استوقفني وقادني الى كتابة هذه المقالة , خبر مفاده: ان السلطات الكويتية حجبت التأشيرة عن الفنانة الكبيرة (ميادة حناوي) بعدما دعتها إدارة مهرجان (هلا فبراير) في الكويت لإحياء إحدى أمسياته, وذالك بسبب مواقفها السياسية من الحرب الدائرة في سوريا.
واشارت (حناوي) الى , أنها تتشرف بهذه المواقف التي يفرضها عليها واجبها الوطني تجاه بلدها، وﻻ تبالي بالثمن الذي تدفعه في سبيل ذلك, وأنّها تجهل ما إذا كانت هناك أي خطوات مشابهة قد تواجهها مستقبلاً من قبل دول عربية اخرى، وعليه قررت الفنانة الكبيرة (حناوي ) اتخاذ خطوات استباقية ورفض أي دعوة من البلاد التي أسهمت في تدمير سوريا...(انتهى الخبر)...&
وهنا لا أريد أن أعلِّق على الخبر المذكور أعلاه، بقدر ما اريد ان اقول:&
تتمادى حكومة تركيا في غيها , ضاربة عرض الحائط قرار مجلس الوزراء العراقي وارادة المجتمع الدولي بايقاف اجتياحها الاراضي العراقية والانسحاب الفوري منها , تتمادى في اجرامها الدنيء , وتواصل مجازرها الدموية بحق ابناء الشعب الكردي داخل وخارج حدودها , ومنها ما يحصل الان في المدن والنواحي ذات الأغلبية الكردية منها ناحية (سور) التابعة لمدينة( ديار بكر امد ) و(جزير وسلوبي في شرناخ ) ,ومدن ونواحي كثيرة اخرى والتي تتعرض إلى هجمات شرسة تشنها قوات الدولة التركية ضد المدنيين العزل ,بالتزامن مع فرض حظر التجوال على أحياء ( امد ) , من جهة , وما حصل اخيرا اثناء احتلالها،وتدخلها السافر قبل ايام لمناطق اقليم كردستان , وتجديد قصف القرى الكردية بذريعة ضرب حزب العمال الكردستاني، فيما أوقع القصف عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين العزل كما أدى إلى خسائر مادية كبيرة في مزارع وممتلكات المواطنين، في حين اضطر العديد من العوائل الكردية المغدورة إلى النزوح من قراهم والسكن في مخيمات موقتة, من جهة اخرى , وذالك ضمن مسلسلها المعروف في القتل والابادة والتدمير , مستغلة الظروف التي تقف خلالها الادارة الامريكية , بكل جبروتها وراء الدعم اللا محدود لحكام انقرة , انطلاقأ من مصالحها الضيقة والاستفادة من اوضاع المنطقة وغيرها لتمرير مخططاتها التوسعية , وبعيدا عن مصالح وتطلعات الشعوب المغلوب على امرها....
وفي أجواء السخط والغضب الشعبي التي تعم العالم استنكارا للتصعيد التركي الاخير داخل وخارج حدودها ضد الشعب الكردي , بهدف مزيد من القمع والاظطهاد وتدمير البنية التحتية للمجتمع الكردي وتمرير مخططاتها و أطماعها التوسعية واجندتها في المنطقة , تتواصل التظاهرات الحاشدة في معظم عواصم العالم , وتعلو الاصوات الخيرة على المستوى الجماهيري و الشعبي , لادانة اجتياح القوات التركية للأراضي العراقية , من جهة , وارتكابها المجازر البشعة في ( امد وناحية سور ) وقرى اقليم كردستان الحدودية التي تقشعر لها الابدان والتي جرت وتجري بمباركة الادارة الامريكية ورئيسها اوباما , المعروف بدعمه اللا محدود لتركيا وشقيقاتها في المنطقة ,من جهة ثانية.....
الاسئلة التي تطرح نفسها هنا هي:&
من هو المسؤول عن الخسائر البشرية والمادية التي تلحق باهالي القرى الكردية المنكوبة نتيجة القصف( الايراني والتركي) العشوائي بذريعة ضرب قواعد تابعة لحزب العمال الكردستاني؟ من يعوض اهالي القرى المنكوبة عن الخسائر المادية والمعنوية التي أصابتهم جراء استمرار القصف الجوي والمدفعي التركي والايراني لقرى اقليم كردستان؟&
ووسط هذه الأجواء الساخنة والخطيرة والمنافسة الملتهبة في المنطقة، نطرح السؤال الأهم وهو: اليس فى مقدورنا ان نـستخدم سلاح (المقاطعة ) بجميع انواعها واشكالها وفي مقدمتها (المقاطعة الاقتصادية) والتي تعتبر من إحدى وسائل الدفاع عن النفس، كما تعتبر وسيلة من وسائل الضغط الشعبي وهي مطلب شرعي الى جانب كونها ضرورة وطنية ملحة ضد من يساهم في قتل شعبنا وتدمير ارضنا كباقي الشعوب الحية؟&
&اين كتابنا ومثقفونا وشبابنا من كل هذا ,اليس الاجدر ان نتناول القضايا التي تعزز من مكانتنا ونطالب بحقوقنا المشروعة ونعمل من اجل كسر الصمت واتخاذ موقف واضح وصريح ضد القمع الوحشي التركي والايراني ,وذالك باطلاق حملة شعبية منظمة وواسعة لمقاطعة البضائع التركية والايرانية كرد شعبي وسلمي ضد السياسة العدوانية والعنصرية التركية والإيرانية تجاه ارضنا وشعبنا؟&
نعم... من السذاجة أن نتصور أن المقاطعة الاقتصادية ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد الايراني او التركي، ولكننا نجزم بأن أرباح الكثير من الشركات والمؤسسات التركية والايرانية ستتراجع كثيراً , وهذا سيحدوهم إلى إعادة النظر في مواقفهم العدوانية ضد شعبنا المسالم في اقليم كردستان، وخاصة بعد تغلغلهم الاخطبوطي في كل شيء في حياتنا اليومية....
