على مدى ثلاثة أيام، ابتداءً من يوم السبت الماضي 23 أكتوبر إلى يوم الاثنين 25 من ذات الشهر تستضيف الرياض فعاليات منتدى مبادرة (السعودية الخضراء) و (الشرق الأوسط الأخضر) التي أعلنها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ودُعي إليها العديد من رؤساء الدول والوزراء وقادة الشركات العالمية، لبحث هاجس حيوي يتصل بموضوع البيئة وإنتاج غاز الهيدرجين عبر استهداف مستقبلي يؤهل المملكة العربية السعودية لأن تصبح أكبر منتج لهذا الغاز من خلال زرع 50 مليار شجرة في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط.

وتأتي تلك المبادرة العالمية الفريدة من نوعها في إطار رغبة المملكة السعودية على خلق تأثير عالمي ودائم، حيال ظاهرة التغير المناخي وحماية الأرض والطبيعة، حيث أصبحت هذه الظاهرة هي هاجس مستقبل العالم الذي يهدد الحياة على الأرض بفعل أنظمة الصناعة المدمرة للبيئة، ولهذا تتطلع المملكة العربية السعودية للإسهام بشكل قوي وفاعل فيما يسهل تخفيف عجلة الأزمات المرتبطة بالمناخ إقليمياً ودولياً.

إن هذا القرار الاستراتيجي الذي يقود إلى استشراف آفاق مستقبل أخضر ويستبق دول المنطقة في ظاهرة الاستثمار الطبيعي يضع المملكة العربية السعودية كرائدة للمشاريع المستقبلية، لاسيما في ظل خطط التنمية العملاقة في مجال الاستثمار المستقبلي الذي يجسدها مشروع مدينة نيوم الذي يعتبر قمة تلك المشروعات.

إن ظاهرة الانبعاث الحراري وردود فعلها المدمرة على تغير المناخ عالمياً أصبحت اليوم هي موضوع الحاضر والمستقبل، لأن آثارها الكارثية بدأت واضحة في المتغيرات البيئية الخطيرة التي تنعكس في حرائق الغابات، والفيضانات والتيارات البحرية وذوبان الثلوج في القطبين الشمالي والجنوبي، لهذا فإن الاستشراف الرائد لسمو ولي العهد الأمير محمد ابن سلمان في الاهتمام بهذا المشروع العالمي يعتبر استشرافاً متقدماً في قائمة الاهتمامات المستقبلية للمملكة العربية السعودية.

وباستهداف المملكة العربية السعودية زرع 50 مليار شجرة في المملكة والشرق الأوسط (10 مليار شجرة في المملكة و40 مليار شجرة في الشرق الأوسط) بما يساوي 5% من الهدف العالمي في مكافحة التغير المناخي ويحقق تخفيضاً بنسبة 25% من معدلات الكربون العالمية، تكون المملكة العربية السعودية قد استجابات بأسلوب حضاري للتحديات البيئية وساهمت مساهمةً رائدةً في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وتعتبر قمة منتدى مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، الأولى من نوعها في العالم، كما سيتم عقدها كمنتدى سنوي مستمر لهذا الهدف.

وتستهدف المملكة (الوصول إلى الحياد الصفري في عام 2060، من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، بما يتوافق مع خطط المملكة التنموية، وتمكين تنوُّعها الاقتصادي، كحزمة الأولى من المبادرات تمثل استثمارات بقيمة تزيد على 700 مليار ريال، مما يسهم في تنمية الاقتصاد الأخضر، وخلق فرص عمل نوعية، وتوفير فرص استثمارية ضخمة للقطاع الخاص، وفق «رؤية المملكة 2030») كما جاء في الكلمة الافتتاحية لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال القمة.

إن منتدى (مبادرة السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر) يعتبر مساهمة سعودية فاعلة في قضية عالمية تتهدد كوكب الأرض، لذا فإن انخراط المملكة كدولة تمثل جزءاً مهماً من الاقتصادي العالمي، ومصدراً من أهم مصادر انتاج خطوط الطاقة الأحفورية (البترول) تلعب دوراً كبيراً في ايجاد موازنة فاعلة تناسب قدرتها ومكانتها عبر استهدافها لأن تكون أكبر مصدر لطاقة غاز الهيدروجين في المستقبل المنظور وعلى المدى البعيد، فيما هي تستشرف مستقبلاً واعداً يليق بالأجيال الجديدة التي تطمح بالوصول إلى المملكة مكانةً تزيدها تقدماً مستمراً في مصاف الدول الأكثر تطوراً في العالم.

إن التنوع الحيوي الذي هو الضمانة الوحيدة لحياة كوكب الأرض نقياً وصالحاً للعيش لا تتحقق معادلته إلا بالحرص على المحافظة على النظام البيئي الذي يحسن من أطوار المناخ على كوكب الأرض ولا يتم ذلك إلا من خلال المشروع الرائد الذي تخطط له المملكة العربية السعودية اليوم عبر المنتدى السنوي لـ (مبادرة السعودية الخضراء).