&

مع قرب كل عام جديد، يهرع المحللون والساسة الى استقراء ابرز أحداث العام المشرف على الانتهاء وتداعياته على العام الجديد في محاولة استقراء مسبق. ومن الصحافة العالمية من اعتادت ان تتحدث عن شخصية العام المنقضي، علما بان شخصية العام قد تكون ذات دور وتأثير ايجابيين او العكس، فهتلر في حينه كان هو أيضا شاغل الدنيا ومن فيها وكذلك بن لادن بعد 11 سبتمبر.. & وفي هذه السنة تم اختيار المستشارة الألمانية ميركل كشخصية 2015، لما قالوا من دورها في تخطي مصاعب اليورو واستقبال جمهرة المهاجرين غير الشرعيين ولا سيما من سوريا. وبنظرة موضوعية ، فان السيدة ميركل قادت الاتحاد الأوربي في تعاملها مع اليونان الى حافة تجويع الشعب اليوناني، وسايرت بوتين في الموضوع الاوكراني لحد تناسي غزو واحتلال شبه جزيرة القرم، ومن ثم فتحت مع تركيا أبواب أوربا الغربية أمام تدفق أكثر من 800 الف مهاجر غير شرعي، والعدد قد يصل المليون ... معايير ومعايير، كمعاير من منحوا جائزة نوبل للسلام لباراك اوباما بعد شهور من رئاسته. وكان من منجزاته خطبا منمقة عن السلام وإدانة للولايات المتحدة نفسها..
ومع كل عام جديد يخلوا كل منا الى نفسه، استعراضا لما مرت عليه من أحداث ومشاكل وما سيحمله معه للعام الجديد من ذلك الإرث. وهذا ما اعتدته كل عام. وكنت أسجل خواطري، بصراحة عام 2015 انقضى وانا احمل معي هموم ما أصاب العينين من ضعف اليم، جعلني اترك الكتابة على الحاسوب، ولا اقدر على القراءة وانا من قضى عمره قارئاً نهماً. ولكن بصيص الأمل جاء مع نهاية العام، بعملية طبية تبشر ، كما قال الطب، وانا بانتظار....
ومع كل عام تسرع الصحافة الى سؤال وجواب، والى استفتاءات منها من يطلب الرأي عن أفضل كتاب سياسي قرأه الكاتب. ولست ممن يوجه لهم سؤال كهذا مادمت لم أقرأ كتابا واحداً. ولكنني مع ذلك ، استعرض مع نفسي الكتب التي تركت أثاراً عميقة على مسيرتي الشخصية والعامة ، وأجدني أتوقف طويلا مع روايات عالمية وعربية، اعجبتني في حينه ولا تزال الرغبة في إعادة قراءتها تلازمني...
2015 حمل معه جرائم وحش داعش، ومعظم الأخبار والتحالفات والمواقف الدولية والإقليمية، ظل يدور عن هذا الداعش، المخلوق الذي ساهمت في صنعه سياسات وحسابات، وصار بدوره يخدم هذا الطرف او ذاك، ان شخصية العام المنصرم كانت هذا الوحش المفترس الذي حل محل هتلر وبن لادن.. ولعل الشخصية الثانية هي بوتين، في تحركاته وانقضاضاته التي يحمل بعضها طابع المغامرة...
ويقول الشاعر البغدادي عن المسرح الدولي:
تقاسم الأدوار بوتين وباراك اوباما
قيصرنا ياخذ، لايعطي
واوباما يغنينا مقاما
يتقن فن القول قد أعطى لبوتين الزماما..
عربيا، تستمر الانهيارات الكارثية في سوريا واليمن وليبيا والعراق، والقرارات الدولية في خبر كان ، هنا وهناك ، لا غالب ولا مغلوب، والى إشعار أخر
اما عراقيا ، فاخر العناقيد ترحيل الأزمة الساخنة مع تركيا مع مواصلة الصمت عن انتهاك الحدود العراقية الإيرانية من زرباطية ودخول ألاف من الأفغان والإيرانيين عنوة أراضي العراق، بلا جوازات وموافقة. احد زعماء مليشيا بدر يزعم ان هذه مسألة هينه، فهؤلاء جاءوا للزيارة الدينية وسيعودون. والمثل يقول (حدث العاقل بما يعقل....) وعنقود أخر، فضائح الطائرات المدنية العراقية وهي تحمل الصراصير والأغذية الفاسدة، ومن ركابها من أمثال السيد موفق الربيعي ممن يحملون معهم مواد محظورة، بحجة أنهم ذوو مسؤوليات عالية ولا يجوز تفتيشهم.. فضائح جعلت الدول الغربية تضع الخطوط العراقية في قائمة غير المرغوب فيهم ....
&