خلافاً لما يستبعده البعض فإن ما وجهه الطباخ الروسي ضد بشار الأسد قد وجهه بإسم فلاديمير بوتين وكذلك فإنّ تهديد ووعيد هذا الذي إسمه خالد العبود والذي قيل إنه عضواً في مجلس الشعب السوري، الذي يعتبره أصحابه الذين عينوه تعيناً أنه يتجاوز البرلمان البريطاني في الإداء الديموقراطي، قد كان بإسم رئيس :"سوريا المفيدة" هذا الذي من حُسن طالعه أن الإغتيال قد إختطف شقيقه باسل بينما كان هو يعزف على "قيثاره" في أحد فنادق الدرجة الأولى الدمشقية.

وهذا يعني إنّ الأمور بين فلاديمير بوتين وبشار الأسد هي: "ما صنع الحداد" كما يُقال، وإنّ روسيا تريد نظاماً يمثل الشعب السوري كله من تبقى منه في بلده ومن أصبح مشرداً في أربع رياح الأرض وبالتأكيد فإن الرئيس السوري يعرف هذا وأن " زبانيته" يعرفونه تمام المعرفة وأنهم إذا كان ولا بدّ فإنهم لا يريدون أكثر من "سوريا المفيدة" واللون الطائفي الواحد وحقيقة أن هذا واضح ومعروف وإلاّ لما إختطف التهجير القسري نحو سبعة ملايين سوري، كما يقال، ولما إختطفت الإعدامات والإغتيالات والقتل في السجون أعداداً يقال أنها تجاوزت المليونيين على أقل تقدير!!.

وبالطبع فإن الروس الذين يخططون لإقامة دائمة في سوريا وما أقام "قاسيون" باتوا يسعون بعد تجربة سنوات ما بعد عام 2015 إلى إستعادة الجغرافيا السورية بمعظمها وهذا إنْ ليس كلها وهذا يعني أنه لا بدّ من إحالة بشار الأسد على التقاعد وتركه ومعه عائلته يتمتع بـ "ملياراته" في المنافي البعيدة والواضح هنا إن الإشتباك الكلامي بين رامي مخلوف وإبن عمته هو مجرد مسرحية هزلية مثلها مثل بعض مسرحيات "غوار الطوشه" الهزلية المضحكة جداًّ وغير المبكية!

ثم ومادام أننا في مجال الحديث عن الضحك فإن ما هو مضحكٌ أيضاً أنّ هناك من تحدثوا ويتحدثون عن "رحيل" إيرانيٍّ من سوريا ويقيناً أن بعض وسائل الإعلام والصحف التي إنخرطت في هذه "اللعبة" المكشوفة تعرف أنّ مغادرة جيش الولي الفقيه وحراس الثورة الإيرانية لـ "القطر العربي السوري"، حسب بقايا مصطلحات حزب البعث العربي الإشتراكي، يعني رحيلهم من العراق ومن اليمن..وأيضاً من ضاحية بيروت الجنوبية .. وهروب حسن نصرالله منها في ليلة شديدة الظلمة لا يلوي على شيء..وأيضاً ..أيضاً وهروب بشار الأسد قبل هؤلاء كلهم!

إنّ رحيل الإيرانيين عن سوريا كما تحدثت بعض وسائل الإعلام يعني رحيلهم ليس من العراق ومن اليمن ومن لبنان فقط، لا بل أيضاً من إيران نفسها فالأوضاع في هذا البلد، الذي تناوبت عليه عهودٌ كثيرة قبل الشاه رضا بهلوي وبعده، "على كفّ عفريت" كما يقال والمؤكد أنّ "الولي الفقيه" علي خامنئي لم يعد صاحب قرار فعليّ وأن الأمور أُخرجت من يده ووضعت في أيدي كبار جنرالات حراس الثورة الذين يقال أن الصراع بينهم قد وصل إلى ذروته وهذا بالإضافة إلى أن بلاد الخيرات هذه بات شعبها "يسف تراب الأرض" ليملاً بطونه الخاوية وبطون أطفاله الذين لا ذنب لهم.. وعلى الإطلاق!