&حدود الأوطان على مستوى البسيطة، خط أحمر لا يمكن العبث به أو التطاول عليه، فكل دولة من حقها أن تحمي حدودها بكل السبل المتاحة، فهي جزء لا يتجزأ من أمنها القومي، فما بالنا عندما تشعر دولة بخطر يهددها من ناحية أحد حدودها، لا شك أنها ستبذل قصارى جهدها لدحر هذا الخطر ومنعه والقضاء عليه!

أتحدث هنا عن حق مصر في حماية حدودها مع قطاع غزة، تماماً مثلما تسعى مصر لحماية حدودها مع ليبيا والسودان، حيث يتسلل الإرهابيون من هذه الحدود في محاولة لدخول مصر وتهديد استقرارها وأمنها، وكل المتسللين ينتمون لتنظيمات إرهابية مثل داعش وبيت المقدس وجند الله، وغيرها، وكلها تعمل ضمن منظومة واحدة يقودها التنظيم الدولي للإخوان، الذي يمسك بأطراف اللعبة ويحرك خيوطها لهدم مقدرات الوطن ومحاولة إسقاطه، بعد أن سقط الإخوان في اختبار الحكم بعد عام واحد، وفقدوا السلطة التي حلموا بها منذ أكثر من 80 عاماً، نتيجة غبائهم السياسي، وخيالهم المريض الذي هيأ لهم أنهم قادرون على الانفراد بالسلطة وسرقة مصر ومحو هويتها..

كل هذه الأسباب وغيرها، دفعت مصر لغمر حدودها مع غزة بالماء للقضاء على مافيا الأنفاق، التي يتسلل منها الإرهابيون المأجورون ليقوموا بعمليات إرهابية ضد عناصر الجيش والشرطة، بل قيل أنهم يتلقون تدريباتهم على صنع المتفجرات واستخدام السلاح داخل القطاع، إضافة إلى منع تهريب البضائع من "قطع الصابون إلى السيارات" التي يتم تهريبها من وإلى القطاع عبر أنفاق عميقة وضخمة تسمح بمرورها..

منذ ايام حكم الرئيس الأسبق مبارك، ونحن نغض الطرف عن هذه الأنفاق، لأنها كانت تقتصر على نهريب البضائع والسلع المختلفة التي يحتاجها أهل غزة، والتي كانت تدر ملايين الدولارات على مهربيها من الجانبين المصري والفلسطيني، خاصة وقت حصار المحتل الإسرائيلي لغزة، وتضييق الخناق عليها، ليحرمها من وصول الطعام والشراب إليها، لكن عندما يتعلق الأمر باستخدام الأنفاق في تهريب السلاح وتسلل الإرهابيين المرتزقة إلى داخل حدود مصر لقتل جنودنا.. هنا لابد من وقفة لأن الأمر اختلف، وأصبح يمس أمن مصر القومي.. هنا لن تصغى آذاننا لاستغاثات حماس التي تحاول تأليب الرأي العام العالمي ضد مصر وتتهم الجيش بتهجير السكان وتدمير أراض زراعية.. هنا لن نتصالح أو نتهاون في حق الوطن وحماية حدوده، خاصة في ظل اعتراف بعض الإرهابيين الذين يتم القبض عليهم في سيناء، بأنهم دخلوا البلاد عبر الأنفاق متسللين، كما اعترفوا بتلقي تدريبات داخل القطاع لتنفيذ عمليات إرهابية على أرض سيناء، ولا أحد ينكر علاقة حماس بتنظيم الإخوان المسلمين في مصر، خاصة وأن الرئيس الأسبق مرسي وعد الحركة بإقامة وطن لهم في سيناء فيما سمي بصفقة "الأرض البديلة" التي رعتها أمريكا وإسرائيل، لولا اندلاع ثورة 30 يونيو والتي أحبطت هذا المخطط الذي كان بداية لتقسيم وتفتيت مصر والوطن العربي، إلى دويلات صغيرة مهلهلة لا قيمة لها، لتنعم إسرائيل بالأمن والأمان، بعد أن تصبح القوة الوحيدة في المنطقة!!

&ما الذي يضير حماس في غمر مصر لحدودها بالماء والقضاء على مافيا الأنفاق، وتجفيف منابع الإرهاب التي تحيط بها من كل اتجاه، إلا إذا كانت حماس ترى في هذه الأنفاق مصدر رزق من الناحية التجارية، والسياسية أيضاً باعتبارها لاعب رئيسي في فريق الإخوان الذي يسعى للانتقام من الوطن والشعب، بعد أن فقد الإخوان مستقبلهم السياسي والتنظيمي في مصر..؟

إلى من يهمه الأمر:

لا أحد ينكر جهود المملكة العربية السعودية، ومليكها خادم الحرمين الشريفين، في توفير كل سبل الراحة والأمان لضيوف الرحمن، لأداء فريضة الحج في يسر وسلام، إلا أن الحوادث المتكررة خلال موسم الحج هذا العام، تؤكد أن هناك إهمالاً ما أو خللاً ما، لابد من معالجته بأساليب علمية منعاً لتكرارها، بعيداً عن التطاول على المملكة التي لا أحد ينكر خيرها على الجميع، وبعيداً عن تكهنات البعض بضلوع إيران في قتل الحجاج، وبعيداً عن الأسباب القدرية التي تقف وراء هذه الحوادث، حتى لا نصبح مدافعين عن الخطأ ونترك المهمل دون حساب، وبذلك تستمر وتتكرر أخطاؤنا دون الاستفادة منها.

&

[email protected]

&