لم أكن يوما تشارلي ولكني كنت ضد الكواشي وأتقبل العزاء في أحمد وفي الإسلام الذي يغتاله كل يوم إرهابيون باسم الدين يرتكبون حماقاتهم البربرية بإسمي وبإسم كل من قال إلهُنا هو الله. أما اليوم وبعد نشر تشارلي إبدو (أو هيبدو) لعددها الأول الصادر بعد مجزرة باريس فإني أساند تشارلي في رسمها الإيحائي لرسول السلام محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين. هذا الرسم لم يكن قط تمثيلا لهيئة الرسول فكلنا لديه صورة ضبابية للرسول الكريم بهامته العظيمة وعينيه الواسعتين الدعجاء وشعره المُرسل كما جاء في أوصافه الكريمة. أما الكاركاتير فهو رمزي وليس تمثيلي وليس الهدف منه إثارة أو تحقير أو إعتداء على رسول دين يؤمن به أكثر من مليار ونصف إنسان.
أعلن رسام الكاركاتير "لُزْ" أنه مدرك أن المتطرفون لا يريدون لهذا الكاركاتير أن يرى النور. وأنا أقول هنا أن هذا الرسم لا يريده أي منا! ولكني تابعت مشاهدة المؤتمر الصحفي حتى أسمع التفسير للرسم والغرض الفعلي من ورائه. قال "لَزْ" أنه الهدف هو رسم كاركاتير يؤصّل فكرة أن العمل الوحشي الذي أوقعه المتطرفان الأخوان الكوشي لا يقبل به أي صاحب فكر ولا أي إنسان له ضمير حي أيا كانت ملته بل أنه بالفعل عمل لا يرضى به النبي صلى الله عليه وسلم. فكانت فكرة الكاركتير التي تشير إلى بكاء الرسول الكريم تحت عنوان مكتوب عليه "المغفرة للجميع" وهو يقول "أنا تشارلي". كما يعلم أصحاب العقول أن الرسول لم يُستَنْطق في هذا الرسم وإنما الرمزية الفنية - التي تساوي ألف كلمة - حاولت إصال مفهوم السلام والإنسانية. لا يمكن أن يعترض على هذه الرسالة أي محب للسلام ولا أي شخص يستنكر القتل العشوائي ولا أي إنسان يبحث عنما يقارب بين بني البشر ولا مؤمن ينطق بالشهادة. بالفعل ربما كان بالأحرى برسامين مسلمين لو أنهم استطاعوا في رسم واحد أن يؤكدوا للعالم الموقف الحقيقي للسواد الأعظم من المسلمين المعترضين على الإرهاب والمستنكرين لهؤلاء الذين نصبوا أنفسهم حكاما وجلادين. هؤلاء المجرمون الذين أعطوا لأنفسم حقوقا لم يعطيها الله لرسوله فكانت "الرسالة الإسلامية" وليس حملة قتل ودمار "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضو من حولك" فما بالك بمن يريد أن ينشر الإسلام بقتل كل من لم يتحول إليه؟!
في هذا المنعطف الفكري الديني أجد أن روح الإسلام والمبادئ الأساسية من عدل ورحمة وخير تحتّم علي أن لا أعترض على كاركاتير الرسول الأخير. بل أبعد من ذلك؛ أجد أن الموقف الأصح هو تأييد تشارلي إبدو والشد على يد الرسام. لقد تحلت المجلة بأخلاقيات الإسلام والسلام فبدلا من رسمها للرسول الكريم في وضع بربري أو كمؤيد لفعل إرهابي شنيع استطاعت المجلة وهي المجني عليها وبالرغم من أحاسيس الألم والخسارة وربما الغضب لم تنزلق إلى مستوى الإرهابين. فالمجلة في هذا الرسم لم تحكم على الإسلام ككل بأنه دين الدم والدمار. مع أنّي لم أكون تشارلي إلا أنني سوف أشتري هذا العدد من المجلة تأيدا لرسالتهم التي استطاعت أن تخجل المتعنتين الميّالين إلى إسلام سياسي دموي لا يُبقي ولا يذر. متى سنستعيد إسلامنا من تلك الحثالة الإرهابية؟&
&
مُتألم من أفعال الإرهابين في كل مكان&
التعليقات