إسرائيل يجب أن تمحى من صفحة الوجود! قول مشهور للخميني ظل الاعلام التابع لنظام الملالي يردده ولاسيما في وسائل الاعلام الناطقة باللغة العربية، ولکي يمنح مصداقية وإعتبار لهذا القول، فقد تم جعل آخر يوم جمعة من کل شهر رمضان بمثابة يوم عالمي للقدس، بل وحتى إن نظام الملالي ومن فرط حرصه على القدس وضرورة تحريرها من إسرائيل، فإنه وخلال حرب الثماني أعوام مع العراق قد دأب على ترديد شعارات تقول بأن"طريق تحرير القدس يمر عبر کربلاء"، ولکن ذهب خميني وکذلك صارت محررة "لکونها صارت تحت نفوذهم" وإسرائيل ليست على حالها وإنما صارت أقوى من أي وقت مضى في حين إن إيران في ظل حکم الملالي يکفي الاستشهاد بالانتفاضات والاحتجاجات واسعة النطاقمن جانب الشعب الايراني ضد النظام.

عندما يقول قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري، بأن "إيران ستدمر مدينتي تل أبيب وحيفا إذا ارتكبت إسرائيل أي خطأ“. ويستطرد بکل خيلاء: "لأي خطأ يرتكبه العدو، سنسوي تل أبيب وحيفا بالأرض بأمر من المرشد الأعلى"، فإن من حقنا أن نحتج هل إن خيار مٶسس النظام بمحو إسرائيل من صفحة الوجود قد تم إستبداله بتدمير تل أبيب وحيفا وتسويتهما بالارض؟! فإن من حقنا أن نتساءل؛ هل تم تخفيف الحکم الصادر بحق إسرائيل وجعله تسوية مدينتي تل أبيب وحيفا بالارض بدلا من زوال إسرائيل من صفحة الوجود؟ والاهم من ذلك من الذي قام بتغيير حکم وفتوى الخميني بهذا الصدد وجعله مخففا؟!

هناك مثل کوردي يقول"الحجر الکبير دلالة على عدم رميه"، أي أن الانسان عندما يحمل حجرا کبيرا ويهدد آخر به، فإنه دلالة على عدم نيته في مواجهته، وهذا ما يمکن أن نسحبه على هذه الخزعبلات الصادرة من جانب نظام الملالي، ولو قمنا بمقارنة بسيطة بين تهديدات بوتين ضد أوکرانيا في الحرب الجارية حاليا وتهديدات نظام الملالي ضد إسرائيل، لتأکد لنا بأن التهديدات"الاستثنائية" لملالي إيران إيران ليست إلا مجرد هواء في شبك.

قد يتحجج البعض ويذکرنا بحرب 2006 التي إندلعت بين حزب الله اللبناني وبين إسرائيل، ويجعل منها مثالا للمواقف الحدية لنظام الملالي ضد إسرائيل، ولکن مهلا، مالذي حدث في نتيجة هذه المواجهة المجنونة؟ ألم يدفع لبنان والشعب اللبناني ثمنا باهضا لا يزالوا يعانوا من تبعاته لحد الان؟ بل وإننا نذکر بما قد أثير في حينها عند نية الرئيس الايراني الاسبق أحمدي نجاد برمي حجارة على إسرائيل من على الحدود اللبنانية المتاخمة لإسرائيل کدليل تضامن مع الشعب الفلسطيني، ولکن سرعان ما بادرت وزارة الخارجية الايرانية لتکذيب ذلك الخبر. والحق إن ما قد أفتى به خميني وما قاله قائد القوات البرية الايرانية بشأن إسرائيل، لا يختلف إطلاقا عن الحجارة التي کان أحمدي نجاد ينوي رميها على إسرائيل!