&
&
قلت لصديقي الغربي :
&
حرام عليكم .. ساعدوا الشرق كي يوقف حروبه التي تشعلونها وكلما اقتربت من التوقف تشعلونها من جديد .
&
ضحك ضحكة ملء شدقيه .. ووضع يده اليمنى &في جيب معطفه .. وسكب في فمه &بيده اليسرى كأس ماء فوق طاولته كاد أن يخنقه ... وبعد أن ضربته بين كتفيه ضربة إسعاف ناقمة .. عاد يعتذر إلي.. &وقال :
&
عفوا .. سيدي .. أنتم العرب تثيرون الضحك والسخرية .
&
قلت له بغضب : ماذا ؟!
&
هدأني وقال .. لكي أكون صادقا معك :
&
لولا حروب الشرق المشتعلة لأنهار اقتصاد الغرب .. ثم تساءل : أتعرف ما أقصد بإقتصاد الغرب؟!
&
هززت رأسي : نعم نعم !
&
ثم اردف قائلا : إذا كان الشرق غبيا .. فهل من العدل أن يكون الغرب غبيا مثله ؟!
&
قلت له : وهل من الحق أن يتحسن إقتصادكم على حساب جماجم المساكين والفقراء والمعدمين في الشرق؟!
&
قال .. باستهتار : لايهمني ذلك .. ألم أقل لك لو كان الشرقي غبيا فليس من الواجب علي أن أتخلى عن ذكائي ومصلحتي.. حتى لو كانت مصلحتي على حساب جماجم أطفاله.
&
قلت له: أين انسانيتكم ؟!
&
قال : أين انسانيتكم انتم؟!
&
هل رأيتنا يقتل بعضنا البعض؟!'
&
إذا انتم لم ترحموا أنفسكم ومجتمعاتكم وأطفالكم فلماذا تريدنا أن نكون أكثر رحمة بكم أكثر منكم ؟!
&
وعندما لمحني .. أزداد غضبا قال لي :
&
صديقي.. لا تغضب علي لأنني قلت لك الحقيقة.
&
شرقكم : أصبح مثار سخرية وشفقة كل الشعوب .. وأقصد شرقكم العربي .. أفريقيا وآسيويا.
&
العالم: يتغير في كل مكان الا في شرقكم
&
العالم : يتطور وشرقكم يعاني من انحطاط قيمي واخلاقي .
&
قلت له: وهل انتم ملائكة؟!
&
ألستم من يشعل الحروب ويوظف العملاء .. ويصنع أسلحة الدمار الشامل؟!
&
قال : صحيح.. لكننا لم نقتل شعوبنا.. ولم نحلل قتل انساننا البريء ونقول انها وسيلة للوصول الى الجنة.
&
فإذا رضيتم أن تكونوا ضحايا أسلحتنا .. وأموالكم ثمنا لقتلكم بإسلحتنا .. فأين العيب إذن؟!
&
قلت بغضب : العيب فيكم.
&
قال : لماذا؟!
&
قلت : لأنكم تقتلونا.
&
ضحك مرة أخرى بطريقة هستيرية وقال :&
&
أتعرف أن في مستشفيات الغرب جرعة الرحمة .. وللمريض الحق أن يطلبها كي يموت .
&
قلت: وماعلاقة إبرة الرحمة بأسلحتكم التي تقتلون بها الشرق؟!
&
قال: أسلحتنا كجرعة الرحمة ... عندما تطلبونها لقتلكم نبيعها لكم .. فنكسب مالا.. ونلبي طلبكم الذي يرضيكم.
&
ثم أكمل حديثه ضاحكا أيضا وقال :
&
أنتم المريض
&
وسلاحنا : جرعة موت الرحمة&
&
أليس ذلك عملا إنسانيا.. واقتصاديا أيضا؟!
&
وقبل أن يودعني .. ضحك أيضا وهو يضمني ويقول:
&
شكرا لكم .. صديقي..
&
لولا حروب الشرق .. لأصبحت بلا عمل أو مسكن ( homeless ).
&
قلت له ساخطا:
&
أيجوع الشرق .. وترفلون بالنعيم؟!
&
قال : عندكم مثل يقول :
&
على نفسها جنت براقش.
&
وتحت فورة الغضب نسيت نفسي وقلت له:
&
أراك.. يابراقش.
&
وعاد والدموع تسيل من عيونه ضاحكا.. ودموعي تسيل .. بكاء!
&
&
امريكا
&
٢٠١٦م.