ليس المهم أن تقول المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيوغوتيرش في ليبيا إن البت في موعد الإنتخابات وفي أهلية سيف الإسلام القذافي للترشح، هي شأن ليبي خاص يتخذه القضاء.. إذْ أنّ المفترض أنّ هذا ينطبق على دول العالم كلها، وتحديداً على الدول العربية، لكن المشكلة ليس قول مثل هذا الكلام وإنما في تطبيقه؛ فالمعروف أنّ هذه "الجماهيرية" التي تركها معمر القذافي وراءه بعد حكم بلا حكومة لأربعين عاماً بات يتحكم بها الإخوان المسلمون ومعهم "أزلام" ومجموعات رجب طيب أردوغان الذي "يحلم" حلم يقظة بأنه سيكون: "أميرا للمؤمنين" في ديار الله الواسعة!!.

إنه يسعد كل عربي عروبي بالفعل أنْ تعود ليبيا إلى ما كانت عليه قبل أربعين عاماً من "إستبداد" وليس حكم معمر القذافي لا أعاده الله لكن حسب الشاعر العظيم: "وما نيل المطالب بالتمنّي.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا".. "وما إستعصى على قوم منالٌ.. إذا الإقدام كان لهم ركابا".. والمشكلة هنا هي ليست في الشعب الليبي العظيم ولكن في الأربعين عاماً التي حكم فيها.. ومثلها مثل كل الأعوام التي كان قد حكم "قذاذفه" كثر بعضهم لا تزال أقدامهم في ركاب الخيول المسرجة!!.

وبالطبع فإن المعروف هو أنّ القذافي لم يكن وحده مستبدّ زمانه وما قبل وما بعد زمانه وهناك مستبدّون كثر بعضهم لا زالوا فوق سروج أحصنتهم ولا زالوا "يزربون" خيرة أبناء شعوبهم في "زنازين" بلا نوافذ ولا زالوا يدفنون معارضيهم بلا قبور ولا زالوا يفعلون أكثر كثيراً مما فعله القذافي وما فعله الذين رفعوا شعار: "وحدة.. حرية.. إشتراكية".. وأيضاً ما فعله الذين كانوا قد سرقوا من غيرهم ذلك الشعار القومي والعياذ بالله: "وحدة تحرّر ثأر.. دم حديد.. نار"!!.

وهنا فإنه غير مستبعدٍ أن تعطي النبتة الشوكية زهرة جميلة طيبة الرائحة وأن يكون للمجرم إبناً طيباًّ وأن لأبشع أمرأة في خلق الله فتاة جميلة دعجاء العينين وخيزرانية القوام وأن يكون لـ "معمر القذافي" إبناً يستحقُّ أن يكون رئيساً لدولة ديموقراطية وهذا ينطبق على معظم طغاة التاريخ وبمن فيهم أدولف هتلر وستالين وبعض من "ركبوا كراسي الحكم العربية".. ومن المهد إلى اللحد كما يقال!!.

لقد كانت الثورات العربية، وليس الإنقلابات العسكرية، قد حققت إنجازات عظيمة كالثورة الجزائرية وكثورات أخرى فعلية متعددة وكثيرة لكن المشكلة أنّ بعض هذه الثورات قد أنتجت من بنوا سجوناً وزنازين صغيرة وأنّ هؤلاء ما أنّ تم التخلص من مستعمريهم ومن الذين استبدوا بشعوبهم.. حتى تربعوا على مقاعد القتلة والمستعمرين وحقيقةً أنّ الشواهد على مثل هذه الأمور متعددة وكثيرة!!.