أكثر من 25 ألف شهيد وعشرات الآلاف من المصابين في غزة، وما زالت الحصيلة في ازدياد مفزع، لا سيما أنَّ دولة الاحتلال الإسرائيلي تمارس "هولوكوست" جديداً ضد أصحاب الأرض، بالرغم من أنها ضحية إبادة جماعية تعد من بين أبشع وأقسى الجرائم عبر التاريخ.

ويبدو أن إسرائيل لن تكف عن مواصلة سياسة الأرض المحروقة في غزة، وسط صمت من المجتمع الدولي والدول الأوروبية، التي تتقاعس عن اتخاذ إجراء يخضع إسرائيل للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية بكف يدها عن غزة وإنهاء سلسلة المذابح اليومية، وإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات تمهيداً للاعتراف بدولة فلسطين وترك مساحة منها لأبناء شعب كنعان كي يبني البيت الفلسطيني ويعيد ترتيبه.

ما سبق ليس إلا طموحاً فلسطينياً ترفض دولة الاحتلال الإسرائيلي الحديث عنه إعلامياً، وهذا أضعف الإيمان، من أجل تفويت أي فرصة من قبل الفلسطينين للتشبث بأمل بناء الدولة وإعادة جزء من أراضيها إليهم، والعيش في أمان واستقرار تحت راية الوطن.

إقرأ أيضاً: إلى أين يتجه إقليم كوردستان؟

عندما نتحدث عن الخراب الإسرائيلي بيد الاحتلال العابث في قطاع غزة، لا نجد إلا دماء في كل مكان، فحصيلة شهداء ومصابي الحرب، وكذلك قصف المستشفيات والمدارس ودور الإيواء، خير دليل على أن الاحتلال لا يريد سلاماً بل خراباً وإمعاناً في ممارسة مزيد من المذابح على أرض فلسطين.

إنَّ استمرار العدوان الإسرائيلي على فلسطين يجعل أي محاولة للمصالحة اقتراحاً صعباً وخطيراً، وبالرغم من التحديات، فمن المهم أن يجتمع المجتمع الدولي من أجل تلك القضية الملحة وتوفير المساعدات المالية لمساعدة غزة على إعادة البناء والتعافي، بعد أن ترك الصراع في غزة أثراً مدمراً على حياة الشعب الغزاوي.

إقرأ أيضاً: وضع العراق وكردستان بعد الانسحاب الأميركي

وأخيراً، من المهم أن يتشارك الجميع في إنهاء الحرب على غزة، باعتبارها من أهم القضايا الملحة في المنطقة والعالم برمته... ولا حل في نهاية المطاف إلا بترسيخ السلام عبر حل الدولتين وإعادة بناء ما تهدم.