كنت لا أبالي حين أسمع تعليقات خالي الذي كان مؤيدا لشعارات القومية والوطنية لأني كنت أصب كل جهدي على تحرير ذاتي وتعليمي الجامعي..&

&ولكني ’دهشت حين سمعته مرة يمتدح الثورة الإسلامية.. وانها قد تكون الطريق الوحيد للوحدة العربية.. لم أبالي آنذاك بكل هذه الأمور السياسية لأن الحياة كانت تسير بشكل طبيعي.. ولم تكن هناك أي من مظاهر الغلو في الدين ولا التديّن.. كنا نصوم رمضان ونحتفل بالأعياد ونقوم بكل ما هو مطلوب منا من العبادات.. بدون تباهي. أو تعالي عن الآخرين الموجودين في مجتمعنا...&

ولكني لم أعد أحتمل تصديق ما أراه من تحول سريع للمجتمعات العربية لأسلمة وتدين يرتبط فقط بزي المرأة.. وياخذ من قيم الدين القشور.. بينما يستمر الفساد.. والنميمة.. والقذاره في شوارع كل عواصمنا.. وتتسارع مباهاة الفتيات بالحجاب والزي الإسلامي.. بينما يصرخ التبرّج منهن.. والأنوثة الغير محتشمه حتى في حجابها تصرخ بأنني أنا موجوده..&

والآن أقرأ خبر طمع أحد التجار الفلسطينيين لجني أرباح سريعة من خلال بيع خواتم عليها شعار تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). في طرد بريدي غير قانوني وصل عن طريق تركيا ولم يذكر هذه الخواتم في قائمة محتويات الطرد.. واكتشفته السلطات الإسرائيلية في مطار تل أبيب.

’ترى.. هل الهدف فقط هو الربح السريع.. أم الترويج لدعم داعش على أمل أن تتقدم لتحرير الفلسطيني من عبء الإحتلال...&

ثم ’ترى كم من المعتوهات قد تشتري مثل هذا الخاتم للتزين والتباهي بأنه لدعم الإسلام.. وليس لدعم ما تفعله داعش بإسم الإسلام.. وكيف ستستطيع أي من المشتريات تفسير الفرق لأي من جنود الإحتلال حين إستجوابها.. بعدها تخرج بطله لأنها نفدت من السجن.. والإحتلال هو السبب.

الإحتلال الإسرائيلي الجاثم على قلوب الفلسطنيين لن تحررهم منه داعش.. بل ستزيد الطين بله.. وستقع في تبرير السلطات الإسرائيلية تشديد قبضتها خوفا من ظهور داعش وقد تعفي عن الفتاة ولكنها لن تعفو عن الرجل الذي يلبس هذه الخواتم.. لأنه سيكون في نظرهم مشروع إرهابي.. ويساندهم الرأي العام العالمي الذي يرى إرهاب داعش.. وسيرفض لجوئهم.. ألخ.. ألخ&

وهي لا تعدو كلها عن كونها ثقافة قطيع!