إن جل ما يتمناه العربي هو وقف النزيف في سوريا، ولكن هذا النزيف مفتوح منذ خمس سنوات ولم يحزم أحد أمره لوقفه، وقد فشلت الهدنة التي فرضتها الأمم المتحدة في عام 2012 خلال ساعات. أما وقد ألقى الماردان الروسي والأمريكي بثقلهما لفرض هدنة، فهذا يعني أن أن الذي أشعل النار بدأ يخسر. والجميع يعرفون أن الناتو دعم الثورة السورية وأوشك أن يشارك في الحرب لولا تحرك آلة الحرب الروسية، فانسحب الناتو كي لا تشتعل حرب عالمية. فمن هو الخاسر ومن هو المنتصر في هذه الحرب التي استنزفت كل الأطراف المشاركة؟&

أولا، لم تجر الرياح بما اشتهت الدول الغربية وحلف الناتو ولم تتمكن من الإطاحة بالنظام كما حدث في العراق وليبيا. وأصبحت سوريا ساحة للقصف العشوائي الذي قتل من المدنيين أضعاف أضعاف العسكريين. وثانيا، دخلت القوات الإيرانية والروسية دخولا ماديا على أرض الفتال، ولم يكن بمقدور المعارضة المعتدلة ولا "المجاهدين" مواجهة تكنولوجيا لا قبل لهم بها. وثالثا، بات الميزان العسكري يميل إلى قوات النظام والقوات الروسية والإيرانية، وقد حققت انتصارت كثيرة، وأوشكت أن تحسم الحرب خلال ربما أقل من سنة.&
أدركت الولايات المتحدة هذا الأمر، فهي لا تريد تكرار سيناريو العراق ولا تريد أن تخسر من جنودها أحدا، ولا تريد مواجهة مع روسيا وحلفائها، وكل ما دعمت به الجبهات المختلفة لم يحقق لها أية مكاسب. وإزاء هذا الوضع، تحركت الدبلوماسية الأمريكية وتفاهمت مع روسيا وإيران على ضرورة فرض هدنة، ومن ثم التفاوض على توزيع المكاسب بحيث يرضى الطرفان الروسي والأمريكي.&
لنا أن نتخيل ما يرضي الطرفان، فكل له مصالح يسعى إلى الحفاظ عليها، سواء قواعد عسكرية أو أنابيب نفطية أو نشاطات اقتصادية وشركات استثمارية أو مناطق نفوذ. وهذا ما سيتم استرضاء كل طرف بشأنه. ولا داع لمزيد من الدماء والخسائر، فقد باتت نتيجة القتال واضحة، فلماذا قتل المزيد من السوريين وتشريدهم؟&
من المؤسف حقا أن يظل التاريخ يعيد نفسه، وأن يظل العرب تابعين وينفذون القرارات، وسواء بقي الأسد أم رحل الأسد، فهناك وحش كاسر يريد أن يستولي على سوريا، ولكن دعونا نأمل أن إيران التي دخلت سوريا ستقضي على إسرائيل كما ادعت طوال السنين، وإلا فإنها ستكون كما قال جرير:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا & & & & & & & & &أبشر بطول سلامة يا مربع&
&