التوترات التي تشهدها المنطقة أثرت بشكل سلبي على الوضع الاقتصادي بشكل عام وعلى خطوط إمدادات النفط، مما يؤدي إلى تأثير واقعي على الأسعار العالمية للنفط، وتحديدًا إذا دخلت المنطقة في حرب مباشرة بين إيران والكيان الصهيوني. تحدث البنك الدولي عن المديات التي قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط عالميًا، خصوصًا مع التصعيد المباشر بين طهران والكيان الإسرائيلي. هذا الوضع يجعل كل الاحتمالات واردة في التأثير على السوق العالمية، وكذلك انتقال ناقلات النفط عبر البحر، حيث من المرجح أن يتم استهدافها.
الأمر المرجح، والذي ربما لم يؤخذ بالحسبان، هو أن منظمة أوبك قد تفرض حظرًا نفطيًا على بعض الدول التي ستكون ضمن محور المواجهة مع الكيان الإسرائيلي، وهو احتمال رجحته بعض التحليلات السياسية. خاصةً وأن فكرة التصعيد لا تزال قائمة، وحتمية الرد الإيراني لم تتغير، إلا أن توقيت الرد يعتمد على الوضع في المنطقة والاستعداد لما بعده. وقد تم دراسة هذا الرد بشكل عميق من قبل محور المقاومة، والذي من المؤكد أنه سيأتي من عدة محاور وجبهات. لذا، من المحتمل أن تسعى الدول الكبرى نحو التهدئة للحفاظ على أسعار النفط الحالية.
إقرأ أيضاً: الانتخابات والتحديات القادمة أمام إيران
الصراع بين الكيان الإسرائيلي وحركة حماس وصل إلى مراحل متقدمة، خصوصًا مع التقارير التي تشير إلى إدخال أسلحة متطورة إلى غزة. وقد نرى تغييرات كبيرة في ساحة المعركة. أما في الجبهات الأخرى، فقد زودت سوريا لبنان، وتحديدًا حزب الله، بصواريخ S300 وS400 المتطورة، والتي قد تكون حاسمة في المعركة المتوقعة. بالإضافة إلى ذلك، دخل الروس على خط المواجهة، حيث قدموا دعمًا لإيران عبر تزويدها بأسلحة وصواريخ وطائرات متطورة جدًا، ما قد يشكل فارقًا في حسم المعركة مبكرًا. يُضاف إلى ذلك الإمكانيات البشرية لحزب الله، والتي تقدر بحوالى 100 ألف جندي وترسانة ضخمة من الأسلحة المتطورة، بما في ذلك أكثر من 200 ألف صاروخ وقذيفة متمركزة على حدود شمال إسرائيل.
هذه التعبئة على أغلب الجبهات يمكن أن تؤدي إلى إضعاف قدرات إسرائيل الدفاعية بشكل كبير، خاصة إذا ما تم تعزيزها بهجمات جوية من قبل إيران أو من خلال قوات إضافية على الجبهة السورية، والتي لم تُفعل حتى الآن لأسباب متعددة. من هنا، قد يكون الاستهداف هو تعطيل الشحن عبر مضيق هرمز، الذي يمر عبره أكثر من 30 بالمئة من إجمالي نفط العالم. هذه المهمة قد تقع على عاتق القوات المسلحة اليمنية بمساعدة الحوثيين، الذين قد يعملون على شن هجمات على البحر وتعطيل الملاحة هناك تمامًا.
إقرأ أيضاً: ماذا بعد مقتل هنية؟
هناك العديد من الخيارات المتاحة أمام إيران للرد، خصوصًا بعد الخطاب الصادر عن الولي الفقيه عقب اغتيال إسماعيل هنية. ومن المتوقع أن تبدأ إيران بتعطيل الملاحة وخفض تصدير النفط، مما سيؤدي في البداية إلى ارتفاع أسعاره من 3-13 بالمئة، ثم من 21-35 بالمئة. كما يمكن أن ينخفض الإنتاج بمقدار 6 إلى 8 ملايين برميل يوميًا، مما قد يرفع الأسعار بنسبة تصل إلى 35 بالمئة. وهذا يعني أن هناك تعطيلًا سيؤثر على 30 بالمئة من إجمالي التصدير العالمي.
واشنطن ليست من مصلحتها ارتفاع أسعار النفط، حيث تفضل أن تبقى الأسعار بين 75 و80 دولارًا للبرميل. بالإضافة إلى ذلك، فإن بقية الدول المعارضة لسياسة واشنطن في المنطقة لا ترغب في ارتفاع الأسعار فوق الحد المتفق عليه عالميًا، لأن ذلك قد يلحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد العالمي، خاصة إذا وصلت الأسعار إلى ما بين 90 و95 دولارًا للبرميل، مما قد يؤدي إلى مخاطر الانكماش في عدد من اقتصادات الدول الكبرى.
التعليقات