فرض النجم الارجنتيني ليونيل ميسي نفسه مرة اخرى الquot;ملكquot; الجديد للكرة المستديرة وقال كلمته مجددا، مجبرا ارسنال الانكليزي على الاستماع اليه بتحسر بعدما اطاح بالنادي اللندني من مسابقة دوري ابطال اوروبا .


فرض برشلونة امس افضليته المطلقة على اللقاء لكنه لم يجد طريقه الى الشباك حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع عندما قدم ميسي احدى تحفه الفنية، لكن ارسنال عقد من مهمة اصحاب الارض عندما ادرك التعادل بهدية من سيرجيو بوسكيتس ما جعل النادي الكاتالوني بحاجة الى هدفين لكي يتأهل، فأمن تشافي هرنانديز الاول ثم قدم ميسي الثاني من ركلة جزاء بعد خطأ داخل المنطقة على بدرو رودريغيز.

quot;كانت ربما اصعب مباراة لنا حتى الان في دوري ابطال اوروبا لكننا نملك ميسي وهو في مستوى اعلى من اي لاعب اخر على الاطلاقquot;، هذا ما قاله الظهير الايمن البرازيلي دانيال الفيش عن زميله الارجنتيني، مضيفا quot;انه العبقري الخاص بنا، الرجل الذي ينقذنا دائما وهو كرر الامر مجدداquot;.

دخل ارسنال الى مواجهته مع برشلونة في اياب الدور ثمن النهائي وهو يدرك تماما انه لن يتمكن من الخروج بالنتيجة المطلوبة سوى من خلال ايقاف ميسي.

لكن التخطيط شيء والتطبيق شيء اخر، لان ميسي يقض مضجع جميع الفرق التي تواجه النادي الكاتالوني وارسنال ليس الاستثناء على الاطلاق، وهو كان يدرك هذا الامر تماما لانه اختبر حجم موهبة هذا اللاعب وفعاليته بعدما دك الارجنتيني شباك quot;المدفعجيةquot; برباعية الموسم الماضي في اياب الدور ربع النهائي من المسابقة الاوروبية الام.

quot;كانه قادم من لعبة البلاي ستايشنquot;، هذا ما قاله مدرب ارسنال الفرنسي ارسين فينغر بعدما رأى فريقه يودع المسابقة الموسم الماضي على يد ميسي، وهو اضطر لمشاهدته امس يكرر المشهد ذاته بعدما سجل ثنائية في مرمى quot;المدفعجيةquot; ليعوض خسارة النادي الكاتالوني ذهابا في quot;ستاد الاماراتquot; 1-2 وقيادته للفوز ايابا 3-1.

ان الحركة الفنية التي قام بها ميسي لحظة تسجيله هدف التقدم لفريق المدرب جوسيب غوارديولا الامس في quot;كامب نوquot; كانت حقا من لعبة quot;البلاي ستايشنquot; بعدما غمز الكرة بعبقرية فوق مواطنه الحارس مانويل المونيا ثم تابعها بتسديدة quot;طائرةquot; في الشباك الخالية.

quot;في يوم من الايام عندما تقررون مراجعة افضل الاهداف التي سجلها ميسي، فسترون انه لا يوجد هناك متسع من الوقت لفعل ذلك: انه يسجلها (الاهداف المميزة) بصورة متواصلة لدرجة ان الامر اصبح اعتيادياquot;، هذا ما قاله غوارديولا عن ظاهرته الارجنتينية.

فينغر رأى بان quot;برشلونة فريق جيد جدا لكنه يملك بالطبع ميسي...بامكانه ان يصنع الفارق في اي لحظة في المباراة. بدا مستحيلا ان يتمكن من تسجيل الهدف الاول (اياب ربع نهائي الموسم الماضي) لكنه نجح رغم ذلكquot;.

من المؤكد ان الهدف الاول الذي سجله ميسي في مباراة الامس سيبقى عالقا في اذهان الجميع ومن بينهم طبعا فينغر الذي شاهد الموسم الماضي النجم الارجنتيني quot;الصغيرquot; يصبح اول لاعب يسجل رباعية في مباراة اقصائية منذ حلول مسابقة دوري ابطال اوروبا بدلا من كأس الاندية الاوروبية البطلة عام 1992، علما بان هناك خمسة لاعبين سجلوا رباعية لكن ليس في الادوار الاقصائية وهن الهولندي ماركو فان باستن (1992) والايطالي سيموني اينزاغي (2000) والكرواتي دادو برشو (2003) والهولندي الاخر رود فان نيستلروي (2004) والاوكراني اندري شفتشنكو (2005).

ومن المؤكد ان احصائيات ميسي ترعب اي فريق مهما كان حجمه او عراقته، اذ نجح رقم 10 في النادي الكاتالوني في تسجيل 45 هدفا منذ انطلاق الموسم الحالي وذلك في 40 مباراة فقط: 27 هدفا في 24 مباراة في الدوري الاسباني، 7 اهداف في 6 مباريات في الكأس الاسبانية، و3 اهداف في مباراتين ضمن كأس السوبر الاسبانية اضافة الى 8 اهداف في 8 مباريات ضمن مسابقة دوري ابطال اوروبا التي اصبح فيها افضل مسجل في تاريخ النادي الكاتالوني بعدما رفع رصيده الى 33 هدفا.

واذا واصل معشوق جماهير quot;كامب نوquot; مشواره على هذا المنوال، فسيتمكن دون ادنى شك من تحطيم الرقم الذي حققه الموسم الماضي عندما سجل 47 هدفا في 53 مباراة.

لكن ميسي البالغ من العمر 23 عاما والمتوج بجائزة افضل لاعب في العالم للعام الثاني على التوالي، لا يكتفي فقط بتسجيل الاهداف اذ تطور مع الوقت ليصبح من افضل quot;صانعي الالعابquot; في العالم ايضا، واحصائياته تتحدث عن نفسها اذ مرر 16 كرة حاسمة في الدوري هذا الموسم و21 في جميع المسابقات.

من المؤكد ان هناك الكثيرين من رشحوا لخلافة الاسطورة دييغو مارادونا على عرش كرة القدم الارجنتينية، لكن ايا منهم لم ينل ما ناله ميسي من هذا الارث العظيم وان كان لم يتكلل بعد بالنجاح على الصعيد الدولي.

انه هذا القصير المكير الاعسر، صاحب الرؤية الثاقبة على ارض الملعب والمهارات الفنية الفائقة، الذي يزعج المنافسين دائما ويبث القلق والاضطراب في دفاعاتهم والذي يصول ويجول في وسط الملعب ومنطقة الجزاء ويعثر بكل سهولة على الثغرات التي لا يراها احد.

انه يشكل تهديدا دائما لدفاعات الخصوم بقدرته الاستثنائية على تغيير ايقاع اللعب وانطلاقاته العاصفة وحسه التهديفي القاتل، ما دفع غوارديولا للقول بان الارجنتيني quot;قادم من كوكب اخرquot;.