وأخيراً، صار واضحاً جداً أنَّ النظام الإيراني، ومن خلال التصرفات العدوانية لذراعه الحوثي في اليمن ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، لم يبقِ مجالاً إلا لمواجهة العنف بالعنف، بل وحتى رد الصاع صاعين من خلال الضربات الجوية ضد الحوثيين، والتي صارت ضرورة دولية ملحة.

إقرأ أيضاً: الرأس وليس أذرع الأخطبوط

مشبوهة هي المساعي التي بذلها النظام الإيراني ويبذلها من أجل استخدام أذرعه في المنطقة تنفيذاً لمخططاته، وإيکال أدوار متباينة لها من أجل ضمان بقاء المنطقة فوق صفيح ساخن، واستمرار الأوضاع المتوترة فيها، بما يجعل الأجواء والأرضية مهيأة ومناسبة من أجل إثارة الحروب والخلافات. لکن المبادرة بتوجيه ضربات جوية للحوثيين في اليمن ودك القواعد التي يستخدمونها من أجل تنفيذ اعتداءاتهم على السفن تضع مخططات النظام الإيراني على المحك، وتجعله في مواجهة الإرادة الدولية، خصوصاً أن الصواريخ التي يستخدمها الحوثي يزوده بها رأس الفتنة والفوضى في المنطقة، أي النظام الإيراني.

إقرأ أيضاً: إيران وفشل نظرية ولاية الفقيه

إنَّ مبادرة المجتمع الدولي والمتمثلة بتوجيه ضربات للحوثيين في سبيل ردعهم وعدم السماح لهم بتهديد الملاحة البحرية، بالرغم من أهميتها، يجب ألا تنسينا أنَّ الحوثيين هم ذيل الأفعى السامة ليس إلا، لكن رأسها في طهران، وضرب ذيل الأفعى، مهما کان مٶذياً، لا يضمن القضاء عليها بشكل مبرم. لذلك، فإنَّ شر الأفعى المتمثل في النظام الإيراني وعبثه وتلاعبه بأمن المنطقة سوف يبقى ويستمر، وهذا ما يحتم تصويب الأنظار نحو رأس الأفعى، ذلك أن إيران هي العقل المدبر لکل المخططات والنشاطات العدوانية الشريرة في المنطقة، وخصوصاً منذ اندلاع الحرب الدامية في غزة.

إقرأ أيضاً: ماذا ينتظر خامنئي؟

النظام الإيراني الذي يستهدف السلام والأمن في بلدان المنطقة بشکل خاص، والعالم بشکل عام، من خلال دأبه المتواصل على إثارة الحروب بالوکالة من خلال وکلائه في المنطقة، صار واضحاً جداً أنه يمثل خطراً وتهديداً جدياً محدقاً بالعالم، ويجب العمل على بلورة سياسة دولية جدية حياله، ومن المفيد والمناسب جداً الإشارة إلى أن مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، سبق وأکدت مراراً وتکراراً على أنَّ سياسة مسايرة هذا النظام واسترضاءه هي سياسة خاطئة، وتساهم في تشجيع هذا النظام وتحفيزه لکي يتمادى في مخططاته الشريرة، حيث يفسر عدم التصدي له ومواجهته بصفتها تنبع من باب الخوف منه. لذلك، تستدعي الضرورة مواجهة هذا النظام والتعامل معه وفق سياسة تقوم على أساس من الحزم والصرامة، بما يرد کيده إلى نحره، ويجبره على التخلي عن سياسته ونهجه العدواني الشرير بإثارة الحروب وافتعال الازمات، ولا ريب في أنَّ توجيه الضربات للحوثيين هي بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح، لکن الاتجاه الأصح هو ضرب رأس الأفعى وليس ذيله!