مالعمل:&
بعد ان اكتشفنا بان حكوماتنا الموقرة (لاتقرأ ولا تسمع ولا ترى ) اي انها مشلولة ومصابة بعاهات مزمنة ومكبلة بسلاسل اتفاقات اقليمية ودولية مشوهة , قررنا ان نوجه كلامنا الى الجهات المعنية و منها مؤسسات المجتمع المدني ومنها المنظمات غير الحكومية الاهلية والمؤسسات المدنية التطوعية الخيرية والانسانية والاهليةو السلطة الرابعة ( الاعلام الحر والمستقل ) كجزء من المنظمات المدنية ومنبر لها ومعبر عنها و نطالبهم بالعمل الجدي لبناء المجتمع وتنميته وتحقيق الاهداف التي اسست من اجلها , وان تعمل جاهدا من اجل:&
1 تعزيز وتنظيم ورشات العمل التدريبية والتثقيفية لتوعية المواطنين لدعم المنتجات المحلية وحقوق المستهلك ومقاطعة المنتجات والبضائع والسلع الدول التي تساهم في تدمير بلدنا ارضأ وشعبأ.&
2 ضرورة توحيد وتحفيز الجهود الوطنية من قبل مختلف الشرائح الاجتماعية في المجتمع العراقي، نحو مقاطعة البضائع والمنتجات التركية والايرانية ( الاكثر رواجا في الاسواق المحلية) كمنهج ثابت.&
3 تفعيل الارداة الوطنية وتعزيز روح الانتماء الوطني والولاء والتحدي لدى الشباب خاصة باعتبارهم ( الشريحة الاهم في كل مجتمع ينشد التقدم والتطور والرقي), واتخاذ موقف وطني واضح وصريح من بضائع والسلع والمسلسلات والأعمال الدرامية الاجنبية وتحديدأ ( التركية والايرانية ) ومقاطعتها مقاطعة تامة...&
4 تشديد على أهمية تفاعل كافة منظمات المجتمع المدني والعمل الجاد من اجل نشر ثقافة ( مقاطعة الدول التي تساهم في احتلال البلد اقتصاديأ وثقافيأ وعسكريأ )....&
5 اطلاق حملة مقاطعه السياحه والسفر الي تركيا وايران وتقديم خيارات سياحية بديلة....
6 العمل على إغلاق كافة المراكز الثقافية التركية والإيرانية الموجودة في العراق باعتبارها تهدد الأمن القومي...
في الختام لابد من القول:
&ان المقاطعة الاقتصادية سوف تؤتي ثمارها وخاصة بعد ان اصبح العراق من أكبر الدول التي تفتح سوقًا للمنتجات التركية والإيرانية اضافة الى قطاعات النفط والطاقة والإسكان....&
ان من صلب واجبنا الوطني والاخلاقي والانساني اليوم قبل الغد أن ننادي بالمقاطعة الثقافية والسياحية والاقتصادية للبضائع والمنتجات الايرانية والتركية (كاضعف الايمان)، وأن نكون جادين في هذه المقاطعة...
نعم...فمهما تتواصل جرائم تركيا وايران ودول اخرى بحق شعبنا , فان صمود شعبنا يتعزز يومأ بعد يوم لمواجهة جرائم المحتلين , ويبقى في الاخير هو الاقوى والوحيد الذي يقرر مصيره بيده..
أخيرا:
أدعو مجددا إلى اطلاق حملة شعبية منظمة وواسعة من قبل مؤسسات المجتمع المدني ومنها المنظمات غير الحكومية الاهلية والمؤسسات المدنية التطوعية الخيرية والانسانية والاهلية لمقاطعة البضائع التركية والإيرانية ,كرد شعبي وسلمي ضد العدوان التوسعي (التركي الإيراني) تجاه ارضنا وشعبنا...فهل من مجيب؟&
التعليقات