يشكِّل هذا الكتاب رحلة تاريخية في معتقدات سكان “الجزيرة” و “حوض الفرات” منذ فجر السلالات السومرية، من خلال تتبع الجماعة الحرَّانية، لقراءة معتقداتها وأصولها، وسط احتشاد من الجماعات والأعراق والعقائد في بلاد “بين النهرين”. إذ إنه يبحث في أصول العشائر الزراعية في منطقة “الجزيرة” و “حوض الفرات” و “وادي البليخ” وهي مسألة شائكة تعاني غياب الأبحاث الأنثربولوجية والاجتماعية، وكذلك غياب المصادر والوثائق المدونة حول هذه العشائر لفترة طويلة رافقت تشكُّلها الحديث، لأنها عاشت في منطقة تعاني الأمية، بعد غزو المغول والتتار المنطقة وما ألحقوه بها من خراب. ولأن أصول الجماعات التي تناولها البحث وعقائدها تعود إلى مدينة “حران”، فقد واجهنا مبحث العقائد الحرانيَّة الشائك، الذي يشكِّل أحد المباحث الرئيسية في العقائد والأديان. إضافة إلى ذلك، فإن تأصيل هذه العقائد وتتبع مسارها والعودة إلى جذورها في حضارة “بين النهرين” الأولى، أي الحضارة السومرية، جعلتنا في مواجهة ثلاث قضايا شائكة تعاني شُحَّ المعلومات الموثوقة والقاطعة، فأغلب ما كُتب في هذه القضايا، والجماعات التي تشكل متن هذه القضايا، جاء نقلًا عن جماعات أخرى.
عرضنا في هذا البحث، أولًا، وبشكل موجز، تاريخَ المكان الذي استوطنته العشائر الزراعية، قيدَ البحث، في “الجزيرة” و “حوض الفرات”؛ فاستعرضنا تاريخ الرّقة، الرّها، نصيبين وحرّان. إضافة إلى تتبع مكثف لسرديات الأصول والمعتقدات لعموم سكان المنطقة. سلَّطنا الضوء على بعض المحطات التاريخية، كدخول المسيحية إلى المنطقة عبر مملكة “الرّها” تحت حكم سلالة’ أبجر‘ العربية، التي حكمت منذ منتصف القرن الثاني قبل الميلاد على وجه التقريب، حتى منتصف القرن الثالث الميلادي، والتي أسست أول "دولة" مسيحية في العالم. كما توقفنا عند فترة دخول الإسلام للمنطقة، وتوقف عرضنا التاريخي الرئيسي المجرد عند الغزو المغولي الذي أفضى إلى موت هذه المنطقة حضاريًّا. حيث ترك غزو المغول والتتار آثارًا لا تُمحى على المنطقة، ماثلةً في خرائب “حرَّان” التي هجَّر’ هولاكو‘ أهلَها ودمَّر معبدَها وعمرانها، بينما كانت قبل ذلك عاصمة لعدد من الإمبراطوريات، حيث يمكن أن يطلق على “حرَّان” عاصمة الإمبراطوريات الآفلة، فقد اتخذها آخر ملوك البابليين والآشوريين والأمويين عاصمة لهم قبل زوال ممالكهم، إضافة لأنها كانت عاصمة لعدد من الممالك التي تشكلت في المنطقة.
توقفنا عند “حرَّان”، المدينة التي كانت، ليس فقط، ملتقى القوافل بين الممالك القديمة، وملتقى المدارس والنزاعات الفكرية والدينية عبر التاريخ، بل أيضًا، ملتقى الأعراق والإثنيات والجماعات. لكن غزو’ هولاكو‘ في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي لم ينتج عنه اختفاء “حرَّان” المدينة وحدها من الوجود بل اختفى الحرَّانيون الفلاحون “النَّبَط” أيضًا! وهم جماعة بشرية معروفة، بل مشهورة في التاريخ، انقطع ذكرهم بعد هذا الغزو! ظهرت بدلًا منهم عشائر زراعية عُرِّفتْ بـ”الشَّوَايا”، تنتشر في المناطق التاريخية التي هاجر إليها، وسكنها الحرانيون النبط، تشتغل بالفلاحة، وما تزال تحمل شيئًا من الإرث الحرَّاني، تتبعناه في إرثها الشفهي. لذلك وبعد استعراض موجز للمكان وسكانه، توقفنا طويلًا عند العقائد الحرانية واشتباكها مع الأديان التي عاصرتها منذ بدء الحضارة والعمران في سومر وبلاد بين النهرين. استعرضنا بعد ذلك الروايات المدونة والشفهية الخاصة بتاريخ تحالف عشائر ’البوشعبان‘ وعشيرة ’المجادمة‘، التي تنتسب إلى قبيلة ’زبيد‘ اليمانية القحطانية، وتشكل مجتمع هذا البحث. يعرض الكتاب الدلائل والشواهد اللغوية والتاريخية، التي تؤكد أن أصول هذه العشائر تعود إلى الحرانيين وليس ’زبيد‘، وأن ما جرى هو تبديل انتسابٍ من الأصل الحرَّاني “النَّبَطي” إلى الأصل العربي، خصوصًا أن محيطهم المباشر غلب عليه العرب الذين كانوا موجودين في المنطقة قبل الإسلام.
