نكتب هذه الكلمات في خضم الانباء عن تقدم داعش في مناطق واسعة من الرمادي بعد هزيمته في تكريت. كما تقترن هذه الانباء بالمزيد من شكاوى أبناء المدينة والمحافظة من رجال العشائر مع القوات الأمنية، من ضعف الامدادات والسلاح والعتاد والتي ترسل لهم، بينما لدى داعش كل أنواع الأسلحة المتطورة، ومثلها لدى مليشيات الحشد الشعبي الطائفي المرتبط بإيران.
لاتزال الحسابات التي دفعت المالكي الى تسليم الموصل لداعش بعيدة عن التحقيق القضائي والبرلماني، مع ان ما فعله كان بداية سلسلة الكوارث الجديدة التي داهمت العراق منذ تقدم داعش. هل حقا أراد إعطاء درس لأهالي الموصل، وهم من السنة، لأنهم كانوا يرفضون سياسته الطائفية ولسان الحال (بأسهم بينهم) ام ماذا.
ان عملا كارثيا كهذا كان يستدعي تحقيقا عراقيا ودوليا قويا وجريئا لكشف المخفي ولمحاسبة المقصرين.... ولكن...
واليوم يستمر التساؤل عن أسباب تردد الحكومة في تقديم المساعدات اللوجستية الضرورية لعشائر الرمادي والقوات المحلية. ولماذا هذا التمييز بين الحشد وأهالي الرمادي، الذين قد عزموا على محاربة داعش مع القوات الحكومية ...
يقينا ان لرئيس الوزراء نوايا طيبة، وقد اتخذ عددا من الإجراءات الجيدة وفضح بعضا من تجاوزات المليشيات... ولكن لم نر أحدا قد قدم للقضاء، وثمة أصوات ترتفع من داخل الأحزاب الطائفية دفاعا عن الحشد.
في واشنطن دعا العبادي الى احترام سيادة العراق، ربما كان ذلك كجواب على مطالبات أوباما بوقف الزحف الإيراني في العراق، ولو اجازت الدبلوماسية والظروف لكان أفضل جواب يقدم لأوباما هو التالي: نحن معكم في هذا سيادة الرئيس. ولكن وبكل صراحة ، فان من شجع ايران على التمادي في التمدد والغطرسة هو نهج ادارتكم في التعامل المزدوج مع ايران، فمن جهة تقدمون لها التنازلات المستمرة في المفاوضات النووية وترسلون الرسالة السرية بعد أخرى الى خامئني، وتعتبرون اتفاق الاطار خطوة تاريخية مع انه اتفاق ملغوم، ومن جهة اخرى تفصلون السلوك النووي الإيراني عن مجمل المواقف والممارسات الإيرانية في المنطقة واخرها في مأساة اليمن وتدميره، كما تركتم ايران تتدخل علنا وبكل ما تستطيع في سوريا وتشارك في حملات الإبادة التي يمارسها النظام السوري، والتي زاد قتلاها عن المائتي الف قتيل.
بصراحة ما هو موقفكم بالضبط... ان ما نراه من هذا التعامل المزدوج انما يضعف موقفنا تجاه إيران ويشجع اعوانها في العراق... اجل فيبدو ان الدكتور العبادي يواجه ضغوطات شتى من أطراف عديدة، وهذا يعرقل اتخاذ المزيد من الإجراءات المطلوبة، ولاسيما في وقف تجاوزات الحشد الطائفي والخروج نهائيا من طوق ما خلفته سياسات المالكي من أجواء مسمومة ومشاكل مزمنة ومراكز طائفية قوية تعمل بكل قوة للإبقاء على ما كان، كما كان....
وكل ما نتمناه للعبادي هو ان تتذلل امامه العقبات وان تنشا ظروف تساعد على السير بقوة في طريق انقاذ العراق.... اما تطورات معارك الرمادي فنأمل ان تأتي اخبار ما بعد كتابة المقال بما يطمئن ويريح.&&

&هامشان
أولا: بعد الانتهاء من كتابة هذا المقال، ورد خبر مفاده ان الولايات المتحدة وعدت بلدان الخليج بتقديم غطاء صاروخي ضد الأخطار. الا يتضمن هذا ان أوباما يعرف في سريرته ان إيران رغم الاتفاق النهائي الذي هو عازم عليه مهما كلف الأمر لايمنع إيران من تصنيع القنبلة النووية... وإلا ما جدوى غطاء صاروخي وليس هناك فعلا تهديد نووي إلا من إيران؟

ثانيا: كما ورد خبر عن مطالبة محافظة كربلاء بضم منطقة النخيب القريبة من السعودية، اليها إداريا مع أنها مرتبطة بمحافظة الأنبار. فهل يعني ذلك أن إيران هي وراء هذه المطالبة وفي هذه اللحظات بالذات حيث يشتعل اليمن ويتلقى الحوثيون ضربات قاسية وذلك لتكون هذه المنطقة ضمن السياسة الإيرانية في تصدير الإرهاب إلى السعودي. وزج العراق في معركة مع السعودية.