نشرت وكالة انباء (زاغروس) بتأريخ 21/7/2016 نقلا عن وكالة (بلومبيرغ) الاميركية تقريرا ساخرا حول تصريحات السيد إبراهيم الجعفري وزير خارجية العراق الاتحادي والذي قال فيه إنه: لا طائفية في العراق ولا يهم ما يقوله الكورد لكم!&
لمن لا يعرف السيد إبراهيم الجعفري هو اول رئيس لمجلس الحكم بعد سقوط النظام ونائب رئيس الجمهورية عام 2004 ورئيس مجلس الوزراء العراقي 2005 واحد قادة حزب الدعوة الإسلامية لسنوات قبل ان يتخلص منه الحزب نتيجة صراعات داخلية وطبعا وزير خارجية العراق منذ 2014.
السيد الوزير يقول ان لا طائفية في العراق امام وزراء خارجية بلدان عديدة مشاركة في المؤتمر الدولي المكرس لتقديم العون للعراق (مؤتمر المانحين الرئيسيين في واشنطن) وكأنهم قادمون من كوكب اخر غير الأرض وليست لديهم اية معلومات عن الوضع العراقي رغم انهم (وزراء خارجية)!
ربما السيد الوزير على حق فهو أيضا (اخر من يعلم) بما يجري في العراق ولا يسمع دوي المتفجرات التي تحصد حياة مواطني العاصمة بالذات ولا احتلال داعش لمحافظات الرمادي وديالى والموصل حيث لا يزال العراق يعمل جاهدا لطردها بمساعدة التحالف الدولي وما مؤتمر المانحين الا جزء من الجهد الدولي لمساعدة العراق (اللاطائفي) حسب قول الوزير، ولكن ان يدعو الى عدم الاهتمام بما يقوله الكورد فقد عبر الرجل عن حقيقة موقف حكومته من الشعب الكوردي وحكومة إقليم كوردستان، هذا الموقف الذي يشهد تصعيدا خطيرا سواء بالعودة الى تحرشات بعض فصائل الحشد الشعبي بالمواطنين الكورد وقوات البيشمه ركه في مناطق من محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى وعدم اتخاذ حكومة السيد الوزير اية إجراءات رادعة لهذه الانتهاكات وانتهاء بتجاهل الوضع المتأزم والمشاكل التي تزداد تعقيدا وتشعبا دون اية خطوات جدية لحلحلة الوضع والمضي قدما في انتهاج سياسة الحصار الاقتصادي وحرمان الإقليم من حصته في الموازنة الفيدرالية والتدخل السافر في توسيع رقعة الخلافات الحزبية بين الأطراف الكوردستانية ومحاولة تعميق الانقسامات داخل الشارع الكوردي وتشجيع اصطناع الازمات والمطاليب التعجيزية التي ليس لها اية أولوية واية أهمية تذكر إزاء التغييرات الحادة التي تشهدها المنطقة في نفس الوقت الذي يخوض فيه إقليم كوردستان حربا دفاعية شرسة ضد قوى الإرهاب العالمي
ما سبق، مع الاخذ بنظر الاعتبار تصريحات السيد الوزير الجعفري، يثير الكثير من الشكوك حول المقاصد النهائية للسلطة الفيدرالية لا سيما بعد الانتهاء من عملية تحرير الموصل المتوقعة، ربما باللجوء الى الحل العسكري لما يسميه بعض اقطاب النظام باستعادة (شمالنا الحبيب) خاصة وان أبناء (الشمال الحبيب) مصرين على اجراء الاستفتاء حول تقرير مصيرهم بأنفسهم.
(لا يهم ما يقوله الكورد لكم) هو في التحليل الأخير التعبير المركز لسياسة وفكر وتوجهات سلطة السيد الوزير ومن يقف خلفها فهل يلام الكورد على عدم الثقة بهذه الدولة الفاشلة ومحاولة الخلاص منها والمضي قدما في مشروع بناء كوردستان حرة ينعم فيها الشعب الكوردي بالأمن والسلام والاستقرار ويهتم العالم المتحضر بسماع صوته الإنساني الديموقراطي كما يسمع اليوم صدى بنادق أبنائه وهو يدافع عن الحضارة البشرية والقيم الإنسانية النبيلة بتصديه البطولي للإرهاب العالمي.
التعليقات