تخطى إستعباد وإذلال المرأة في إيران وميادينها الخارجية على يد ملالي طهران وأعوانهم أبعاد المكان والزمان ليصل إلى المرأة في العراق ولبنان واليمن وسوريا من خلال تصدير فكرهم المسموم، ونقصد بتخطيهم للبعد الزماني هنا هو مدى استمرار هذا التأثير مستقبليا على أكثر من جيل
ملالي طهران يتنازلون عن الفضائل متمسكين بالرذائل والبغي والظلم والعدوان، وبعد أن كرم الله المرأة وأعزها وجعل الجنة تحت أقدامها، وكذلك كرمنا نحن البشر أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا ونسائنا ولا نريد بهن إلا خيراً، وقد حرم الله العبودية وأعز النفس البشرية في إطار وجود كريم يحكمه العدل والتعاون والتسامح، وها هم زمر الحكم الإستبدادي في إيران يستعبدون الإنسان والمرأة الأم والمدرسة التي هي أصل الإنسان الذي يستعبدونه الآن وأساس وجوده الحر الكريم.
الإسلام فكراً وقيمةً أخلاقيةً وإنسانيةً سامية رفيعة عادلة لا تحتمل جاهلية ولا إدعاءا ولا كذبا ولا إحتيالا ولا عنصرية ولا طبقية.. قيمه تعزز روح الفضيلة والتسامح والتعايش والمؤاخاة بين البشرية في كل زمان ومكان، وفي الوقت ذاته يصعب على المدعين والمنافقين والجهلة أن يدركوا الإسلام الحقيقي والسير على هديه ومن هنا لا يحق لهم ولا يجوز أن يدعوا تمثيل الإسلام والمسلمين كلاً أو بعضاً، فالإسلام تمثله الحقائق ويمثله المهتدون الصادقون المخلصون، وعكس ذلك فنحن والإسلام في غنى عنه صيانةً للدين وترفعاً عن الخطيئة وجريمة تشويه الدين والإضرار بالمجتمعات والإنتقاص من نسائنا وهن كرامتنا ووجودنا.
واقع المرأة في إيران
أعتقد أن 44 سنة من الكذب والإحتيال وانتهاكات حقوق المرأة كافية لفهم مدى طغيان وعدم شرعية نظام الملالي وأنه كان ولا زال نسخة دكتاتورية بديلة لسلفه الشاه الدكتاتوري، ولفهم أكثر لحجم المعاناة التي تعيشها المرأة الإيرانية من طفولتها إلى شيخوختها، كما لا أعتقد أن وزير خارجية نظام الملالي كان مُصدقاً لنفسه أو لما كان يقرأه في خطابه بشأن المرأة في مجلس حقوق الإنسان عندما أشاد بموقف نظامه ووضع المرأة تحت سلطة حكمهم، فلقد كانت تعابير وجه وصوت الوزير تقول بأنه لم يكتب الخطاب بيده وأنه غير مؤمن بما ورد في الخطاب من حيث المصداقية لكنه مؤمنا به من حيث التكتيك والمناورة، ومن يريد أن حقيقة الموقف فعليه متابعة ما يجري في إيران ويستمع إلى تقارير مقرري الأمم المتحدة وسائر المؤسسات الحقوقية الدولية، أما الأدلة الأخرى فتجدونها بين طيات تصريحات النظام المباشرة وغير المباشرة وكذلك التصريحات المتناقضة لسلطات النظام في ظل صراع الذئاب الجاري بين أقطاب النظام.
المرأة في إيران الثرية اليوم تعمل في ظل سلطة الملالي الحاكمين باسم الإسلام في النفايات وأكثر المهن مذلة ومهانة لكسب قوتها اليومي البسيط وصيانة مُجمل الكرامة بشيء من التنازلات حيث لا بديل ولا خيارات أخرى، تعمل المرأة في إيران حمالة تحمل أثقالا مهلكة لبدنها الضعيف ومهن أُخرى شاقة، ومن النساء والفتيات الشابات في إيران من يعملن في عملين أو يعمن لأكثر من 12 ساعة باليوم ويتعرضن للمخاطر وانتهاك الأعراض، ولو كانت تعيش في ظلِ نظامٍ عادلٍ لما قبلت ولا عملت في هكذا مهن حيث ستتسخر الثروات والموارد العامة لتوفر لها ولمجتمعها البدائل الكريمة.
