لازالت الحكومة المصرية تعاني الأمرين من إرهاب طال وسط القاهرة.. حين نجح في إغتيال النائب هشام بركات.. أعقبه بعملية سيناء المقيتة. والتي أعلنت داعش مسؤوليتها عنها.. بما يؤكد وجود خلاياها سواء في سيناء أم في القاهرة.. كلها تنتظر الأوامر من الخليفة ال,مدعي.. البغدادي.. بما يعني ان مصر بأكملها تقف رهينة أوامر هذا المدعي.. وبما يعني أن الداخلية المصرية تقف على أتم الإستعداد للحظة القادمة.. ماذا سيتمخض عنها.. عدد القتلى.. ومساحة الأرض التي قد تقضمها لتتبجح أمام العالم بإنتصار جديد أراده الله سبحانه وتعالى لها وحدها.. تماما كما تفعل بوكو حرام وشهداء الأقصى وغيرهم من هذه التنظيمات التي خرجت من رحم المجتمعات الإسلامية العربية.. والتي عباها الخطاب التكفيري وأوهام عدالة السابقين.... ولكن وبالرغم من كل المآسي التي يتعرض لها الإنسان المصري.. يقف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يوم الأربعاء 1-7 مجددا رفضة تكفير هذا التنظيم المقيت.. لأنه وحسبما قال في صحيفة "المصري اليوم" رفضه تكفير تنظيم «داعش»، ""مؤكدا أنه لا يمكن تكفير كل من نطق بالشهادتين واتبع القبلة. الأزهر يتبع المذهب الأشعرى الذي لا يكفر أحدًا طالما نطق الشهادتين واتبع القبلة، وهم من أهل القبلة، فلا يمكن تكفيرهم» وأن الأزهر يحافظ على وسطيته، موضحًا أنه مؤسسة دينية علمية تربوية وحماية المسلمين من أي حروب عقائدية بين سنة أو شيعة.""...&
وقفت هنا حائرة ومذهولة.. فقبل حوالي العشرة أيام.. أعلن بأنه حماية وخوفا على الشباب من ترك المذهب السني والتحول إلى المذهب الشيعي.. سيخصص حلقاته في شهر رمضان المبارك لموضوع منزلة الصحابة.. وكتبت حينها بأن هذا الخطاب سيضر بالشباب.. لأنه سيفرق عقائديا بين المذهبين.. بما قد يؤدي إلى فتنه وإلى تلبية دعوة داعش للجهاد.. إضافة ان الترويج للصحابة الذين هم بشر لم يكونوا معصومين.. يقع في لب ما تدعو إلية داعش المقيتة. وهو العودة إلى الخلافة وحلم الخلافة والخلفاء..&
السؤال الذي يفرض نفسه هو إن عدم تكفير هذه الدولة المقيتة.. يعني ضمنيا أننا موافقون على ما تفعله أو وفي اسوأ الأحوال بان ما تفعله من الإسلام.. بينما يكافح المسلمون ليؤكدوا بأن أفعالها ليست من الإسلام!!!!!&
إن حماية المسلمين بل والمنطقة العربية باكملها من هذه الدولة المقيتة لا يكون بدحرها جغرافيا فقط.. بل التخلص من جذورها بتغيير الخطاب الديني وتغيير الثقافة المجتمعية التي ترتبط به لتحلل و’تكفر وتقتل المختلف.. أي تثوير هذا الخطاب....تماما كما قال الرئيس المصري&
إن كل التنظيمات الجهادية الإسلامية تتبع القبلة.. وكلها أيضا تنطق بالشهادتين.. وقتلهم للمدنيين الشهداء جل أغلبيتهم ينطق بالشهادتين... والأزهر يملك أحد أهم مفاتيح دحر هذه الدولة المقيتة.. ليس فقط بما يملكه من أتباع.. ولكن لقوة تأثير خطابه على المستوى الشعبي.. لأنه بهذا الرفض يترك الإنسان البسيط متأرجحا ما بين العقل والدين.. وأنها إرادة الله الذي ينصرها على القوم الكافرين.. والذين هم أبناء دينه وجلدته وأبناء وطنه...&
أضف إلى ذلك.. خطاب رئيس حزب الأصالة الدكتور أشرف عبد الغفارhttps://www.youtube.com/watch?v=yHaipnYr9Kg
&ليقول بان واجب الوقت الحالي لتسعين مليونا من المصريين التخلص من السيسي.. في رسالة شفهيه مع المذيع إيهاب شيحه.. أي أنه أعطى رخصة دينية لتسعين مليون شخص بالتخلص من السيسي (كيف؟؟؟؟ ).. أليس هذا تحريضا؟؟؟؟ وأليس هذا يقع في نفس خط الأزهر الساكت عن إدانة وتجريم وتكفير هذا التفكير كله سواء كان من تنظيم داعش المقيت..أو النور لأن هذا الخطاب هو الداء السرطاني الذي يبثه المتطرفين ويصيب خلايا دماغ الإنسان المسلم؟؟؟&