لدراسة علاقة العشائر الزراعية بالجماعة الحرَّانية، كان علينا أن نتوقف عند الحرَّانيين: أصولهم وعقائدهم، وقضية “عقائد الحرانيين” هي من أكثر القضايا إثارة للجدل في الدراسات الدينية الشرقية، ومن أعقد القضايا في اللاهوت اليهودي-المسيحي، والإسلامي. هذه القضية التي تكرَّست مع انتشار المسيحية في الجزيرة، وصارت شائكة مع دخول الإسلام، وما زال الجدل قائمًا حولها حتى اليوم، فيما إذا كانوا ’صابئة‘ أو ’أحنافًا‘‘ أو ’وثنيين‘، أو ديانات أخرى، وبالتالي توقَّف الكِتاب عند المفاهيم والعقائد والجماعات التالية: الصابئة، المندائيين، الأحناف، الوثنية، الإله “سين”: الإله القمر الحرَّاني، وأصوله السومرية. حيث يوضح الكتاب تفصيلاً ديانة الإله “سين،” التي كان الحرّانيون من أتباعها وبحثنا في علاقة المعتقدات الحرانية مع المعتقدات التي مر ذكرها. إضافة إلى ذلك قارب الكِتاب منشأ الحرانيين الجغرافي-الحضاري. اعتمدنا في ذلك، على المراجع العربية التأسيسية المدوَّنة بما فيها القرآن، وكذلك الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، وبنسخه العربية والإنكليزية والعبرية واليونانية والسريانية إضافة إلى كتب الديانات الأخرى والدراسات الأكاديمية المعاصرة.
وفي إطار سعينا إلى تقديم تفسير لصراع الأديان الناشئة مع الحرَّانيين وعقائدهم، وقراءة تأثيره في مصير الجماعة الحرَّانية، توقفنا عند حياة ’إبراهيم‘ الأب الرفيع المكرم، الشخصية المحورية في الديانات الإبراهيمية: اليهودية والمسيحية والإسلام، وناقشنا طبيعة العقيدة التي تحوَّل عنها، وتلك التي تحوَّل إليها. وعلاقته بالأحناف الحرَّانيين وديانة الإله “سين”، بعد نَفيه إلى “حرَّان”. توقفنا أيضًا، عند رسالة ’بولس الرسول‘ الثانية إلى أهل ثيسالونيكي، مقدمين تأويلًا لتعبير "The man of sin" الوارد في الرسالة، والذي تُرجم من اليونانية إلى اللغات الأخرى، وتُرجم إلى العربية بمعنًى متواتر في عموم الأناجيل بـ"رجل الخطيئة". ربطنا، في سياق تاريخي، بين مضمون تلك الرسالة وتصاعد العداء اللاهوتي المسيحي للحرانيين، أتباع الإله “سين”، ذو الأصل السومري. حيث كانت “حرَّان” مركزه الأساسي، بعد اندثار “أُور” السومرية، وانتشار أتباعه في رقعة واسعة من المنطقة التي بدأ ينتشر فيها التبشير المسيحي، وهو ما جعل المبشرين المسيحيين الأوائل يخوضون صراعًا دينيًّا مع الجماعة الحرانية، تطور مع الزمن؛ حيث مثَّلت “حران” آخر قلاع التعددية الدينية في العالم وآخر المؤمنين بالإله “سين”، واستمرت العقائد الحرانيَّة في ظل الحقبة الإسلامية حتى هدم ’هولاكو‘ معبده في “حرّان” وشرد أهلها في بداية النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي.
