شهدت الأراضي الفلسطينية خلال الأسبوع الماضي تصعيدًا ملحوظًا في نشاطات قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث كثّفت من حملاتها لإزالة اللافتات والشعارات التي تعبّر عن دعم حركة "حماس" أو تتعلق بالمقاومة الفلسطينية. فقد شوهدت قوات الاحتلال وهي تقوم بجولات ميدانية في عدد من المدن والقرى الفلسطينية، تعمل على نزع الصور واليافطات التي تكرّم الشهداء أو الأسرى، في محاولة واضحة لطمس الرموز الوطنية وتقويض الروح المعنوية لدى المواطنين.

وبحسب مصادر في الشرطة الفلسطينية، فإن هذه التحركات تأتي في إطار خطة إسرائيلية أوسع تهدف إلى فرض رقابة صارمة على المشهد الفلسطيني، خصوصًا مع اقتراب موعد الإفراج عن دفعات جديدة من الأسرى. وأكدت المصادر أن أجهزة الاحتلال وضعت قوائم متابعة خاصة لهؤلاء الأسرى، وأنها تخطط لإعادة اعتقالهم في أقرب فرصة ممكنة، تحت ذرائع أمنية واهية، كما حدث في مرات سابقة.

ويشير مراقبون إلى أن هذه السياسة الإسرائيلية تكشف عن خشية الاحتلال من عودة الأسرى إلى العمل الوطني أو السياسي بعد الإفراج عنهم، لما يمثلونه من رموز للصمود والتحدي. ويرى محللون أن ملاحقة الشعارات واللافتات لا تستهدف المظاهر فقط، بل تهدف إلى كسر الرمزية التي تعبّر عن وحدة الشعب الفلسطيني وتمسكه بقضيته.

في المقابل، عبّر العديد من الفلسطينيين عن استيائهم من هذه الممارسات، مؤكدين أن إزالة الرموز الوطنية لن تمحو الذاكرة الجماعية، ولن تمنع الشعب من التعبير عن تضامنه مع الأسرى والمقاومين. كما دعوا المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الانتهاكات التي تمسّ حرية التعبير والكرامة الإنسانية، مؤكدين أن الاحتلال قد ينجح في إزالة اللافتات من الجدران، لكنه لن يستطيع إزالة معانيها من القلوب.