على الأرض سقطت أمه بقوة مغشياً عليها، واجتمع الجيران من حولها يحاولون مساعدتها وإيقاظها، بعدما قام رجال الشرطة بإلقاء القبض على ابنها الذي أصدرت محكمة حكماً بحقه، فأتوا ينفذون أمر إلقاء القبض عليه، وسوقه إلى سجن سيمكث فيه سنوات عدة بعدما استحصل على ديون ووقع إيصالات تأخر عن دفعها لأسباب كثيرة.

أتفق مع أن يأخذ القانون مجراه، وأن تتم معاقبة كل مذنب عقاباً رادعاً حتى يعرف خطأه، لكن هناك عقوبات كثيرة بديله لسجنه سنوات عدة. وأغلب دول العالم وجدت بدائل حيث المدين، على سبيل المثال، تصادر أملاكه ويتم بيعها بالمزاد، وأن لم تكفِ الحصيلة يلزم بدفع الباقي على أقساط شهرية، وقد تتضاعف إن تأخر عن الدفع.

هناك أيضاً عقوبة سجن المتهم في بيته، ووضعه تحت المراقبة، فلا يسمح له بالخروج إلا للعمل والعلاج فقط، بعدما وجدت دول كثيرة أن وضع كثيرين في السجون سوف يكون مكلفاً مادياًو كما أن عائلاتهم سوف تتأذى، ولهذا يحتجزون في بيوتهم بين أربعة جدران.

تشكل الغرامات الضخمة أيضاً عقاباً رادعاً لا يستهان بتأثيره، فمن سرق مبلغاً معيناً من المال يجبر على دفع خمسة أضعافه أو عشرة أضعافه دفعة واحدة، أو على أقساط تلاحقه لمدة طويلة.

إقرأ أيضاً: هل يمكن للذكاء الاصطناعي توقع الموت... حقاً؟

أما مرتكب جريمة التحرش، وتلك منتشرة جداً في وقتنا الحاضر، فلقد ابتكرت دول عقوبة أطلقت عليها تسمية "الإخصاء الكيميائي"، وهي أن يتم إعطاء المتحرش أدوية محددة تفقده قدرته الجنسية لفترة محددة، ويراقب سلوكه من قبل متخصصين، وأن وجدوا أنَّ سلوكه ما زال على حاله، يعاقب بإعطائه نفس الأدوية تكراراً، أو يساق إلى السجن.

المدمن على الخمر أو المواد المخدرة، أيضاً، يعتبر مريضاً، وأغلب المدمنين يعانون في وقتنا الحاضر ظروفاً مادية صعبة أو حياة اجتماعية مليئة بالمشاكل والهموم، ولهذا، يحتاج واحدهم إلى علاج مكثف، جسدياً ونفسياً، لا إدخاله السجن حيث قد تتفاقم حالته سوءاً.

إنَّ خيار السجن يجب أن يكون الخيار الأخير المتاح، ولقضايا محددة، لأن دخول السجن معناه دمار أسرة السجين، خصوصاً إن كان شاباً في بداية حياته.