يعيش الاعلام الايراني و اوساطا إعلامية مواکبة و موافقة و متناغمة معها حالة من الاستنفار دفاعا عن الشيخ علي السلمان، الامين العام لحرکة الوفاق الشيعية المعارضة في البحرين، في الوقت الذي تؤکد السلطات البحرينية بأن إعتقاله إجراء قانوني تم بناءا على تصريحات صادرة منه تخل بالامن العام و تخالف القوانين المعمول بها في البلاد، غير ان حملة الاستنفار الايرانية تسعى للإيحاء وکأن السلمان يواجه ظروفا و اوضاعا إستثنائية ولابد من إطلاق سراحه.
هل تمنح صفة رجل الدين حصانة لأي کان من القوانين و الانظمة المرعية في بلدانهم؟ مالذي يفرق بين الشيخ السلمان و بين أي مواطن بحريني عادي؟ أليس کلاهما يخضعان لنفس المواد الدستورية و القانونية المعمولة بها في البحرين؟ ثم ماذا يحدث لو أعتقل السلمان؟ هل إنقلبت الدنيا رأسا على عقب؟ هل تجاوزت البحرين کل الخطوط الحمراء کي يطير صواب الاعلام الايراني بهذه الصورة الملفتة للنظر؟
الاعلام الايراني الذي ينقل التصريحات و المواقف الرسمية الايرانية التي ترعد و تزبد من عملية الاعتقال هذه و تطالب البحرين بالافراج عنه، لايرکز بنفس القدر على الدعوات التي أطلقها عدد من المتشددين تدعو لمحاکمة موسوي و کروبي اللذين لايزالان رهن الاقامة الجبرية منذ أعوام، ونتسائل مالذي يميز السلمان عن موسوي و کروبي؟ هل على رأس الاول ريشة ام صك براءة خاصة تحصنه من کل القوانين؟ لماذا لايرکز الاعلام الايراني الذي تزعم السلطات الايرانية انه"حر!!"، على قضية موسوي و کروبي ولماذا الترکيز على السلمان و البحرين؟ والمشکلة ان التيار المحسوب على إيران يقف کله" بمحض الصدفة"، الى جانب الموقف الايراني الرسمي من هذه القضية.
مخطمئ من يظن ان قادة و مسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية ينفعلون و يثورون عند إثارة مسائل تتعلق بالملف النووي، بل ان نقطة ضعفهم و مکمن الداء فيهم و مربط الفرس يتعلق بملف حقوق الانسان و الذي تثور ثائرتهم کلما تم طرح مسألة ما تتعلق به و تم الترکيز عليه، علما بأنه قد صدرت لحد الان 61 إدانة دولية في مجال حقوق الانسان ضد إيران، وان ملف حقوق الانسان في إيران هو ملف ذو شجون خصوصا وان فيه حساسية مفرطة عندما يکون الامر متعلقا بحرية الرأي و المرأة، وان طهران عندما تسعى لطرح قضية السلمان من زاوية حقوق الانسان، فإن الاجدر بها أن تعلم بأن جدرانها من هذه الناحية من زجاج و زجاج رقيق جدا برقة تلك العمليات التي تجري بصمت ضد المعارضين بطرق مختلفة بدءا بعمليات القتل المتسلسل التي طالت العشرات من المثقفين و الفنانين و السياسيين الايرانيين على يد وزارة الامن الايرانية ثم مسحوها برأس أحدهم
کي يبرروا خوجهم من تبعات الجرائم سالمين و مرورا بإغتيال سياسيين بفخ المفاوضات کما جرى مع الدکتور عبدالرحمن قاسملو السکرتير العام للحزب الديمقراطي الکردستاني في إيران في فينا، و مرورا بعمليات الاغتيال بالتوسل بالسفارات کما حدث لسعيد شرفکندي السکرتير العام للحزب الديمقراطي الکردستاني في إيران في برلين، و ماجرى للدکتور کاظم رجوي ممثل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في فرنسا و سويسرا في جنيف، فهل يمکن للإعلام الايراني"الحر"هذا أن يتصدى لمواضيع الاغتيالات و التصفيات هذه و يضع النقاط على الحروف؟
التعليقات