بعكس الترتيب الذي أملته الضرورات المنهجية على هذا البحث، كان منطلقنا في البداية البحث عن أصل نعت “شَوايا” الذي يطلق على العشائر الزراعية في “الجزيرة” و “حوض الفرات” و”وادي البليخ”، بشكل دقيق ومنهجي يتقصى كل المصادر التاريخية الممكنة، والبحث في أصل حمولتها التحقيرية الشائعة، لأن كل التفسيرات الرائجة ظنيَّة وغير مقنعة. قادتنا المكتشفات اللغوية التي وجدناها في القواميس العربية والسريانية، إلى البحث في أصل هذه العشائر فيما هو أبعد من الحقبة الإسلامية، التي شاع بين المؤرخين، أنها قَدِمتْ إلى المنطقة أثناءها. وذلك قادنا إلى البحث في ديانات المنطقة عبر التاريخ بشكل مكثف، والعودة إلى جذورها الأساسية، لاتصال الاستيطان البشري فيها، واتصال العقائد والثقافات، في المنطقة التي شكَّلت المحور الأساسي لصياغة تراث البشرية القديم على الأقل. إذن، فالبحث في النهاية يجد نفسه أيضًا شديد الارتباط بـ”القضية السومرية”، التي ما تزال تشغل الباحثين حول العالم وتتعلق بمصير السومريين بناة أهم حضارة بشرية من أين جاؤوا وأين ذهبوا، وهل بقي منهم أحد؟
إن هذا الكتاب يبني نظرية حول أصول الجماعة قيد البحث، والتي هي جزء من العشائر الزبيدية التي تستوطن بشكل أساسي “الجزيرة” و “حوض الفرات”، تقول بأن أصل هذه الجماعة البشرية لا يعود إلى قبيلة ’زبيد‘ العربية القحطانية اليمنية، بل إلى الجماعة الحرَّانية التي عاشت حياتها في “حرَّان” قبل تشريدها الأخير، الذي تلا غزو ’هولاكو‘. حيث بدأ منه ما يمكن أن نطلق عليه زمن “تيه هولاكو” الذي استمر قرونًا، حتى استقرت هذه الجماعة على شكل عشائر زراعية في مناطقها الحالية المجاورة لمنطقتها الأصلية. تقوم هذه النظرية على البراهين والأدلة التي قدمناها حول انتساب العشائر الزراعية إلى الجماعة الحرانية التي تنتسب بدورها إلى السومريين وهم جماعات غير ساميَّة. فقد توصلنا عبر الأدلة المتناثرة في الكتب والمراجع واللُّقى الآثارية إلى كشف جديد، يقول بعودة أصول الجماعة الحرَّانية إلى السومريين. وهذا الكشف يجعلنا نأمل في أن يتم متابعة الحفر في التاريخ السومري وتاريخ الجماعات البشرية التي تلت تلك الحقبة، وهو ما يستلزم أدوات أخرى، منها: معرفة اللغات القديمة.
ندرك صعوبة المنطقة التي يخوض البحث فيها، بما تختزن من تراكمات تاريخية، فبحث في الأصول والعقائد والأديان لا يزال إشكاليًّا في منطقتنا، ويحتوي على ألغام كامنة قد تنفجر تحت أي باحث يتقصَّى الحقائق، ذلك أن منطقة بلاد النهرين متشابكة منذ القدم، ونزعم أن سكان هذه المنطقة كانوا دائمًا بتركيبتهم الحالية، مع بعض النُّزوحات، وهذا ما يجعل بحثًا في السياق الاجتماعي والعقائدي، مسألة مركبة وشائكة، خصوصًا حين يقدم معلومات غير متداوَلة ويصل إلى نتائج قد تبدو صادمة. إضافة إلى أن ارتباط هويتنا الشخصية كباحثينِ بالجماعة قيد البحث، قد يفضي إلى قراءات تأويليَّة مختلفة، لكن ذلك ألقى علينا مهمة أكثر تعقيدًا ومسؤولية أخلاقية مركبة، فلم نكتفِ بالمعايير التقليدية المهنية للبحث والوفاء بشروطها، بل فحصنا ودققنا المصادر والمراجع والسرديات عن تاريخ المنطقة وعقائدها، وعدنا إلى جذور اللغات القديمة المتعاقبة والمتجاورة، وجمعنا الشظايا المتناثرة في كتب التاريخ وسجلاته والمرويات ونمط العيش، لتشكيل صورة واقعية قدر الإمكان عن العشائر الزراعية قيد البحث. ما قدمناه هو نظرية تتبنى المناهج العلمية، تستند إلى معرفة المنطقة ولغاتها وسياقها التاريخي والديني والمعيشي، وتنطلق من فحص واقع هذه المنطقة التي عاشت فيها هذه المكونات العشائرية تاريخيًّا، ونؤكد أننا بذلنا ما نستطيع بمنتهى الحياد لتقديم هذه النظرية عن أصل ومعتقدات الجماعة قيد البحث.
