&
قول مأثور" عش رجباً، تلقى عجباً"، رجب من الأشهر الحُرم، الذي تحترمها العرب، فلا قتل ولا قتال فيها، ومن العجب أنهم يرون اختراق تلك القاعدة.
كان أشهر اختراق لأعراف العرب، معركة الطف بشهر محرم الحرام، حيث حوصر الإمام الحسين عليه السلام بكربلاء؛ الذي خرج من أجل الإصلاح، في أمة جده محمد، عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
إستهدف أعداء الإنسانية، مشرع التَحرر العراقي، وتحوله من الحكم الدكتاتوري، إلى الحكم الديموقراطي، بحجة التواطؤ مع الإحتلال الأمريكي، فاغتالوا السيد عبد المجيد الخوئي، داخل الصحن العلوي، بشهر محرم الحرام، دون احترام للمرقد الشريف!.
انتهاك الأشهر الحُرم، يتكرر بين فترة وأخرى، دون وازع ديني أو أخلاقي عرفي، مستهدفا مشاريع الإصلاح، تحت مصطلحات عدة، وما جرى يوم الجمعة الأول من رجب، عام 1424هجرية، استهدافٌ لرمز الإصلاح، قرب ضريح الإمام علي عليه السلام، فجمع ذلك الاعتداء، بين عدم احترام اليوم والشهر والمكان المقدس!.
لماذا يتم استهداف السيد محمد باقر الحكيم؟ مع انه لم يكن موافقاً أساساً بالاحتلال، ولم يدخل مع الأرتال الأمريكية، فمن المعلوم أن دخوله مع أتباعه، جاء بعد طلب الجانب الأمريكي، بأن يتم الدخول للعراق، كمنظمة منزوعة السلاح.
كان دخول شهيد المحراب، مُرعباً لقوى الشر في المنطقة، حيث الالتفاف الشعبي المنقطع النظير، واستقباله غير المسبوق، لأي شخصية سياسية، ومروره بكل المحافظات، بدأً من البصرة وصولا لبغداد، وخطاباته التي تدعوا، للوحدة الوطنية، إضافة لوصفه الدقيق، وإتِّباعه للمرجعية المباركة، جعلت من العدو يعيد حساباته، فشهيد المحراب حاملٌ لمشروع وطني متكامل، يثير مخاوف العروبيين والعلمانيين، الذين لا يتحملون القائد ذي العمامة، فحكم الإسلام الحقيقي، ضد الظلم والفساد، والشذوذ الديني.
بين شعبان الانتفاضة، وتكالب قوى الشر عليها، وما جرى في الأول رجب، هدف واحد، فالمُستهدف يمثل ثورة الحق ضد الباطل، إلا أن استشهاد سبعين من أتباعه، عدد قريب من أصحاب الحسين عليه السلام، يحتاج إلى وقفة حقيقة، لكشف سر التشابه!
فهل سنرى فرجاً قريبا، وظهور مخلص الأمة المنتظر عج، فقد استفحل الظلم وعم الخراب، وجربنا كل أنواع الحكم، من شيوعي وقومي علماني، وإسلامي متشدد، إلى آخر الأنواع التي لم بخير؟
هل نحتاج إلى رجب جديد، كي نرى أعجب مما جرى!؟