقت من تنظيمات إرهابية أخرى، فأرتكبت أبشع الجرائم بحق الشعوب في هاتين الدولتين، فقتلت الأطفال والأبرياء ولم تفرق بين صغير وكبير وبين مدني وعسكري ، ونهبت وسرقت الأموال العامة والخاصة، ودمرت البنية التحتية للمجتمع السوري والعراقي، وأغتصبت النساء، ولم تترك أية وسيلة من وسائل الإجرام إلا وأتخذتها في مواجهة الشعب الأعزل وهاجمت الأقليات.

أن هذا التنظيم يضم في صفوفه قطاع الطرق واللصوص وخريجي السجون والخارجين عن القانون من مختلف أنحاء العالم، فهذا الإجرام الذي يقومون به بحجة الجهاد في سبيل الله، فلا أدري أي جهاد يقصدونه هؤلاء ؟، فهل قتل الأطفال هو جهاد؟، وهل سرقة الأموال هو جهاد ؟، وهل أغتصاب النساء هو جهاد؟، وهل تدمير البنية التحتية للمجتمعات هو جهاد ؟، وهل أستقطاب المجرمين واللصوص من كافة أنحاء العالم هو جهاد ؟، فإذا كان هذا هو الجهاد فتباً لهكذا جهاد وليذهب إلى مزبلة التاريخ. فجهادهم هذا لايكون إلا ضد الفقراء والأبرياء والأطفال، فقد أرتكبوا الظلم والإضطهاد والجرم بحق الإيزيديين في الشنكال والمسيحيين في العراق والشيعة والتركمان، فقتلوا ونهبوا وسرقوا وأغتصبوا، ومنذ عدة أشهر يهاجمون مدينة كوباني الكردية يحاولون السيطرة عليها ولكن هيهات فالقوات الكردية لهم في المرصاد، وطبعا هؤلاء لم ياتوا من الفراغ، فهناك فكر وثقافة ينهلون منها أعمالهم، وهناك إيديولوجية تغذي جرمهم وتبرره، فكل مايقومون به هو تحت أسم ثقافة الله أكبر، ولا أدري أي الله هم يعبدونه، فالله الذي أعرفه هو متسامح يحث عباده على محبة بعضهم البعض وينهيهم عن المنكر والإبتعاد عن الحقد والنميمة ويغرس في نفوسهم بذور الخير، ويمنحهم الصحة والعافية، ويحرم عليهم قتل النفس التي خلقها الله، ولكن الله هؤلاء يحثهم على القتل والنهب والسرقة والإغتصاب وأرتكاب المعاصي، وليس هذا فقط فهو يوعدهم بالجنة الفردوس على ظلمهم وقتلهم للأبرياء وعلى السرقة والنهب، ويوعدهم بالحوريات في الجنة، فتباً لهكذا جنة التي تحوي المجرم والقاتل والسارق وقاطع الطريق.

نعم هؤلاء لم يرحموا أحد ولم تدخل الرحمة قلوبهم، فقاموا بأبشع أنواع القتل والجرم بحق الشعب في سوريا والعراق، لا شك هناك قوى دولية واقليمية تقف وراء هؤلاء الإرهابيين وتقوم بدعمهم مادياً ولوجستيكياً وفي مقدمتهم كل من تركيا وقطر والسعودية وطبعاً لاتخلى منها الأصابع الأمريكية والإسرائيلية، وهناك من يستخدمهم من أجل تنفيذ أجندتهم وأهدافهم القذرة في السيطرة على الدول ونهب خيراتها وثرواتها الباطنية، وهناك من يستخدمهم من أجل تقسيم المنطقة وأضعافها.

على الرغم بان الجماعات الإرهابية تأخذ العداء للأمريكا وللإسرائيل شعاراً لها وتقول بالموت للأمريكا وللإسرائيل إلا أنها لاتقتل إلا العرب والشعوب الساكنة في تلك المناطق ولاتدمر سوى البنية التحتية للمجتمعات العربية، ولم تقم هذه الجماعات حتى الآن بأي عمل يضر بالمصلحة الإسرائيلية، وليس هذا فقط فان الكثير من الشباب الفلسطيني هم بين صفوف داعش ويرتكبون الإجرام بحق الشعب السوري والعراقي بحجة الجهاد، وكأن الشعب السوري هو المحتل للأرض الفلسطينية منذ 48 وكأنه هو الذي يقلع الأشجار ويدمر البيوت على رؤوس أصحابها، وهو الذي يزج بالمقاومين الفلسطينيين بالسجن، فتباً لكل فلسطيني يترك أرضه وياتي ليعث الفساد في الأرض السورية.

والحمدالله أن القوات العراقية والقوات الكردية المشتركة وبغطاء من طائرات التحالف تحرز التقدم وحررت الكثير من المناطق من يد هؤلاء المجرمين، نتيجة هذا التقدم تقوم بعض عناصر التنظيم الإرهابي بتسليم أنفسهم لهذه القوات كالفئران، وهنا أقول بأنه يجب عدم الرفقة والرحمة بهؤلاء ويجب رميهم بالرصاص فهم لايستحقون العيش على كوكب الأرض، فهم لم يرحوا الأبرياء، فقتلوا كل من يخالف ثقافتهم وفكرهم، ونهبوا وسرقوا كل ما أمتلكت يمناهم ويسراهم، وعليه فهم لايستحقون أية شفقة ولايجوز تركهم أحياء، فكل من ينتمي إلى هذه العصابة يجب أن يقتل وتحرق جثته القذرة، والأحرى يجب عدم تلويث النار والأرض بجثثهم القذرة، لذا يجب ترك جثثهم في العراء لتأكلها الكلاب.

[email protected]