ونضيف توضيحًا، أننا لم نكن نتبنى أية نظرية أو حتى فرضية حول أصل هذه الجماعة البشرية لنحاول إثباتها، لكننا بدلًا من ذلك فحصنا كل النظريات المتناثرة وتتبعنا كل السرديات التاريخية عن أصول السكان في المنطقة وهذا تطلب العمل المتواصل شبه اليومي لثلاثة أعوام. إضافة إلى أن الوصول إلى بعض المصادر بلغاتها المتعددة والعمل عليها يتطلب فريقًا بحثيًّا لا أفرادًا.
إن عرضنا للمصادر التاريخية حول أصول العشائر الزراعية وعقائدها لا نقصد منه إلى أي تلميح للحطِّ من أصولها أو قيمتها أو قيمها، بل إننا نرى أنفسنا جزءًا منها بقيمها المستقرة، التي تتمحور حول قيم الخير والصلاح، كقيم كل الجماعات البشرية المسالمة والساعية إلى الاستقرار. كما أن عرضنا تسلسلَ اعتقادات العشائر الحرانية الروحية والدينية، لا يعني أبدًا السعي إلى التقليل من معتقداتهم الحالية، ونؤكد أننا وبغض النظر عن معتقداتنا الشخصية نحترم كافة العقائد التي يؤمن بها سكان المنطقة وتقاليدهم وإثنياتهم، وقد حاولنا عرض أهم الروايات الشائكة في التراث الديني للمنطقة وسكانها بحذر ورويَّة، دون تجنب الحقائق، والوثائق والوقائع التاريخية. وخلال بحثنا في المصادر والمراجع وضعنا قناعاتنا الفكرية جانبًا، ونظرنا بحياد إلى سرديات كل المعتقدات الدينية عن نفسها، ولم نأخذ من مصادر معادية لها، وهو ما يعزز المصداقية والموثوقية حول المعلومات التي وفرناها. ونظراً إلى أن العمل قام به مؤلِّفان؛ فإننا راجعنا ودققنا مصادر ومراجع كل طرف للتأكد من عدم الإغفال والتزام المعايير البحثية.
وفي منطقة مليئة بالتحيزات والتصورات المسبقة، وبمنتهى الوضوح، نؤكد أننا لا نسعى إلى التقليل من شأن ثقافتهم العربية، أو خلق نزعة انشقاقية عن الثقافة العربية، التي كانت هذه العشائر على الدوام جزءًا أصيلًا منها رافقت نشوءها وساهمت في خلقها. وهي ثقافة غنية، لشعوبٍ احتضنت مسيرة التطور البشري لفترة طويلة من التاريخ. وبالقدر ذاته لا نسعى إلى التقليل من الثقافة الآرامية السريانية الغنية والمتنوعة، حيث كانت الآرامية لغة المعرفة لفترة طويلة من التاريخ وخلفتها لهجتها السريانية.
