ربما من السابق لأوانه توقع تغييرات جذرية في ايران بهدف اسقاط نظام ولاية الفقيه ولكن تظاهرات باريس للمقاومة الإيرانية كشفت عن ما يمكن تسميته بالعد التنازلي للبدء بهذا التغيير لا بسبب حجم المشاركة الإيرانية المعارضة للنظام التي دأبت على تنظيم مثل هذه المؤتمرات واللقاءات سنويا وانما بسبب حجم ونوعية المشاركين من الشخصيات الدولية السياسية والثقافية حوالي خمسة الاف مشارك وبالأخص مشاركة العديد من الشخصيات العسكرية من وزراء دفاع ومسؤولي المخابرات ورؤساء الأركان المشتركة السابقين و قادة ميدانيين امريكان واوربيين!

نوعية المشاركة هذه مع تسرب الانباء عن تشكيل جيش للتحرير توحي بان مراكز القرار في اكثر من عاصمة اوربية إضافة للولايات المتحدة الامريكية وبالاتفاق مع المقاومة الإيرانية ستبدأ قريبا باتخاذ الخطوات العملية لتغيير النظام الإيراني الحالي الذي يواصل نهجه المعروف في تصدير الثورة وما يترتب على ذلك من مشاكل إقليمية بالإضافة الى تمسكه بمشروعه النووي الذي في حالة استمراره سيؤدي الى سباق نووي محموم في المنطقة يهدد السلام والامن الإقليمي والدولي.

التظاهرة تأتي في وقت اقل ما يقال عنه بانه وقت عصيب للقيادة الإيرانية التي تحارب على اكثر من جبهة ابتداء من اليمن مرورا بسوريا ولبنان والعراق وحتى أفغانستان ناهيك عن الحرب غير المعلنة ضد الكورد في كوردستان الشرقية والبلوش في بلوتشستان وسيستان والعرب في الاهواز بالإضافة الى الوضع الاقتصادي الذي يزداد سوء وترديا يوم بعد يوم مع استمرار الحصار والعقوبات الدولية والصراع بين اجنحة النظام الذي يزداد عمقا واتساعا.

ما سبق يعني ان قدرة النظام الإيراني الحالي على المواجهة ستضعف ان لم تكن ضعيفة فعلا الان وهو ما يفسر زيادة وتيرة تنفيذ احكام الإعدام بالمعارضين في الداخل والمحاولات الرامية للخروج من الرمال المتحركة في سوريا واليمن والعراق باقل الخسائر الممكنة حتى اذا تطلب الامر التخلي عن بعض حلفائها السابقين والتضحية بهم واذا ما اضيف لكل هذا تأسيس ما تسميه المعارضة الإيرانية بجيش التحرير الذي حتما سينتشر في كل انحاء ايران ومدنها الرئيسة ومع وجود كل هؤلاء الخبراء العسكريين والشخصيات الدولية السياسية والعسكرية في تظاهرات المقاومة الإيرانية فانه من الممكن القول بان العد التنازلي لتغيير النظام في ايران قد بدأ وسيكون ذلك واضحا خلال المستقبل القريب بكل ما يحمله هذا التغيير من تداعيات لإيران وللمنطقة برمتها.

التغييرات القادمة لن تكون بمعزل عن تفاهمات مسبقة مع الدب الروسي الذي لن يتنازل بسهولة عن الوصول السريع للمياه الدافئة.

&

[email protected]

&