سيدي القارئ..&
انا لست هنا بصدد النقد الهدام للأديان ولكن وعلى نفس المستوي لا للدفاع الأعمى عنها. لأنني أؤمن بأننا نتبع البيئة والملة التي نولد بها. والفرق بيننا وبين الغرب أنه وفي الدول المتحضرة تتقبل شعوبها فكرة تغيير المعتقد من منطلق الحق في حرية العقيدة بعد أن رسّخت وجذّرت هذه الدول ومن خلال حكم مؤسساتي يستند إلى ديمقراطية لمبدأ إحترام حرية العقيدة ومساواة المؤمن وغير المؤمن أمام القانون الواحد...
جائتني صديقتي المعلمة في إحدى الدول العربية تشتكي لي بأنها تواجه معضلة كبيرة في تدريس مادة الدين لأطفال الإبتدائية، وما كان مني إلا أن طلبت منها مجموعة من هذه الكتب لقراءتها. في البدء لم أستطع تبين المعضلة.. ولكن وتدريجيا وبعد أن قرأت 8 كتب فهمت من خلالها خوف صديقتي..&
تقوم هذه الكتب على تدريس الإسلام كدين وغرس وتجذير الهوية الإسلامية العابرة للحدود والقارات بحيث تكسر الحدود الجغرافية للتأسيس للأمة الإسلامية. بغض النظر عن اللغة فالمسلم أخو المسلم. ومن خلال صفات المسلم الحق المتميز عن الآخر بإسلامه في عباداته. ثم تقوم بإرساء قيم الترابط بين المجتمع فتعلمه قيمة وثواب مساعدة جاره المسلم.. كلها تستند من خلال تغذية فكرة الخوف من الذات الإلهية المتربصة له بالعقاب وبالنار الملتهبة ،ومن الصغر وبالتدريج تجعل من هذا الطفل مجرد روبات بطاعة عمياء لله وأولي الأمر، بدون التطرق إلى أن الذات الإلهية حضت على الحب أو الأمل أو التعايش وأن التوبة تضمن المغفرة. بعدها تبدأ في تدريسه مسؤوليته عن نشر الدعوة، بكل الطرق وبالجهاد بأشكاله المختلفة مع التأكيد على أن جهاد نشر الدعوة الطريق الأقصر لمغفرة الذنوب . بحيث ينعزل الطفل طواعية عن مساعدة الجار المختلف أو حتى التعرف علية أو إحترام عقيدته، وبدون أن يتفكر أو يفكر بأنه ومن مخافة الله أيضا قبول الآخر والتعايش معه..&
ذكرني الأمر بما كنت قد سمعته من راباي يهودي قال " أعطني طفلا في السابعة وسأعطيك رجلا مؤمنا في الثانية عشرة ".
المختلف في الأمر وبرغم أن كلاهما يحض على الإيمان بالله وبالطاعة. وبرغم أن هناك في الديانة اليهودية الكثير من الحض على القتل والدماء. إلا أنه تم طمس الكثير من هذه الآيات أو التعتيم عليها ولم يقم أي من مؤمنيها بأعمال إنتحارية أو تفجيرات.
تدريس الطفل بهذه الطريقة المتشددة " أنا مسلم وفقط " " أنا عبد وفقط " أنا سأطيع الله في كل ما يطلبه.. لا تفتح نوافذ للتفكر في أخلاقيات الدين، إضافة إلى تنمية وتجذير الخوف المطلق من الله عز وجل. هو نقطة الضعف التي ننميها في النفس البشرية. الخوف الذي ’يعدم الثقة في النفس والقدرة على حل مشاكل الحياة.. ثم يقومون بإضافة عقدة الذنب التي تلازم الشخص طيلة حياته بحيث ننمي فيه ضمنيا إتباع أي طريق للتخلص من هذه العقدة وللحصول على رحمة الله في الاخرة.. ما يدفعه للإنسياق للجهاد معمي البصر والبصيرة، ومسلوب الإرادة، للتكفير عن الذنوب ولتفادي عذاب القبر بالشهادة في سبيل الله!!&
&
التعليقات