المعركة المحتدمة في البرلمان التونسي: بين "حركة النهضة" بقيادة راشد الغنوشي الذي بعدما كانت بدايته "ناصريا" أصبح "إخوانياً" وبين عددٍ من التشكيلات العلمانية: الكتلة الديموقراطية و"قلب تونس" وإئتلاف الكرامة و"الحزب الدستوري الحر، حزب الحبيب بورقيبه" و"الإصلاح الوطني" و"تحيا تونس" و"المستقبل".

هي المعركة نفسها في الوطن العربي كله بين التشكيلات "الإخوانية" وبين القوى السياسية ذات الطابع العلماني القديمة منها والجديدة.

والمؤسف حقاً أن الحزب الدستوري الحر، حزب "المجاهد الأكبر" الحبيب بورقيبه الذي قاد معركة الإستقلال وبداية البناء ولسنوات طويلة قد "تقزم" تنظيمياًّ وأصبح تمثيله في البرلمان التونسي يقتصر على مجرد "17" مقعداً بينما يمثل حركة النهضة بقيادية "الناصري" القديم الشيخ راشد الغنوشي "54" مقعداً يقال أن سيف التشظي قد فعل فعله فيها وقد تتراجع كثيراً إذا إستمرت هذه المواجهة الساخنة في البرلمان التونسي!!.

ويقيناً أنه لم يكن أحدٌ في المرحلة البورقيبية حتى في فترة شيخوختها يتوقع أن يصبح لـ "الإسلاميين" في هذا البلد "العلماني" كل هذه القوة وكل هذا التمثيل وكان الوجود الحزبي في تونس الخضراء في عهد الحبيب بورقيبه إن في بدايته وإن في نهايته يقتصر على وجود سريٍّ رمزيٍّ لحزب البعث، وبخاصة بعدما أصبح حاكماً أولاً في سوريا ولاحقاً في العراق وفتح أبواب الجامعات للطلبة التونسيين وللطلبة العرب بصورة عامة، وللحزب الشيوعي والبعض يقول وأيضاً للناصريين الذين كان من بينهم راشد الغنوشي.

وحقيقة أن ما يجري في البرلمان التونسي في هذه الأيام هو معركة "مصيرية" وحاسمة والواضح أن راشد الغنوشي سيخسرها رغم دعم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ورغم استاد ودعم البعض له.

وهنا فإنه على باقي دول المغرب العربي أنْ تأخذ بعين الإعتبار وأن تدرك أن هذه المعركة المحتدمة في تونس وأيضاً في ليبيا هي معركتها وأنه إذا إنتصر "الإسلاميون" في هذه المواجهة المحتدمة في "الجماهيرية السابقة" وفي تونس الخضراء فإنهم قادمون إليها لا محالة وأنهم سيتعدونها إلى باقي الدول الإسلامية الإفريقية وهذا من المؤكد أنه لن يحصل طالما أن المواجهة التونسية قد إتخذت هذه الأبعاد التي إتخذتها.. وهذا ينطبق على المواجهة الليبية!