لا يخفى على أحد أن نجلي جلال الطالباني، وقد استحوذا على قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني بانقلاب شبه عسكري بدعم مشترك مفضوح من قوة إقليمية وأطراف سياسية موالية لها في العراق، قد تسببا بانشقاقات وانشطارات داخل قيادة حزبهما، ولم يتوانيا عن ضرب التيارات والشخصيات الوطنية المؤثرة التي وقفت عائقاً أمام مشروعهما المنافي للديمقراطية والسلوك السياسي السليم للهيمنة على الحزب، ومحاولة إسكات الأصوات المعارضة لمشروعهما للسيطرة على مقدرات حزبهما، وتأثيرهما السلبي المخيف على مستقبل إقليم كوردستان وسيادته وسلامة شعبه.

إنَّ تعكز نجلي الطالباني على دعم القوى المعادية لشعب كوردستان وتطلعاته من أجل حقوقه المشروعة، كما يتضح من المقطع الصوتي المسرب لوسائل الإعلام والشارع الكوردستاني والعراقي، لهو دلالة واضحة على أنهما فقدا ثقة الجماهير، بسبب تخبط قباد وبافل في إدارة الحزب، ومن هذا المنطلق يعاني نجلا الطالباني اليوم من عزلة خانقة ويأس وإحباط كبيرين من المستقبل المظلم الذي ينتظرهما، ولم يبق أمامهما من سبيل سوى اللجوء إلى التلاعب بنتائج الانتخابات المقبلة، بدعم من صديقهما الإقليمي وأذرعه في العراق، المتمرس بعمليات التزوير وقلب الحقائق.

إنَّ المقطع الصوتي المسرب للمكالمة بين قباد وبافل، الذي يتم فيه الحديث عن تحديد عدد مقاعدهما قبل إجراء الانتخابات من قبل الدولة الجارة التي يشيران إليها بشكل لا يقبل الشك والريبة، لهو اعتراف صريح وخطير بنيتهما المبيتة لتغيير مسار العملية الديمقراطية في إقليم كوردستان والتداول السلمي للسلطة، وهما من يتحملان مسؤولية وتداعيات ما ستؤول إليه الأمور في إقليم كوردستان.

على نجلي الطالباني أن يعيا خطورة الموقف وعدم التمادي باللعب بالنار، والكف عن مغامراتهما ومؤامراتهما ضد شعب إقليم كوردستان من أجل مصلحتهما الشخصية والحزبية، والكف عن الاستهزاء بدماء الشهداء وعوائلهم كما يعترفان بشكل واضح في المقطع المسرب.

وعلى أبناء الشعب العراقي بجميع شرائحه، وخاصة المثقفين والقوى السياسية الوطنية العراقية والدول الصديقة للشعب الكوردي، أن يتحملوا مسؤولياتهم واتخاذ موقف واضح إزاء المحاولات الخطيرة من قبل نجلي الطالباني وحلفائهما لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء ونسف العملية السياسية في العراق والعودة إلى سلطة الحزب الأوحد في العراق ونتائجه الكارثية.