المرأة في إيران اليوم تتعرض للقتل الحكومي تحت مسمى الإعدام وتترك ورائها أيتاما لا حول لهم ولا قوة دون النظر في قضاياها بشكل عادل يُنصفها ويُعلي كلمة الحق إن لدى من يحكمها ذرة إيمان بالحق، فللأفعال مسببات لو نظرنا إلى مجملها لوجدنا أنها كانت بدوافع اضطرارية، يظلمون المجتمع بالحروب والقتل والإعدامات والسجون والتشريد والفقر والفساد وسوء الإدارة والتضخم والتكاليف العالية لبرامج الأسلحة وتصدير الإرهاب ثم يدفعون بالمرأة الضعيفة منزوعة الخيارات نحو تحمل المسؤوليات مضطرة بلا تجارب وغير محصنة بالوعي وفي أول إخفاق لها يدفعون بها نحو مقاصل الإعدامات الهمجية الجائرة، وإن خرجت تطالب بحقوق مواطنة وتقول لا للظلم فلن تجد أمامها سوى القمع والقتل والسجون والإغتصاب والإعدامات أو تُختطف من الشوارع أو مهاجع الجامعات أو البيوت وبعد فترة اختفاء طويلة يجدها ذويها إما مسجلة في ثلاجات الموتى أو في ملقاة في الشوارع تحت إسم جثة مجهولة الهوية حليقة الرأس ومحطمةٌ مشوهة الوجه ومكسرة الأيدي والأرجل بعد أن تم اغتصابها، أو تقع صريعة هراوات الأجهزة القمعية الوحشية والأدلة والتفاصيل على ذلك كثيرة وقد تم نشرها في مقالات سابقة كثيرة.
لم يكتفي نظام الملالي المتسلط باسم الدين على رقاب الشعب الإيراني وشعوب ودول المنطقة بما فعله في المتظاهرين الأبرياء العزل، ولم يكتفي بقتله لأكثر من 70 طفلا وحدث فقام بتسميم المئات من طالبات المدارس القاصرات كيميائيا بجميع أنحاء إيران ومنهن أطفالا بعمر 11 عاما وبعد أفتضاح أمره وعدم جدوى تبريراته وذرائعه يبحث اليوم عن جهة أو طرف يحمله مسؤولية هذه الجرائم النكراء التي هي في صلب الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية حيث وجه النظام هذا السلاح الكيميائي بدوافع سياسية نحو فئة محددة من المجتمع كان ولا يزال لها دورها الفاعل في الإنتفاضة الوطنية الإيرانية.
المرأة في الدول التي يحتلها نظام الملالي
ليست المرأة في الدول التي مسها خراب وفساد نظام الملالي الذي يحتل العراق وسوريا ولبنان واليمن بأفضل حال من المرأة الإيرانية فتلك هي الثورة التي صدرها لهذه الدول والحال في هذه الدول كما هو الحال بل أسوأ وأقبح إذ باتت النساء في هذه الدول تعمل في الشوارع والمعامل والمزارع أعمالا شاقة محزنة ومؤلمة، وباتت بعض العوائل لا مجال أمامها من أجل المعيشة سوى الدفع بأبنائها نحو الإرتزاق في صفوف الميليشيات الإجرامية، وسيق الآلاف من أبناء هذه العوائل إما إلى جبهات الموت والإجرام أو نحو طرق الهجرة السرية التي لا ينجو منها ولا يوفق فيها الكثير بل ولا يعود الكثير منهم حتى كجثث تُدفن بالقرب من أهلها كي تهدأ أرواحهم وتسكن.
المرأة في ميادين نظام الملالي بهذه الدول دفعوا بها إلى نير الإستعباد؛ استعباد الحاجة والفساد والتسول والتشرد والقتل في الشوارع والسجون ومهالك الفقر وذل الحاجة والعوز تربي أبنائها بأنفس مكسورة وقلوب جريحة.. وتلك هي الثورة التي صدرها الملالي، وهذه هي النتائج تتفاقم جلية واضحة للعيان.. ولا علاج لسرطان الملالي سوى الإستئصال التام من جذوره والقضاء على كل خلاياه وآثاره.. فهل نعي معنى أن الثورة الإيرانية الجارية ثورة خلاص للجميع وليس لإيران فحسب.
عاشت المرأة حرة أبية .. عاش يوم الثامن من آذار / مارس
التعليقات