عندما حضرت بصفتي کصحفي التجمع السنوي العام للتضامن مع نضال الشعب والمقاومة الايرانية في عام 2007، ولأول مرة کنت أتصور بأن المٶتمر سيکون کأي المٶتمرات ذات الطابع السياسي ولکنني فوجئت بتواجد أکثر من 10 آلاف مشارك في هذا المٶتمر غير أن الدهشة إنتابتني أکثر في الاعوام التالية من التزايد غير العادي في الحضور الشعبي لأبناء الجالية الايرانية وکذلك لحضور الوفود السياسية قادمة من خمسة قارات للمشارکة في هذا التجمع، وحتى إن مٶتمر عام 2018، الذي إنعقد في باريس، قد حضره أکثر من 100 ألف مواطن إيراني مع أکثر من 1000 شخصية سياسية دولية وعربية واسلامية، وأود هنا أن أذکر بأن مٶتمر ذلك العام(2018)، قد إشتهر وبرز أکثر من المٶتمرات السابقة لأسباب عدة أهمها:

ـ قام النظام الايراني بترتيب مخطط مخابراتي من أجل تفجير مکان الاجتماع وتم کشف المخطط وألقي القبض على المشارکين فيه وعلى قائد المخطط السکرتير الاول للسفارة الايرانية في النمسا أسدالله أسدي الذي يقبع في أحد السجون البلجيکية حاليا.

ـ أجبر هذا المٶتمر النظام الايراني على إبداء ردود فعل عنيفة ضد العديد من الدول التي شارکت في المٶتمر وبشکل خاص فرنسا ومصر حيث جرت إتصالات دبلوماسية على أعلى المستويات وتم إصدار بيانات إدانة إيرانية للمشارکين في هذا المٶتمر.

ـ على الرغم من إن النظام الايراني کان قد أخذ الحيطة والحذر من هذا اليوم وفرض تعتيما على وسائل الاعلام وشدد من إجراءاته الامنية والقمعية من أجل ضمان عدم متابعة الشعب الايراني للمٶتمر لکن وبحسب التقارير الواردة من داخل إيران فإن النظام فشل في ذلك فشلا ذريعا وتابع الشعب هذا المٶتمر عن کثب.

ـ أهمية هذا المٶتمر وقوته أتت من إن إنتفاضة 28 ديسمبر 2017، والتي إتهم المرشد الاعلى للنظام مجاهدي خلق بقيادتها، وهذا بحد ذاته کان بمثابة شهادة حية من صميم الواقع الايراني على قوة العلاقة بين الشعب الايراني وبين المقاومة الايرانية، علما بأنني کنت قد أجريت مقابلة صحفية مع الاخ محمد محدثين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني قبل إندلاع تلك الانتفاضة بأيام قلائل حيث أکد محدثين في المقابلة على إن الاوضاع في الداخل الايراني محتقنة وقد تنفجر في أية لحظة.

التجمع السنوي العام للتضامن مع نضال الشعب والمقاومة الايرانية، أثبتت الاحداث والتطورات التي شرحنا جانبا منها بأنه مناسبة تلفت أنظار الشعب الايراني بقوة ويهمه أن يعلم ما يجري وما يطرح فيها ولاسيما وإنه يسلط الاضواء بدقة على الاوضاع في إيران من مختلف الاوجه، وأن المٶتمر السنوي القادم الذي سيعقد في 23 و24 من الشهر الجاري وبحسب مصادر مطلعة من المنتظر أن يکون هذا التجمع نوعيا ولاسيما وإنه يعقد على خلفيـة أحداث وتطورات وتداعيات في خطها العام في غير صالح النظام الايراني، ولا ريب من إن الاجهزة الامنية الايرانية سوف تعمل ما بوسعها من أجل خلق حاجز بين هذا المٶتمر وبين الشعب الايراني ولکن وکما فشل في الاعوام السابقة فإنه لن يحقق أية نتيجة في يوم يمکن وصفه باليوم الوطني لنضال الشعب الايراني من أجل الحرية.