المفترض ألاّ يفرح العرب العاربة منهم والمستعربة، بمقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده لو أنّ هذه الـ "إيران" إن في عهد روح الله الخميني الذي إستضافه العراقيون لسنوات طويلة وإنْ في عهد علي خامنئي لم تناصبهم العداء وتتدخل في شؤونهم تدخلاً سافراً ولو أنّ التاريخ البعيد جداًّ لم "يقل" لنا أن وزير الخليفة العباسي المستعصم الذي كان معروفاً بـ "إبن العلقمي" قد تآمر مع المغولي هولاكو وخان ورتب معه مقتل الخليفة العباسي" المستعصم" وإسقاط الخلافة العباسية لحساب المغول الذين دمروا البلاد وأفْنوا العباد.. وهذا هو ما أوردته كتب التاريخ والله أعلم!!.

والمعروف أنه لم يرتح العرب، إنْ ليس كلهم فبمعظمهم، لطرد الخميني من العراق وحيث إنتهى به المطاف لاجئاً سياسياًّ في نوفل لوشاتو في ضواحي باريس وإلى أنْ عاد إلى طهران في فبراير عام 1979 وكان ياسر عرفات (أبوعمار) رحمه الله أول الواصلين إلى طهران ومعه وفد فلسطيني كبير من بين أعضائه الرئيس الفلسطيني (الحالي) محمود عباس (أبومازن) وحقيقة إن القادة العرب ان ليس كلهم فمعظمهم أيدوا تلك الزيارة وعلى أساس فتح صفحة جديدة مع هذه الدولة الإسلامية (الشقيقة) بعد التخلص من الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي الذي كان مثله مثل والده لديه أطماع كثيرة بالتمدد في المنطقة العربية وبخاصة في بلاد الرافدين وفي بعض الدول الخليجية وحيث كانت إيران في عهده قد إحتلت الجزر الإماراتية الثلاث: "طنب الكبرى وطنب الصغرى.. وأبوموسى" التي هي لا تزال محتلة حتى الآن.

وهنا فإنّ ما أريد قوله هو أن المستهدف بـ "نووي" إيران هذا هو العرب البعيدون منهم والقريبون وهذا قد ثبت وبالأدلة القاطعة وقبل حرب الثمانية أعوام العراقية – الإيرانية وبعدها وإلاّ ما معنى أنْ يتدخل الإيرانيون كل هذا التدخل السافر العسكري والسياسي و"الطائفي" وللأسف في أربع دول عربية هي: "العراق وسوريا ولبنان.. وأيضاً اليمن" وما معنى أن تسعى دولة الولي الفقيه، الذي هو الآن علي خامنئي الذي هو كما يدعي من: "آل البيت" ومن أصولٍ عربية، إلى تمزيق الوطن العربي وعلى أسس مذهبية وأن تكون هناك دولة حسن نصرالله التي باتت تتحكم بلبنان بكل مكوناته الطائفية ودولة ما بقي من حكم عائلة الأسد (العلوية) في سوريا ثم وقبل هذا وذاك ما هو قائم في بلاد الرافدين، التي هي أم العرب والعروبة، وما هو قائم من "حوثيي" اليمن الذي كان يوصف بأنه "سعيداً" وأصبح بكل هذه الأوضاع المزرية..حقاًّ وحقيقة!!.

ويقيناً لو أنّ إيران هي ليست هذه الدولة المذهبية والطائفية التي بادرت إلى إنجاز هذا المشروع النووي ليس لـ "تقصم" ظهر العدو الصهيوني و"تقطع" دابر الولايات المتحدة بل لإستكمال ما كان فعله "العلقمي" قبل كل هذه السنوات الطويلة الذي كان قد خان الأمانة وسلمّ دولة الخلافة العباسية تسليماً إلى هولاكو المغولي الذي كان قد تركها خاوية على عروشها وتم إلحاقها بعد سنوات طويلة بالإمبراطورية العثمانية التي كانت قد جثمت على صدور أبناء الأمة لسنوات طويلة.

وهكذا فإنّ المؤكد أن "نووي" إيران، الذي أغلب الظن أن الإسرائيليين هم من تخلصوا منه بدعمٍ وإسنادٍ من أميركا دونالد ترمب.. خوفاً من متغيرات إيرانية مفاجئة إنْ على المدى القريب وإن على المدى البعيد، كان ولا يزال هدفه عربياًّ ومن أجل أن تفرض هذه الدولة الإيرانية "مذهبيتها" و"فارسيتها" على هذه المنطقة وحتى وإن إقتضى الأمر أن يتحول علي خامنئي إلى "علقميٍّ" جديد ويقفز من فوق إدعاءاته كلها بأنه من آل البيت.. وذلك في حين أن "البيت" بتاريخه الناصع بريءٌ منه ومن حسن روحاني.. وأيضاً من الآية "العظمى"، كما يقال، روح الله الخميني!!.