أخيرًا، نريد للقارئ قبل الدخول إلى النص أن يعرف بعض الملاحظات التقنية عن النص. بدايةً هناك بعض المعلومات التي قدمها باحثون قبلنا في المسألة الحرانية، من المصادر العربية الإسلامية، وقد نوَّهنا إلى ذلك دائمًا بالرغم من عودتنا إلى المصادر التي نقلوا منها وتوسعنا في بعض النقاط. كما نشير إلى أن بعض الباحثين أخضعوا بعض السرديات التاريخية والعقائد المنسوبة إلى الحرانيين للفحص النقدي وتوصلوا إلى نتائج مشابهة أو مطابقة للنتائج التي وصلنا إليها في بعض الجزئيات، فعرضنا آراءهم والمصادر الأصلية كما أوردوها، وأضفنا أحيانًا بعض المعلومات الناقصة أو المهملة من المصدر الأصلي، والتي لا تشكل نقاط اختلاف، وقد أضفنا بعض الهوامش التوضيحية في حال كانت الإضافة والإشارة إلى المصدر الإضافي، الذي أضفناه إلى رواية هذا الباحث أو ذاك ذات أهمية. كما أن بعض الترجمات ذات الصلة بالعقائد الحرَّانية قارناها مع النص الأصلي ونوَّهنا إلى الفروقات ودلالات ذلك. وفي هذا السياق فإن الترجمة من اللغة الإنكليزية إلى العربية للمصادر والمراجع الإنكليزية قام بها بشكل شبه تام، الكاتب خلف علي الخلف، وبالتالي هو وحده المسؤول عن أي عيب أو خلل قد يعتريان الترجمة لأي سببٍ، عدا ما يشار إليه بغير ذلك في الهوامش.
كما نود أن نذكِّر القارئ أننا اعتمدنا قالب جامعة ’هارفارد‘ للفهرسة، الذي يذكر اسم المؤلف، والمرجع، داخل النص، ويشير إلى سنة الإصدار ثم رقم الصفحة، ومن خلال ذلك يمكن التثبت من المراجع المدرجة في نهاية الكتاب التي تعتمد كنية الكاتب وتاريخ النشر والعنوان وجهة النشر ومكانها. ونود أن نشير إلى أننا تغاضينا في بعض الأحيان عن ذكر أرقام الصفحات عند النقل من بعض المصادر التدوينية العربية الشهيرة المتعلقة بالبحث، ذلك لأننا استخدمنا طبعات متعددة وكذلك استخدم الباحثون طبعات مختلفة، على أن ذلك يقتصر على المراجع الشهيرة والمتداولة، واعتمدنا بدلًا من ذلك على ذكر الكتاب والفصل أو الباب، ليستطيع القارئ مراجعة المعلومات وفق أي طبعة بين يديه. في بعض الأحيان، وعندما يكون استخدام المرجع للتأكيد او الإشارة أو التوسع، أي عندما لا يكون المرجع أساسياً في الفقرة، وضعنا الإشارة المرجعية في هامش الصفحة مستخدمين قالب هارفارد. كذلك في بعض المراجع الأجنبية، التي وجدنا أن ازدحامها داخل المتن قد يربك القارئ الذي لا يجيد سوى العربية، والتي أشرنا إليها دائما بلغتها إلا في بعض السياقات الضرورية. نذكر أن بعض الهوامش مخالفة لطريقة الفهرسة التي اتبعناها لأننا نقلناها عن المصدر وتركنا الهامش كما هو، مع إضافة المصدر إلى المراجع بطريقة فهرستنا. نشير إلى أننا وضعنا جميع أسماء الأماكن بين قابستين “مزدوجتين”، وأسماء الأعلام بما في ذلك المؤلفين؛ ولبعض التسميات التي تطلق على جماعة بشرية، بين قابستين ’مفردتين‘، وذلك منعاً لأي تداخل والتباس في المعنى أو الأسماء، وكتبنا الأسماء التاريخية غير العربية باللغة الإنكليزية وبعض اللغات الأخرى لتسهيل البحث والمراجعة في المصادر وذلك لاختلاف كتابة بعض الأسماء بالعربية.
نأمل أن يشق جهدُنا، وما أنجزناه من محتوًى، طريقًا في البحث الجدي في تراث المنطقة الغنية، ينطلق من السكان، ونأمل أن يحمل ما قدمناه محتوًى معرفيًّا ذا فائدة لأبناء هذه المنطقة في المقام الأول، والمتصلين بهم، والباحثين والقراء، إذ نؤمن أن المعرفة هي الغنى الحقيقي الذي ميز الإنسان عبر التاريخ.
الكتاب: الحرّانيون السومريون: في أصول ومعتقدات العشائر الزراعية في الجزيرة والفرات
المؤلفان: خلف علي الخلف | قصي مسلط الهويدي