مخططات وتصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة من خلال السماح لغير المسلمين بالصلاة فيه لعب بالنار، ستحرق من يشعلها ولن تمر مهما خطط أو اتخذ من مواقف عنصرية وقمعية. لا يمكن للمسجد الأقصى إلا أنَّ يكون إسلامياً، وكل محاولات تزوير التاريخ التي تسعى إليها حكومة الاحتلال لن تنال من عزيمة وإصرار شعب فلسطين في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية وحماية الموروث الديني بمحتواه وقيمه الحضارية.

الشعب الفلسطيني، ومن خلفه الأمتان العربية والإسلامية، كما كل المناصرين للحقوق الفلسطينية المشروعة، يرفضون مثل هذه الممارسات المخالفة لكافة الأعراف والقوانين الكونية والربانية، وللوضع القائم المعمول به في الأماكن المقدسة في مدينة القدس منذ عقود طويلة.

حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة لمثل هذه المخططات والممارسات والتصريحات. الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تأتي بالتزامن مع إجراءات تعسفية بحق الشعب الفلسطيني في أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة، خاصة تلك التي تنتهك حقوق الأسرى القابعين خلف قضبان الاحتلال، والتوسع الاستيطاني والاقتحامات المتواصلة لأراضي دولة فلسطين المحتلة.

إقرأ أيضاً: القدس بين التهويد وحرب الإبادة الجماعية

أثبتت دولة الاحتلال أنها تمارس مقداراً كبيراً من الكذب، وأنَّ الديمقراطية لديها زائفة ولا تمت للواقع بأيّ صلة، وما يحكم نظام الحكم فيها هو العنصرية والكراهية. ناهيك عن تلك الممارسات التي أثمرت عن أخطر تحالف في تاريخ الاحتلال بين أقطاب اليمين المتطرف القائم على برنامج ضم الضفة الغربية، هذا الحلم القديم لدى تلك الأحزاب، وتعاملهم مع حرب الإبادة الجماعية وتهجير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتحويل القضية الفلسطينية إلى مجرد قضية إنسانية وتصفية الحقوق السياسية.

الاستمرار في مخطط حكومة الاحتلال الهادف إلى تهويد الأقصى وضم الضفة الغربية بشكل كامل لدولة الاحتلال وإنهاء وجود السلطة الفلسطينية التي كانت نتاج اتفاقيات أوسلو في تحدٍ واضح للمجتمع الدولي، والاستمرار في تطبيق مخططات الإبادة الجماعية وتنفيذها على أرض الواقع وضرب كل الجهود الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومواقف الاتحاد الأوروبي والعالم أجمع الذي يطالب بتطبيق حل الدولتين، الذي لم يعد قائماً في ظل هذا التحالف الخطير بين أقطاب الأحزاب المتطرفة داخل المجتمع الإسرائيلي.

إقرأ أيضاً: حرب الإبادة وتوسيع الاستيطان في الضفة

تلك الممارسات التي نتجت عن تحالف قوى اليمين المتطرفة داخل المجتمع الإسرائيلي هي عمل عدواني لم يسبق له مثيل، واعتداء على المسجد الأقصى وما يشكله من رمزية وإرث حضاري لدى جميع المسلمين. يأتي هذا ضمن سياسة الضم وهو بمثابة البداية لتنفيذ سياسة ستؤدي إلى وضع لا يمكن السيطرة عليه مستقبلاً. الدفاع عن المقدسات الإسلامية والأماكن المقدسة وحمايتها هو دفاع عن حضارة وتاريخ الشعب العربي الفلسطيني، ولا يمكن لهذا المخطط أن يمر بمجرد إصدار قرارات عدوانية من سلطات الاحتلال تعبر عن إجرامها وحالة الكراهية التي تمارسها بحق الشعوب الإسلامية والمسيحية في جميع أنحاء العالم.

دولة الاحتلال تعمل على تصعيد انتهاكاتها الممنهجة بحق الأرض والشعب الفلسطيني وموروثه الثقافي والحضاري، خدمة لمشاريع الاحتلال التصفوية في تحد صارخ لكل القرارات الدولية وانتهاك جديد بشكل متعمد وممنهج للاتفاقيات الموقعة تحت رعاية دولية، والتي تؤكد وتقر أن أي صلاحيات في المسجد الأقصى هي من اختصاص هيئة الأوقاف الإسلامية، في محاولة منها فرض وقائع جديدة ضمن سياسة تهويد المسجد الأقصى.