بمجرد الإعلان عن إنعقاد الإجتماع الليبي الأخير في المغرب حتى بادر رجب طيب أردوغان إلى إستدعاء فايز السراج: "مخفوراً" إلى أنقرة لإبلاغه كـ "أوامر" بضرورة إحباط المحاولة المغربية الأخيرة التي كانت سبقتها خطوة سابقة، لأنّ المعروف أنه كان بإنتظار "تفتت" ليبيا وتمزقها ليحقق إستعادة ولو شيئاً مما يعتبره أملاك العثمانيين وحيث أنه بقي يكرر أن هذه الأرض، أي الأرض الليبية، أرضاً عثمانية وهذا مع أن مصطفى كمال (أتاتورك) هو من شطب هذه الدولة وأقام مكانها دولة علمانية هي هذه الدولة التي يتلاعب بها الآن هذا الرئيس التركي الذي هناك توقعات مدعومة بالأدلة والبراهين بأن نهايته باتت قريبة!!.

كانت المملكة المغربية أول من بادر لرأب الصدع بين الأشقاء الليبيين وكان هناك لقاء: "الصخيرات" الذي حقق خطوة مهمة في هذا الإتجاه وحيث كان من الممكن أن يلتئم هذا الجرح الراعف في ذلك الوقت المبكر لو لمْ تكن هناك كل هذه التدخلات الخارجية وأسوأها تدخل رجب طيب أردوغان الذي إختار فايز السراج وكيلاً له على أساس أنه "عثماني" وإن الهدف هو إستعادة أملاك الإمبراطورية العثمانية.. وهذا كما هو معروف معلن ولا يزال الرئيس التركي (العثماني) يكرره وبخاصة بعدما أشعل نيران أزمة شرقي البحر الأبيض المتوسط.

وهكذا فإنه يجب أن يأخذ الأشقاء "الليبيون" في إعتبارهم وبالطبع ومعهم العرب المعنيون أنه كان بالإمكان "رتق" هذا التمزق منذ البدايات لو لم تكن هناك كل هذه التدخلات الخارجية المتعددة وأسوأها التدخل التركي، تدخل رجب طيب أردوغان، الذي خلافاً لحركة التاريخ بقي يحاول إنعاش تطلعات "عثمانية" بائدة لا يمكن إنعاشها بعد كل هذه السنوات الطويلة وبعدما مضى على زوالها أكثر من مائة عام وأصبحت، أي هذه التطلعات، ترقد في قبر دارس لا يعرف حتى رئيس تركيا أين مكانه بين قبور دارسة كثيرة.

لقد كان على فايز السراج لو أنه رجل دولة بالفعل ولو أن دماءه ليبيه وعربية وليست لا عثمانية ولا تركية أنْ لا يذهب إلى رجب طيب أردوغان مهرولاً عندما إستدعاه بأوامر "إمبراطورية" وأن يعلن من طرابلس الليبية إنه مع مساعي الخير التي بذلتها وتبذلها المملكة المغربية، أعزها الله، وإنه لا بد من أن يلتئم هذا الجرح الراعف وإنه على الليبيين أنْ يضعوا حداًّ لتمزقاتهم وأن خيرات بلدهم يجب أن تكون لهم وأنه عليهم كلهم أن يدركوا أن أيدي السوء التي تمتد إلى بلدهم من الخارج يجب قطعها وأنّ كل الذين يشكلون إمتدادت خارجية في ليبيا يجب ليس قطع أيديهم وفقط لا بل وقطع رؤوسهم أيضاً!!.

ثم وحتى تنجح كل هذه المحاولات الخيرة وحتى تعود ليبيا إلى وحدتها وتماسك شعبها ووحدته فإنه يجب "إغلاق" الأبواب التي فتحها أردوغان و"أشكاله" ويجب أن يطرد المتدخلون من الخارج وعملاؤهم ويجب إنجاح مساعي الخير التي تبذلها المملكة المغربية وتبذلها دول شقيقة أخرى.. وهنا وبصراحة فإنه يجب تضميد الجروح كلها ويجب إغلاق الأبواب في وجوه المتسللين من الخارج ويجب أن يكون هذا البلد وبكل خيراته لأبنائه وأن لا يكون لا عثمانياً ولا تركياَّ.. بل دولة عربية تأخذ المكان الطليعي الذي تستحقه ويستحقه شعبها العظيم الذي أنجب بطل العرب التاريخي عمر المختار أمطر الله تربته الطاهرة بشآبيب رحمته.