الغالبية ممن يحاولون التفكير في اللجوء إلى الدول الأوربية والالتحاق بها هرباً من بطش حكامهم الطغاة يقفون عاجزين في اختيار وجهتهم، حيال المغريات التي يسمعون بها ويمكن معها أن توفرها لهم الأمن والاستقرار ورغد العيش.

قبل كل شيء يجب اتخاذ القرار السليم بعيداً عن إرضاء زيد أو عمر من الناس، وعلى أن يكون الاختيار نابع عن قناعة، وبعد دراسة الميزات التي تمنح لهم من قبل الدولة الراغبين في الإقامة فيها، وهذا ما دفع الكثيرون إلى أن يكونوا في حيرة من أمرهم نتيجة الاختيار غير الموفق بالنسبة إلى كثيرين، رغم وضوح الرؤية والهدف، مع واقع الحال الذي يعيشون، وهذا ما دفع البعض إلى أن يقف موقف المتفرج تجاه ذلك كله، و يضرب أخماس في أسداس، وهذا ما يفجّر اليأس، ويجعل من أمثال هؤلاء الذين يقعون في دوامة الاختيار بين قوسين أو أدنى، لما لا ما دام أنهم يصرفون النظر عن كثير من المعطيات والايجابيات التي لم تكن ترضي البعض منهم، وتخفّف عنهم وجعهم ومعاناتهم، ووقفوا في متاهة أمام كل المغريات التي يمكنها أن تعوّضهم ألواناً من الحرمان والأسى، ويتجاوزون بذلك الفقر الأسود الذي عايشوه طوال فترة إقامتهم سواء في سورية، أو في تركيا التي سبق أن لجأ إليها الكثير من السوريين ممن آوت قهرهم ونزوحهم..

نقولها وبالفم الملآن:
عليكم باختيار وجهة لجوئكم الأنسب وبما يتماشى مع رغباتكم ومصالحكم وتطلعاتكم المستقبلية، ومدى الفائدة التي يمكن أن تدرّ عليكم وعلى أسركم الذين ينتظرون لم شملهم بفارغ الصبر، أضف إلى مراعاة واقع تعلم اللغة في أي بلد أوربي تنوون الوصول إليه قبل اتخاذ أي قرار حيال الإقامة فيه، وكذلك دراسة معيار الاقامة والمدة التي يمكن معها أن يقضي فيها اللاجئ من الوقت ليصار إلى استصدار حكم قضائي والبت فيها، وبحيث أنها تخدم اللاجئ لجهة لم شمل الأسرة، فضلاً وهذا الأهم، عن واقع الطبابة والمعيار الذي تقاس عليه، وحساب أجور النقل داخل الدولة المختارة وكيفية التعامل معها، بالإضافة إلى كثير من الاجراءات والتدابير التي يجب مراعاتها والأخذ بها، لا أن يتم اختيار البلد المراد الإقامة فيه بصورة عشوائية، ولكن على شرط التسريع في اتخاذ القرار المناسب والمنصف الذي ينجم عنه خيار سليم، ويمكن معه خدمة اللاجئ وأسرته في المصاف الأول.
وبعد هذا كله، يظل الأمل مرسوماً باختيار المكان الأفضل والأنسب، والالتحاق بالسرعة الممكنة بالبلد المراد الاقامة فيه، وإنهاء مشكلة البصمات، وكسب الوقت، بدلاً من البطء في اتخاذ القرار وبدون فائدة لجهة إرضاء أخ أو صديق بادر لحل أزّمة وساهم في تقديم يد المساعدة بحسب إمكاناته، وتدخل لحل معضلة ما، ومن هذا كله نفهم أنَّ الاختيار الصحيح قوامه الرؤية الصائبة للوصول إلى هدف واضح يراد به كسب الوقت أولاً، ولم الشمل بالسرعة الممكنة قبل أي اعتبار آخر، وبعيداً عن إرضاء أشخاص بعينهم.