حتى لو بقوا يشتمونه إلى أن تقوم: "ناقة صالح" وبالطبع فإنه لم تكن هناك ناقة لي ولا هم يحزنون وكان "أهلي".. والمقصود هو والدي، له واسع الرحمة والغفران، يملكون بعيراً "أوضح"، أي أبيض بالنسبة لأهل المدن، وكنا نفاخر ونفتخر به.. لأنه كان "يجندل" بعير أحد أقربائنا الذي كان يقول البعض وهم "يتغامزون" إنّ هذا البعير مثله مثل صاحبه!!.

ولقد جاء في كتاب الله العظيم، الذي لا يعلو عليه لا بل لا يدنو منه أي كتاب: "ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله" وكانت قد برزت معجزة هذه الناقة، كما وصل إلى الأجيال المتلاحقة ومنها جيلنا، أنّ الله جلّ شأنه قد جعل معجزة هذه الناقة أنها كانت تشرب في اليوم الواحد ما تشربه الكائنات الحية كلها ومن بينها البشر من آل ثمود وكانت تحلب في اليوم الذي تشرب فيه حليباً يكفي قوم آل ثمود أجمعين.

وقيل أن الإعجاز في هذه الناقة أنها خلقت بساعة واحدة ومن صخرة صماء من غير ذكر وأنثى.. وأنّ سيدنا صالح قد طلب من القوم بالحفاظ على الناقة وأن لا يعقروها ولا يضربوها ولا يلحقوا بها أي ضرر.. وإلّا فإنّ الله سيحيق عذابه بهم في حال إيذائها فكانت الآية الكريمة: "ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله.. ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب".

لكنهم لم يستجيبوا لما طلبه منهم.. وحيث قد تلاقى رهط على عقرها.. وتقاسم لحمها وكان عذاب الله قد أتاهم بعد ثلاثة أيام...والله لا يهدي القوم الظالمين.

والمهم هو أنّ هذا الهجوم الذي شنه البعض على زميلنا.. وصديقنا.. ورفيقنا في هذه المسيرة العسيرة قد كان إستهدافاً مقصوداً.. وأن عثمان العمير، لمن لا يعرفونه قد كان ولا يزال ودائماً وأبداً يتحلى بجرأة قول الحق.. "ولو كره الكافرون".

وبالطبع فإن عثمان العمير هذا الصديق الذي ليست عنده ناقة حتى يعقرونها ولا هم يحزنون.. وأنه كان قد قال: "إنني قد طلبت تحنيطي حتى يجد العلماء علاجاً للموت"!! وأنا أقول لزميلي وصديقي .. وهي صداقة ليست من طرف واحد.. أنا أعرفك يا عثمان وأعرف لماذا قد طلبت تحنيطك.. إنك أردت أن تقوم كما قامت ناقة صالح.. وصالح هذا ليس صديقك هذا الذي تعرفه والذي لا عنده ناقة ولا جمل والذي عنده سيارة خردة يستعين "بجيرانه" في كل صباح ليستنهضوها من سباتها.. العميق.. وهكذا فإنني.. أرجوك .. ثم أرجوك ألّا تصدق هذا كله.. لأنه كله معط في معط.. فأنا أملك أربع سيارات جميلة.. وأملك منزلاً في أحد أحياء عمان الراقية.. وأملك أرضاً شاسعة واسعة في قرية العالوك، تركها والدي لي أمطر الله تربته بشآبيب رحمته ولي ولدان قد تخرجا من أرقى وأهم الجامعات الكونية ولي زوجة قد أنهت دراستها في جامعة عربية وأنها قد أضطرت لإتقان الطبخ.. والنفخ إضطراراً وذلك لأن هناك حكمة تقول: إن قلوب الرجال في كروشهم!!.