كلما ذهبت لمكان أجد من يسألني لماذا أيدتم وساندتم السيسي ضد المظاهرات التي طالب بها محمد علي؟؟. والتي سببت صداع كبير للنظام المصري بالكامل. هناك من هو سعيد بهذا الموقف وهم الغالبية في الحقيقة، ويوجد بعض الرفقاء غير راضيين عن هذا الموقف بل أن البعض أندهش من موقفنا.
أكثر الناس سعادة هم أبي وأمي اللذان يعشقان السيسي كغالبية كبار السن من الشعب المصري، بل أن والداي حذراني في بداية الأزمة من معارضة السيسي، ولمن لا يعرف فأبي سياسي قديم منذ ايام الإتحاد الإشتراكي العربى وقد شغل عدة مناصب سياسية علي مستوي المحليات.
أولا: الكل يعلم أنني شاركت في أول مظاهرة ضد السيسي أمام البيت الأبيض الأمريكي وقطعت مسافة الف كم ذهابا ومثلهم عودة هي المسافة بين تورنتو وواشنطن لأنضم لمظاهرة كوبتك سولديارتي والهيئة القبطية الكندية أمام البيت الأبيض في أغسطس ٢٠١٦، ثم عندما تفشت ظاهرة خطف البنات القبطيات في مصر سنة ٢٠١٧ كنت أحد الداعين والمنظمين لثاني مظاهرة ضد السيسي في أتاوا في مايو ٢٠١٧ وقطعت مسافة ٥٠٠ كم ذهابا ومثلهم عودة وشاركت في التجهيز للمظاهرة أكثر من ثلاث أسابيع، وتلقيت تحذيرا بسبب ذلك من شخص مرشح للبرلمان الكندي ويدعي أنه يدافع عن حقوق الأقباط!!
ثانيا: المعارضة الوطنية تعارض من أجل الوطن وتؤيد من أجل الوطن ومن أجل الصالح العام. ونحن معارضتنا للنظام لا تقوم علي أساس خلافات شخصية بيننا وبين النظام، فليس لنا مطامع شخصية علي الإطلاق، ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي نؤيد فيها النطام الذي نعارضة ونختلف معه، لقد أيدنا مبارك ضد المظاهرات التي كانت وتطالبه بشن حربا علي إسرائيل في كل مرة تحدث مناوشات بين حماس وإسرائيل أو بين حزب الله وإسرائيل. وكنا ندعم مبارك وندعم الحفاظ علي السلام بين مصر وإسرائيل، لأن السلام في وجهة نظرنا هو خيار إستراتيجي لا مفر منه، وأن جيش مصر للدفاع عن أرض مصر وشعب مصر ولن نكرر أخطاء الماضي.
ثالثا: الداعي للمظاهرات هو شخص ولد وترغرع في البيئة الفاسدة وكون ثروته من خلال عمليات الإسناد المباشر!!!!!!. فكيف أستيقظ ضميره فجأة، و بفرض أن ضميره قد أستيقظ فجأة لماذا لا يعيد الأموال التي جمعها للشعب المصري ثم يبدأ المطالبة بمحاربة الفساد؟؟. فهو لم يكتف بسرقة أموال الشعب بل قام بتحويل ما نهبه للخارج ليستثمره في مشروعات خارج الوطن ليرتكب خطيئتين الأولي السرقة والثانية تهريب الأموال لخارج البلاد.
رابعا: ما حدث بعد ثورة يناير وثورة يونية، من إنفلات أمني وغياب الأمان والدم الذي سال، وإنهيار البورصة والاقتصاد المصري، والخراب الذي حدث لقطاع السياحة وغيرها من القطاعات الحيوية، بل أن أثيوبيا إستغلت تلك الفترة وقامت بالشروع في بناء سد النهضة الذي يهدد حياة المصريين…….. نحن لا نريد العودة لتلك الفترة مرة أخري ولا نريد أن يعود الخراب والدمار مرة أخري لذلك لم يكن لدينا خيار أخر.
رابعا: أن تغيير الأنظمة بالثورات هو مثل العملية الجراحية الخطيرة الذي يلجأ لها الفرد مرة في حياتة!!. ولو كررها قد يموت وهذا الجيل قام بثورتين وليس واحدة وفي المرتين تم سرقة الثورة، ولو قام بثورة ثالثة ستسرق وسيكون البديل شخص عسكري أخر أو جماعة الإخوان، أما التيار المدني الحالم فالتجربة أثبتت أنه بعيد جدا حتي عن القدرة علي المنافسة أو المشاركة في السلطة. ونحن لسنا علي عداوة مع الرئيس ولكن لدينا خلافات في بعض الأمور التي يمكن الوصول لحل لعل أبرزها المواطنة الكاملة والمساواة الكاملة بين جميع المصريين بغض النظر عن الدين أو الطبقة الإجتماعية، وإطلاق حرية التعبير للمصريين جميعا. والإستمرار في معارضتنا السلمية قد يحقق لنا ما نصبوا إليه دون خراب ودمار ودم.
خامسا: الذي تولي مشهد التأييد للثورة هو إعلام قطر وتركيا، وهؤلاء هم الوجه الأخر لعملة واحدة من الإعلام المصري، فكلهم كذابون مضللون ويفتقدون لأدني مستويات المهنية والضمير الإعلامي. فكيف نسير خلف هؤلاء؟؟
خامسا: الشعب المصري شعر بخوف شديد خشية نجاح الثورة المزعومة، والشعب هم أهالينا وعائلاتنا هم لحمنا ودمنا، فكيف لا نستمع إليهم ولا نشعر بما يشعرون وكيف نتخلي عنهم ساعة خوفهم، وأن كان عملنا وكتاباتنا وتضحياتنا لا تصب في مصلحتهم فلمصلحة من تصب؟؟. فنحن كرسنا حياتنا لخدمتهم وكنا وسنكون دائما السند والعون لهم وقت شدائدهم، ومن هنا كان موقفنا.
في النهاية نعم ساندنا الرئيس السيسي وساندنا النظام المصري ولو تكرر هذا الموقف ألف مرة لما تغير موقفنا ولن يتغير، وليس هذا معناه أننا جزء من النظام بل نحن جزء من المعارضة المصرية وسنظل حتي تتحقق المساواة الكاملة للمصريين وحتي تعود حرية الصحافة لما كانت عليه بعد ثورة يناير، وحتي يكون هناك نظام ديمقراطي سليم يسمح بالتداول السلمي للسلطة وفق آليات ديمقراطية وانتخابات نزيهة تتضمن إحترام رغبات المصريين. وعندما نصل لهذه النقطة سيختفي شبح الثورات للأبد كما هو معمول به فى بلدنا الثانى كندا وجميع الدول المحترمة في العالم.
التعليقات