في ذكرى اليوم الوطني التسعين لمملكتنا الحبيبة، لا بد وأن نستذكر تلك البطولات العظيمة التي قام على إثرها كيان الدولة السعودية الثالثة كواحدة من أهم الكيانات التي ساهمت ولا تزال في نمو العالم الاقتصادي واستقراره السياسي وسلمه المجتمعي والإنساني. لقد كتب الله على يد موحد المملكة وقائد نهضتها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أن يلتئم شتات أبنائها بعد فرقة، وأن يتوحد دافعها وإيمانها ومكتسباتها نحو مستقبل واحد ومصير مشترك يقوده هذا المؤسس العظيم الذي وضع جميع لبنات هذا الوطن الغالي على أساس متين عنوانه الكفاح والمستقبل. وخلال قيام هذه الدولة المباركة، فقد شارك جميع أبنائها المخلصين في رسم هذا الكفاح بوقوفهم صفا واحد إلى جانب وطنهم الجديد وقيادتهم العظيمة ضد كل ما يحاول إعاقتهم عن مواصلة بناء مستقبلهم المشرق، فباتت المملكة دولة حديثة فتيّة ترسم لأجيال أبنائها لوحة من الصمود والقدوة والمحبة، والتي ما كان من أبنائها اللاحقين، إلا أن واصلوا دفع عجلة هذا الوطن إلى الأمام، بقيادة ملوك تعاقبوا على خدمة شعوبهم ووطنهم حتى بات هذا الوطن ضمن أكثر عشرين دولة في العالم تأثيرا في مجال الاقتصاد والسياسة.
واليوم ونحن بقيادة الملك سلمان أيده الله وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، فإن الوطن يسارع تقدمه نحو استثمار مقدراته الكامنة والاستفادة من موارده البشرية بشكل يضمن إبحارنا بسفينة آمنة في عباب بحر مضطرب يشكله عالم اليوم.
وختاما فإن الوطن قاموس عظيم يجمع بين جنباته ما يختلج في نفوس أبنائه من حب وعواطف وطموح وهموم، ويسطر في أوراقه ما يقوم به كل أبنائه من كفاح وبناء وعلم وإنتاج. إنه تلك السماء الشاهقة التي تطل علينا بغيومها ورعودها وصحوها وشتائها، إنه السماء التي لا نعيف رؤيتها ولا نحيا بدونها. إنه الأرض التي سطرت ملاحم آبائنا وأجدادنا، وعهدوا إلينا حبها وحب قادتها ووجوب الدفاع عنها. إنه رجال أمننا البواسل الذين يحمون ثغراتنا ويصدون أعدائنا، إنه الطبيب والمعلم والموظف، إنه الشيخ والشباب والطفل، إنه الغني والفقير، إنه كل شيء، فلنهنأ بنعمة هذا الوطن والحمد لله.
كاتب سعودي
الولايات المتحدة
التعليقات