حقيقة أن السيسي حارب الإخوان.. ولا يزال يحاول قطع دابرهم. نجاحه لا يجب ان يقتصر على التنظيم الإخواني.. لأن هذه العقيدة المتطرفة الجهادية والتحريضية موجودة في كل الأحزاب الدينية. ولأن الهدف واحد لجميعهم وإن إختلفت الصورة الخارجية أو التكتيكات التي برعوا فيها للغة التحايل والإلتواء التي يستعملونها.. فالحزب السلفي لا يختلف عن تنظيم الإخوان..لأن الهدف واحدا وإن نجح الإخوان بتغطيته.. وهو إقامة الدولة الإسلامية التي تحكم بشرع الله في نظام قضائي يأخذ ما قام به السلف كقدوة.. والنور هو من يصف الأقباط مواطني مصر منذ الآلاف من السنين بالتابعين أو بمواطنين درجة ثانية...... هو نفسه الذي وقف في رابعه..وهو من حاصر المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج.. وهم أنفسهم رواد غزوة الصناديق.. وهو نفسه الذي لا يكل عن إعتنام الفرص للوصول إلى قيادة وحكم مصر! ما إختلف هو التكتيك.. الذي رفض مسبقا وضع صور مرشحاته على اليافطات ووضع بدلها وردة بحجة تجنب الفتنة.. ولكنه تراجع عن ذلك في المرة الأخيرة لينتهز فرصة الإنتخابات وأقنعهن بإستخدام صورهن.. في تغيير تكتيكي لأحد مبادئه من أجل تحقيق هدفه وهو النجاح في الإنتخابات وبأكبر عدد من المقاعد البرلمانية ليكون من حقه وحده تشكيل الحكومة حسب المادة 145 من الدستور التي تعطي هذا الحق للحزب الفائز بالأغلبية!
االدعوة السلفية ومنذ بدأت تسعى لتصحيح المسار العقائدي لكل التيارات الإسلامية.. وتعمل جهدها لتصويب المسار الفكري للجماعة وغيرها من التنظيمات المتطرفة من أجل إقناع هذه التنظيمات بالقيام بما امره الله للمسلمون.. ويقع الجهاد في سبيل الله.. ونشر الدعوة من ضمن اول هذه الأوامر.. وأن الإلتزام بمنهج أهل السنة يعني على أقل تقدير الإلتزام بتطبيق الشريعة!!! ناهيك عن أنها ترفض كليا التصالح مع العالم الغربي..خاصة الفكر الغربي... بما فيه قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.. لأنهم متمسكون بمنهج السلف في تطبيق هذه القيم.. والإثبات المستمر بان الدين الإسلامي وحده هو منبع حقوق الإنسان.. بمعنى إبقاء العداء قائما.. وربما وفي المستقبل القريب او البعيد نشر الإسلام في كل العالم والعودة إلى الفتوحات الإسلامية!
قد تقول لي أنها أضغاث احلام.. ولكن تحايلهم اللغوي يؤكد تطلعهم لهذه الأهداف.. وإن سكتوا عنها مؤقتا لكنها تبقى موجودة وحيه في ضميرهم.. وقد يكون هذا ما دعى الأزهر لأخذ موقف حازم تجاه نشاطهم الدعوي.. وما حث وزير الأوقاف بمنع الشيخ ياسر برهامي وعدد من رموزهم من الخطابة..&
كل ما سبق يؤكد بأن الدولة المصرية تمر بأحلك أوقاتها.. بل ما يحصل على الأرض يهدد وجود الدولة ذاتها.. مصر الدولة بحاجة ماسة لتشكيل مجلس قومي لمكافحة هذه التيارات والقضاء على الأحزاب الدينية.. فلا دين مع السياسة ولا سياسة مع الدين.. من خلال بصيرة تحمل رؤيا إستراتيجية واضحه لما يطمح إليه الشعب المصري.. تضع اولوياته على قمة أعمالها.. وأعتقد جازمة بأنه لو ’خيّر الإنسان المصري الآن ما بين الأمن او الإقتصاد.. سيعلو الأمن وخاصة حمايته من التيارات الإسلامية المتطرفة.. خاصة وأن داعش تبدو (لا قدّر الله ) على الأبواب.. وإن نجحت ( لا قدّر الله ) ستدعمها كل التيارات الإسلامية الأخرى الموجودة على الأرض!
من كل قلبي أدعو الله إنقاذ مصر.. وأهلها من كل الأحزاب الدينية.
التعليقات