قبل أيامٍ قليلة أطلق وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف "الزريف جداًّ" تصريحاً غريباً عجيباً ربما أنه: أضحك علي خامنئي نفسه، قال فيه إنّ إسرائيل تخطّط لهجمات في العراق ضد القوات الأميركية لإشعال حربٍ في المنطقة ووضع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمام مأزق "مزيف"، وخلافاً لهذا فإنّ مستشار المرشد الأعلى يحيى رحيم صفوي قد قال، ربما رداًّ على زميله هذا، أنّ بلاده تأمل ألاّ يحدث شيئٌ في هذه المنطقة حتى يرحل رئيس أميركا هذا عن السلطة وحيث أنّ أيامه في البيت الأبيض باتت معدودات وقليلة.

وبالطبع فإنّ من سمعوا هذا الذي قاله "مهندس" السياسات الإيرانية قد ضحكوا حتى "تمزقت" صدورهم و"آباطهم" وأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكلف نفسه بالرد على هذا العبقري الذي من المفترض أنه صانع خطط وسياسات دولة دأبت منذ عام 1979 على توتير أوضاع دول هذه المنطقة، وأنها قد دفعت العراق من خلال تهديداتها وتحرشاتها إلى حرب الثمانية أعوام المكلفة وحيث أنّ روح الله الخميني قد قال في تصريح مدوٍ أنه قد تجرّع الموافقة على وقف إطلاق النار كتجرع السم الزعاف.

والمهم، وبغضِّ النظر عن تصريح وزير خارجيتها هذا المشار إليه آنفاً الذي: أضحك الإسرائيليين والأميركيين والإيرانيين أيضاً، فإنّ إيران مستمرة في اللعب "بنيران" هذه المنطقة وكأنها تريد إشعال فتيل حرب جديدة إنْ هي إشتعلت فإنها ستكون وبالتأكيد أكثر وبالاً على دولة الولي الفقيه من حرب الثمانية أعوام المكلفة التي وصف الخميني إضطراره لتجرع وقفها كتجرع السم الزعاف.
وهنا فإنّ دافع حجز السفينة الكورية الجنوبية، وبالطبع من قبل إيران التي يدلُّ تصريح وزير خارجيتها "الزريف جداًّ" الآنف الذكر على أنها تعيش وضعية إرتباك شديد ووضعية إفلاس مالي وإقتصادي قاتلة، وهكذا فإنها قد دأبت على كل هذا التخبط وأنها لجأت إلى "إختطاف" السفينة الكورية الجنوبية لإجبار "سيئول" على دفع أموالها التي تقدر بـ "تسعة مليارات دولار" والتي كانت قد قامت بتهريبها إلى هذه الدولة البعيدة جداّ عن هذه المنطقة خوفاً من أنْ تصادرها الولايات المتحدة وأيضاً وغير الولايات المتحدة، وحقيقةً أنه ما كان على طهران، حتى تسترد وتستعيد أموالها، أنْ تلجأ إلى هذه الأساليب المكلفة وأنه كان عليها أنْ تأخذ بما قاله محافظ بنكها المركزي عبدالناصر همتي أي أنْ تلجأ إلى الأمور القانونية لإستعادة أموالها التي هي، كما يقال، ثمن مبيعاتها النفطية والمجمدة في البنوك الكورية الجنوبية.

ويبدو، لا بل المؤكد، إنّ سبب توتر الأعصاب هذا الذي بات يتحكم بأصحاب القرار في دولة الولي الفقيه هو أنّ كوريا الجنوبية لأنها غدت ملتزمة بالقرارات الدولية ضد إيران قد أوقفت إستيراد النفط الإيراني وإعادة تسويقه وأنها جمدت أيضاً الأموال الإيرانية الناجمة عن بيع هذا النفط في البنوك الكورية إمتثالاً للقرارات الأميركية.. ويقيناً أنّ هذا هو ما جعل طهران تعيش حالة الإرتباك التي تعيشها والتي جعلت "ظريفها" هذا يقول كلاماً غير معقول ويقترح أن تبادر إسرائيل، التي تعتبر إحدى الولايات الأميركية، إلى توجيه ضربة للقوات الأميركية في العراق لتخلط الأوراق في هذه المنطقة لحساب الدولة الإيرانية.